وكالة أنباء أراكان | خاص
أفادت مصادر محلية بولاية أراكان غربي ميانمار، الثلاثاء، بأن جيش أراكان (الانفصالي) أخبر عدداً من الروهينجا النازحين في الولاية أنهم لن يتمكنوا أبداً من العودة إلى قراهم، مشيراً إلى أن خياراتهم محصورة بين النزوح إلى “قرى مسلمة” أخرى أو مغادرة ميانمار.
وأوضح مراسل وكالة أنباء أراكان أن قيادات بجيش أراكان التقت بالروهينجا النازحين من قرية “خي كان باينغ” إلى قرى مجاورة وأخبروهم أنه سيتعين عليهم الانتقال للعيش لدى أقاربهم في “قرى يقطنها مسلمون” أخرى أو مغادرة ميانمار، كما عرض على من لا تناسبهم الخيارات أن يتم تسكينهم في قطعة أرض خاوية خصصها لهم بمدينة “مونغدو”.
وقال أحد السكان لوكالة أنباء أراكان: “المنطقة الخاوية المخصصة هي واحدة من أكثر الأماكن خطورة في مونغدو، إذ تقع بالقرب من مقر كتيبة شهدت قتالاً عنيفاً بين جيش أراكان وجيش ميانمار خلال معارك السيطرة على المدينة، كما أن الموقع ملوث بالمواد الكيميائية والألغام الأرضية”.
وأكد السكان النازحون عدم رغبتهم في الانتقال إلى قرى أخرى، مشيرين إلى أنه ليس لديهم مكان يذهبون إليه غير قريتهم الأصلية التي يرغبون في العودة إليها.
كما قال شاب روهنجي لوكالة أنباء أراكان: “يهدف جيش أراكان إلى إنشاء منطقة خالية من الروهينجا في ولاية أراكان بينما يتظاهر على وسائل الإعلام بضمان حقوق الروهينجا”.
وفي تطور آخر، سمح جيش أراكان لبعض سكان قرية “هلا ثا” على أطراف “مونغدو” بالعودة إلى منازلهم، وكانت القرية بين عدة قرى أخلاها جيش أراكان من السكان في شهر أغسطس الماضي.
ويواجه جيش أراكان اتهامات على نطاق واسع بارتكاب انتهاكات ضد الروهينجا في ولاية أراكان، وشهدت مدينة “مونغدو”، أمس الاثنين، مقتل ما يقرب من 40 شخصاً وإصابة 20 آخرين جراء هجوم طائرة مسيرة “مجهولة” يعتقد السكان أنها تتبع جيش أراكان.
ومنذ سيطر جيش أراكان على مدينة “مونغدو” في 8 من ديسمبر الجاري، بدأ سلسلة من الانتهاكات بحق الروهينجا شملت طرد الآلاف منهم من منازلهم في المدينة والاستيلاء عليها، كما أحرق أعداداً أخرى من منازل الروهينجا بعدما أجبر السكان على النزوح منها قسراً ومنعهم من العودة إلى قراهم، كما حاول المئات من الروهينجا الفرار من أراكان باتجاه بنغلادش منذ سيطرة جيش أراكان على المدينة.
ويستمر جيش أراكان في فرض ضرائب باهظة على محال الروهينجا التجارية وحتى الماشية والدواجن، كما يعكف على مصادرة المحاصيل وفرض قيود صارمة وعمليات حصر أمني باستخدام الصور العائلية، بالإضافة إلى محاولات التجنيد القسري للروهينجا في صفوفه، وإجبار قادة الروهينجا على التعاون الاستخباراتي معه.
وكان جيش أراكان قد أطلق حملة عسكرية في نوفمبر من العام الماضي ضد جيش ميانمار للسيطرة على الولاية، وتمكن بالفعل من السيطرة على مساحات واسعة كنتيجة للصراع الذي طالت نيرانه الروهينجا حيث تعرضوا للعنف والتهجير القسري والاضطهاد والتجنيد القسري من كلا الجانبين.