اختطاف الطفل “محمد”.. مأساة جديدة متكررة بمخيمات الروهينجا في بنغلادش

الطفل الروهنجي محمد أراكان صحبة والده بعد إطلاق سراحه من الخطف (صورة: ANA)
الطفل الروهنجي محمد أراكان صحبة والده بعد إطلاق سراحه من الخطف (صورة: ANA)
شارك

وكالة أنباء أراكان | خاص 

تتكرر بشكل شبه يومي قصص اختطاف الروهينجا في مخيمات اللاجئين في بنغلادش لمساومة أسرهم على إطلاق سراحهم مقابل فدية مالية ضخمة لا تمتلكها الأسر في أغلب الأحيان.

تتمكن بعض الأسر من التفاوض مع الخاطفين لتقليل مبلغ الفدية الباهظ، فيما يفشل البعض الآخر في جمع الأموال لينتهي الأمر بها بالعثور على جثمان المخطوف مقيد اليدين والقدمين وعلى جسده آثار التعذيب مثلما حدث الشهر الماضي مع أحد الشباب الروهنجيين ويدعى محمد أيوب.

وتتشابه واقعة اختطاف الطفل الروهنجي “محمد أراكان” (5 سنوات) مع قصص مئات المختطفين في مخيمات بنغلادش، إلا أن أنها تحمل قسوة من نوع خاص إذ دفن الخاطفون جسد الطفل الصغير في الرمال وأرسلوا صوره لأسرته التي فزعت من هول ما رأت، ولربما ظن الطفل ذو الخمسة أعوام حينها أنه يشارك في لعبة من نوع ما.

يعيش الطفل محمد مع أسرته في مخيم رقم 19 في منطقة “كوكس بازار” حيث يعمل والده عبد الرحمن عاملاً لإعالة أسرته، بدأت قصة اختطاف الطفل بخروجه يوم 8 من يناير الجاري كالمعتاد للذهاب إلى المدرسة، وبدأت والدته إعداد الطعام استعداداً لعودته ظهراً، لكن ذلك لم يحدث.

خرج الطفل بعد انتهاء اليوم الدراسي للعب في الخارج، حينها اقترب منه اثنان من الغرباء وأغرياه بطعام شهي وتمكنا من اختطافه داخل سيارة والذهاب به بعيداً.

اكتشاف المأساة

مع مرور الساعات، بدأت الأسرة في القلق وبدأت بحثاً محموماً عن الطفل في كل مكان لمدة ثلاثة أيام دون أن يتمكنوا من العثور عليه، لتصلهم مكالمة هاتفية من خاطفيه تخبرهم أنه تحت أيديهم، وتطالبهم بدفع 700 ألف تكا بنغلادشية (5700 دولار أمريكي) مقابل إطلاق سراحه.

لقطة من الرسالة المصورة التي بعثها الخاطفون لأسرة الطفل محمد أراكان (صورة: ANA)
لقطة من الرسالة المصورة التي بعثها الخاطفون لأسرة الطفل محمد أراكان (صورة: ANA)

تحطم الأب مرتين، مرة لمعرفة ما حدث مع ابنه، وأخرى لمعرفته أنه لا يستطيع جمع هذا المبلغ الضخم، توسل الأب عبد الرحمن للخاطفين من أجل تخفيض المبلغ الذي لا يملك منه إلا 60 ألف تكا (490 دولاراً)، لكنهم رفضوا التفاوض على المبلغ.

في اليوم التالي، أرسل الخاطفون إلى الأب مقطعاً مصوراً لطفله وأكثر من نصف جسده مدفون في الرمال بينما يبكي قائلاً “أبي دبر المبلغ بسرعة أنا لا أستطيع البقاء هنا”، كلمات تم تلقينها للطفل وقالها ببراءة لكنها زادت الأب قهراً وحزناً.

جمع الأب كل ما استطاع الوصول إليه من أموال بلغت 210 ألف تكا (1700 دولار) وأرسلها للخاطفين عبر أحد تطبيقات إرسال الأموال، ليتواصل معه الخاطفون ويخبروه أنهم سيطلقون سراح الطفل في منطقة محددة.

هرعت الأسرة إلى الموقع المتفق عليه لتسمع من السكان المحليين أنباء العثور على طفل ترك وحيداً أمام مستشفى، وبعد فترة وجيزة اجتمع شمل الطفل محمد أراكان بأسرته.

ورغم إنقاذ محمد، إلا أن الحادث يؤكد المخاطر التي تواجهها أسر الروهينجا بشكل مستمر في مخيمات بنغلادش، والحاجة إلى اتخاذ المزيد من التدابير الأمنية من قبل السلطات لحماية الأطفال من هذه التهديدات.

الاختطاف مصيدة يومية

وتشيع عمليات الاختطاف في مخيمات الروهينجا في بنغلادش وتستهدف الكبار والصغار بالإضافة إلى السكان المحليين في المناطق المجاورة للمخيمات، ينتهي بعدها بالإنقاذ بعد دفع الفدية وقد ينتهي بعضها بالعثور على جثة ملقاة بوسط الطريق، فيما يظل الفاعل مجهولاً.

الطفل الروهنجي ووالده صحبة مراسل وكالة أنباء أراكان (صورة: ANA)
الطفل الروهنجي ووالده صحبة مراسل وكالة أنباء أراكان (صورة: ANA)

وقبل أيام روى أحد اللاجئين الروهنجيين في بنغلادش ويدعى “أبو يوسف” (25 عاماً) لوكالة أنباء أراكان تفاصيل تعرضه للاختطاف والتعذيب ومعاناة أسرته لجمع مبلغ الفدية المالية المطلوبة لإطلاق سراحه، وقد جاء ذلك بعد أقل من شهر من العثور على جثمان شاب روهنجي مكبل اليدين والقدمين وعلى جسده آثار التعذيب وذلك بعد أسبوع من اختطافه.

وكانت السلطات البنغلادشية أعلنت في ديسمبر الماضي إنقاذ 19 لاجئاً من الروهينجا بعد تعرضهم للاختطاف والتعذيب على يد جماعة مسلحة  تمكنت من القبض على 14 من أفرادها.

ولا زالت حالات الاختطاف المتكررة تمثل تهديداً لسلامة لاجئي الروهينجا في مخيمات بنغلادش فيما تؤكد السلطات هناك أنها تحاول ملاحقة الخاطفين وشن حملات أمنية ضدهم، وتؤكد تقارير إعلامية بنغلادشية إلى تزايد حوادث الاختطاف بين الروهينجا في البلاد وخصوصاً في منطقة “تكناف” الجبلية.

ويعيش في منطقة “كوكس بازار” البنغلادشية أكثر من مليون من لاجئي الروهينجا الفارين من العنف والاضطهاد في ميانمار منذ حملة “الإبادة الجماعية” التي شنها جيش ميانمار ضدهم عام 2017، وتصف الأمم المتحدة مخيم “كوكس بازار” بأنه أكبر مخيم للاجئين في العالم.

شارك

آخر الأخبار

القائمة البريدية

بالضغط على زر الاشتراك، فإنك تؤكد أنك قد قرأت سياسة الخصوصية الخاصة بنا.