وكالة أنباء أراكان
أفادت مصادر محلية اليوم السبت بمصرع العشرات من الروهينجا جراء غرق قارب كان يقلهم قبالة جزيرة “هاي جي” بغرب ميانمار، فيما نجا ست ركاب آخرين.
وقال الناشط الروهنجي محمد رفيق إن عدد الضحايا يقدر بحوالي 174 قتيلاً، مشيراً إلى أن كل الضحايا ينتمون لبلدة “بوثيدونغ”، وكانوا في محاولة للفرار من اضطهاد جيش أراكان (الانفصالي).
ووفق أحد الناجين، بدأت الرحلة في الأول من نوفمبر الجاري من قرية “ثا مي هلا” في بلدة “راثيدونغ” حيث نقل الركاب إلى بلدة “بوناجيون” وتم احتجازهم لعدة أيام قبل أن يركبوا قارب خشبي متوجهين إلى ماليزيا.
وأضاف الناجي أن القارب أبحر لعدة أيام قبل غرقه قبالة جزيرة “هاي جي”، مضيفاً أن الناجين ظلوا في البحر بعد غرق القارب لمدة تصل إلى يومين قبل أن ينقذهم أحد السكان المحليين يوم الثلاثاء.
ونقل الناجون في أعقاب الحادث إلى قسم الشرطة ثم أدخلوا إلى المستشفيات لاحقاً للحصول على الرعاية الطبية.
وكانت مصادر محلية أفادت لوكالة أنباء أراكان أمس بانطلاق ثلاثة قوارب على متنها المئات من الروهينجا في محاولة للفرار من العنف في ولاية “أراكان” باتجاه إندونيسيا أو ماليزيا.
ويعتقد أن البحرية الميانمارية اعترضت قارباً آخر فيما فقد القارب الثالث ولا يعرف مصيره، وهو ما لم يتم تأكيده حتى الآن.
وقال عددٌ من عائلات الركاب أن جيش أراكان (الانفصالي) سهل هذه الرحلة الخطيرة، مستغلاً يأس الروهينجا، وساعياً لتحقيق مكاسب مالية.
وتستمر محاولات الروهينجا للفرار من ميانمار حيث يواجهون العنف والقتل والتجنيد القسري، بحثاً عن الأمن في دول مجاورة مثل إندونيسيا وماليزيا وتايلاند، لا سيما بعد حملة “الإبادة الجماعية” التي تشنها ضدهم قوات المجلس العسكري منذ عام 2017.
كما يوجد أكثر من مليون لاجئ روهنجي في بنغلادش يعيشون في مخيمات اللجوء المكتظة بمنطقة “كوكس بازار” وسط ظروف معيشية صعبة تدفع البعض منهم أيضاً للانطلاق في رحلات بحرية خطرة بحثاً عن الأمان وظروف معيشية أفضل.
وشهد الشهر الماضي وحده وصول ثلاثة قوارب تحمل ما يقارب 400 مهاجر من الروهينجا، 78% منهم من النساء والأطفال، إلى جنوب آتشيه، وشرق آتشيه، وشمال سومطرة في إندونيسيا، وتوفي تسعة أفراد منهم على الأقل خلال رحلاتهم، وذلك وفق أحدث تقرير لمفوضية الأمم المتحدة للاجئين.