ضحايا من الروهينجا يروون شهاداتهم عن الخطف والتجنيد القسري في ميانمار

روهنجي (42 عاماً) يروي قصة قتاله في صفوف جيش ميانمار بعد عودته إلى بنغلادش 10-10-2024 (صورة: Benar News)
روهنجي (42 عاماً) يروي قصة قتاله في صفوف جيش ميانمار بعد عودته إلى بنغلادش 10-10-2024 (صورة: Benar News)
شارك

وكالة أنباء أراكان | ترجمات 

فيما يعاني أكثر من مليون لاجئ من الروهينجا من ظروف معيشية صعبة بعدما فروا من القتل والعنف والاضطهاد ضدهم في ولاية “أراكان” بميانمار، تطارد الفظائع بعضهم في بنغلادش لتعود بهم إلى ميانمار على متن قطار الخطف والتجنيد القسري.

وتستمر شهادات أعداد كبيرة من الروهينجا في الظهور لتفيد بتعرضهم للخطف من داخل مخيمات اللاجئين في منطقة “كوكس بازار” في بنغلادش، وتجنيدهم قسرياً من قبل جيش ميانمار وجيش أراكان (الانفصالي).

وقال صبي من الروهينجا (16 عاماً) لموقع “بينار نيوز” إنه تعرض للخطف من بنغلادش وأجبر على القتال في ميانمار، وهي القصة التي رواها عددٌ ممن تمكنوا من العودة إلى “كوكس بازار”.

وأضاف الصبي، الذي أخفى الموقع هويته حفاظاً على سلامته، إنه “كان بين قرابة 80 من الروهينجا الذين اختطفوا من معسكرهم وأُجبروا على عبور الحدود إلى ميانمار”، مضيفاً: “لقد تم تعصيب أعيننا واقتيادنا إلى قارب، لا أعرف بالضبط أين أوصلونا في ميانمار لكنها كانت قاعدة عسكرية”.

شاب روهنجي (16 عاماً) يروي قصة خطفه لقتال بصفوف جيش ميانمار بعد عودته إلى بنغلادش 29-9-2024 (صورة: Benar News)
شاب روهنجي (16 عاماً) يروي قصة خطفه لقتال بصفوف جيش ميانمار بعد عودته إلى بنغلادش 29-9-2024 (صورة: Benar News)

وتابع أن جيش ميانمار نشر صوراً لهم بأسلحة نارية على الإنترنت، ولم يعطهم ذخيرة أو يدربهم على القتال لكنه وضعهم في الخطوط الأمامية.

كما نقلت الشبكة عن شابٍ آخر (25 عاماً) قوله: إن “جيش أراكان قال إننا سنتلقى تدريباً وسنحصل على 10 آلاف تاكا (83 دولاراً) شهرياً مقابل القتال ضد الجيش”.

وأكد الشاب أن الأسلحة كانت معطلة، لكن محاولة التخلص منها أيضا كان خطراً إذ سيعرضهم إلى القتل إذا رآهم المهاجمون غير مسلحين.

وقال الشاب إنه رأى حوالي اثني عشر من الروهينجا يموتون في المعركة، وأضاف “بعد أربعة أشهر أردت العودة ولم يسمحوا لي بالذهاب، وعندما حاولت الهرب حبسوني”.

وتابع أن أفراداً تابعين لجيش أراكان أجبروه وآخرين على حرق حي سكني خاص بالروهينجا.

الهروب من التجنيد القسري

وحول قصة هروبه، قال الشاب إنه سنحت للجميع فرصة للهرب عندما هاجمتهم مسيرات الجيش، وأضاف أنه مكث مع سبعة آخرين في منزل طوال الليل ودفعوا 12 ألف تاكا (نحو 100 دولار) لكل منهم لاستئجار قارب للعودة إلى بنغلادش.

وأفاد اللاجئون العائدون من القتال الذين تحدثت إليهم الشبكة بأنهم تمكنوا من الفرار بعد شهر، بينما قال آخرون إنهم حوصروا لمدة ستة أشهر.

وأكدوا أنهم اختطفوا من مخيمات اللاجئين من قبل رجال زعموا أنهم أعضاء في منظمة التضامن مع الروهينجا (RSO)، وقالوا إنهم تعرضوا بعد عودتهم للضرب من قبل أعضاء المنظمة الذين هددوهم بالقتل.

تجمع للاجئي الروهينجا داخل أحد مخيمات "كوكس بازار" في بنغلادش 29-9-2024 (صورة: Benar News)
تجمع للاجئي الروهينجا داخل أحد مخيمات “كوكس بازار” في بنغلادش 29-9-2024 (صورة: Benar News)

وقال محمد زاهر الحق بهويان، مساعد مفتش الشرطة بمنطقة المخيمات في “كوكس بازار”، إن المصادر قدمت معلومات عن مغادرة الروهينجا من بنغلادش ثم عودتهم مرة أخرى بعد المشاركة في القتال في ميانمار.

وتابع “لدينا هذه المعلومات ومع ذلك لم تقدم لنا شكاوى محددة، وإذا تلقينا أي شكاوى فسنتعامل معها قانونياً ونتخذ الإجراء المناسب”.

وأكد أن الشرطة تستهدف مسلحوا جيش إنقاذ الروهينجا في أراكان “أرسا” (ARSA) ومنظمة التضامن مع الروهينجا “أرسو” (RSO) إذا نشطوا داخل المخيمات وتعتقلهم وتصادر أسلحتهم.

وفي الوقت نفسه، دعا “خان ليتون”، المحامي والناشط بمجال حقوق الإنسان، مواطني بنغلادش إلى معاملة الروهينجا بشكل عادل، وأن يراعوا أنهم فروا إلى المخيمات في “كوكس بازار” لأنهم كانوا يخشون على حياتهم في ميانمار.

وقال “أولئك الذين يحاولون استخدام هؤلاء الأفراد ضد إرادتهم يرتكبون جريمة أخلاقية خطيرة”، مؤكداً أن الأشخاص العائدين من الصراع يتعرضون للمطاردة من قبل “أرسا” و”أرسو”.

ودعا الناشط حكومة بنغلادش إلى اتخاذ إجراءات إيجابية بشأن الروهينجا، محذراً من أعضاء تلك الجماعات المسلحة يرتكبون جرائم متزايدة الخطورة ويعرضون أمن البلاد للخطر.

خدعة القتال

ولفت التقرير إلى أن بعض الروهينجا كانوا على استعداد للقتال، إذ أورد أنه “بينما قال معظم الروهينجا إنهم أجبروا على القتال، فإنه لم يتم اختطاف كل من ذهب إلى ميانمار”.

وقال أحد الروهينجا (42 عاماً) “لم نجبر على الذهاب، لقد ذهبنا طوعاً للقتال من أجل الأمة وذهبنا بعد سماع مثل هذا الطلب من حكومة ميانمار…لكن حصلنا على أسلحة هي مجرد خردة قديمة عديمة الفائدة، لقد تخلوا عنا”.

وتابع الرجل الروهنجي قائلاً “لم تأخذنا حكومة ميانمار للقتال، لقد استخدمونا كدروع، لقد ضللوا العالم وخدعوا الروهينجا”.

وأكد أن بعض المتطوعين كانوا في الخمسينيات من العمر بينما كان آخرون في الثلاثينيات أو الأربعينيات من العمر.

وقال محمد جبير، زعيم جمعية روهينجا أراكان للسلام وحقوق الإنسان (ARSPH)، إن كلا الجانبين يحاولان التخلص من الروهينجا.

وصرح إلى “بينار نيوز”: “فليباد الروهينجا على أية حال، ماذا سيسمع العالم؟ لقد قاتلوا وماتوا وهم يقاتلون على الجانبين”.

شارك

القائمة البريدية

بالضغط على زر الاشتراك، فإنك تؤكد أنك قد قرأت سياسة الخصوصية الخاصة بنا.