وكالة أنباء أراكان
أجبر جيش أراكان (الانفصالي) سكان قرى الروهينجا في مدينة مونغدو شمال ولاية أراكان غربي ميانمار، على العمل القسري في مشاريع بناء الطرق، بالتزامن مع تدمير غاباتهم التاريخية وبيع الأخشاب.
ونقل موقع “روهينجا خبر” عن سكان قولهم إن جيش أراكان بدأ منذ 15 فبراير الماضي، بإجبار كل أسرة بقرى “هلابوزا”، و”باونغزا”، و”مينغالا غيي”، و”كياوك لاي خوا” على إرسال شخص واحد على الأقل يومياً للمشاركة في مشروع شق طريق يمتد من “باين فيو” (المنطقة 6) إلى مقر قيادة “كياكانبيين”.
وأوضح أحد السكان: “قالوا لنا إذا لم نرسل أحداً، فعلينا دفع غرامة تتراوح بين 20 ألف كيات إلى 50 ألف كيات (9.5-24 دولاراً)، وهناك بعض الأسر ليس فيها رجال بالغون ويضطرون لإرسال الصغار”.
وأضافوا أن ساعات العمل تمتد من السابعة صباحاً حتى الخامسة مساءً تحت شمس حارقة دون توفير طعام أو ماء، ويُجبر العمال على إحضار طعامهم بأنفسهم، كما يتم التضييق عليهم أثناء الاستراحة، وقد يتعرضون للإهانة أو التهديد من قبل عناصر مسلحة.
وقال أحد سكان قرية “هلابوزا”: “نقضي اليوم كله في تكسير الحجارة، وفي الليل نُجبر على الحراسة الليلية أيضاً، ولم يعد هذا عملاً بل عبودية”.
كما أجبر جيش أراكان، الأطفال أيضاً على القيام بأعمال شاقة في الأسر التي تفتقر إلى رجال بالغين، فيما أوضح أحد السكان: “ابن أخي عمره 14 سنة، ومنذ ثلاثة أسابيع وهو يكسّر الحجارة لأنه لا يوجد غيره في المنزل”.
تزامن ذلك مع بدء جيش أراكان في قطع الغابات التي يملكها الروهينجا في مناطق “كياكانبيين”، و”وابوك”، و”فاووتشاونغ”، و”مياوتاونغ”، و”ونوايون تاونغ”، ونقل الأخشاب عبر الحدود إلى بنغلادش لبيعها.
قال أحد السكان من نوايون تاونغ: “يدمرون غاباتنا ويبيعون الأخشاب، بينما نحن نجبر على تكسير الحجارة، لم نعد نملك أي شيء”.
ويواصل جيش أراكان انتهاكاته بحق الروهينجا في مونغدو منذ سيطرته على المدينة في 8 ديسمبر الماضي، وآخرها إغلاق منازل الروهينجا بعد شكاوى كيدية، كما صادر ممتلكاتهم الثمينة، إضافة إلى الاستيلاء على منازلهم، وتشريد الكثير من العائلات.
وشرع في تقييد حركتهم عبر شبكة من نقاط التفتيش الأمنية عند مداخل ومخارج كل قرية روهنجية، وفرض الإتاوات وجمع إمدادات الطعام والمؤن، وساعد عائلات من عرقية “الراخين” على توطينهم بقرى الروهينجا، كما شرع في فرض ضرائب باهظة على متاجر الروهينجا والماشية والدواجن.
ولم يختلف الوضع كثيراً عما يحدث في مدينة بوثيدونغ مع استمرار اضطهاد الروهينجا، حيث أقدم جيش أراكان على إعدام 4 سجناء من الروهينجا عقب فرارهم من الاعتقال جراء التعذيب، وتدمير مساجد وبنى تحتية.
وقرر تأجيل عودة الروهينجا النازحين إلى منازلهم في عدد من القرى حتى العام المقبل، كما قرر مضاعفة الضرائب على متاجر الروهينجا، واعتقل العديد منهم بادعاءات أنهم أعضاء في جماعات مسلحة، كما اختطف الكثيرين، ونفّذ عمليات تهجير قسري بعدد من قرى الروهينجا وصادر أراضيهم ومزارعهم، وأحرق قراهم.