ندوة لجمعية أراكان في إسطنبول توصي بالتحرك العاجل لإغاثة الروهينجا

شارك

وكالة أنباء أراكان | خاص 

نظمت جمعية أراكان الإنسانية، وبالتعاون مع اتحاد المنظمات الأهلية في العالم الإسلامي (IDSB)، الخميس، ندوة في إسطنبول حول أوضاع المسلمين الروهينجا في ولاية أراكان غربي ميانمار، ناقشت تدهور أوضاعهم المعيشية والأمنية، وأوصت بضرورة التحرك العاجل لإغاثتهم.

وشارك في الندوة ممثلون عن منظمات غير حكومية وجمعيات تركية، إضافة إلى أعضاء في اتحاد المنظمات الأهلية في العالم الإسلامي، وعدد من المهتمين بالشأن الإغاثي.

وخلال الندوة، عُرض تقرير مرئي عن أوضاع الأقلية المسلمة الروهينجا في ولاية أراكان، استعرض قصة الاضطهاد وحملات الإبادة الجماعية التي تعرضوا لها على مدى العقود الماضية، وصولاً إلى المأساة الحالية، بعد وقوعهم بين رحى الصراع الدائر بين جيش ميانمار وجيش أراكان (جماعة مسلحة بوذية)، مما أدى إلى تشريد وتهجير عشرات الآلاف، إضافة إلى سقوط آلاف الضحايا.

ندوة لجمعية أراكان في إسطنبول توصي بالتحرك العاجل لإغاثة الروهينجا
المدير التنفيذي لجميعة أراكان الإنسانية سليم نور في كلمة له خلال الندوة (صورة: ANA)

وقال المدير التنفيذي لجمعية أراكان الإنسانية، سليم نور: “تأتي هذه الندوة في توقيت حساس، حيث تشهد ولاية أراكان صراعاً مستمراً بين جيش ميانمار وفصيل بوذي يدعى “جيش أراكان”، يتبادل فيه الطرفان الهجمات بالأسلحة الثقيلة في قرى ومدن المسلمين الروهينجا، دون مراعاة قواعد الاشتباك، مما جعل الروهينجا ضحية لهذه الاشتباكات، إضافة إلى التجنيد الإجباري، والاعتقال التعسفي، والتهجير القسري، ومصادرة الممتلكات، واغتصاب النساء، في وقت يعاني فيه الروهينجا أصلًا من التهجير والاضطهاد وانعدام الحقوق الأساسية”.

وأضاف نور:”حرصنا في هذه الندوة على إيصال صوت هذه الأقلية المنسية، ولفت انتباه المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية والإعلام إلى الوضع الإنساني المتفاقم، سعياً نحو تحرك عاجل وفاعل يضمن حقوقهم ويضع حدًا لهذه المأساة المستمرة”.

وأكد أن التدخل الإنساني أصبح ضرورة قصوى، مشيراً إلى أن آلاف الأسر تعيش في أوضاع مأساوية بين اللجوء والتشريد والمخاطر الأمنية، مما يستدعي تحركاً سريعاً لتوفير الدعم الإغاثي، والصحي، والتعليمي لنحو 500 ألف شخص، وهم الروهينجا المتبقون في أراكان بعد نزوح وتهجير أكثر من مليون ونصف المليون منذ حملة الإبادة الجماعية عام 2017.

كما شهدت الندوة عرض قصص واقعية لطلاب من الروهينجا يدرسون في الجامعات التركية، حيث تحدثوا عن معاناة أسرهم النازحة داخلياً في أراكان. كما تم طرح التحديات والحلول، واستعراض مشاريع جمعية أراكان الإنسانية لإغاثة الروهينجا ومساعدتهم.

ندوة لجمعية أراكان في إسطنبول توصي بالتحرك العاجل لإغاثة الروهينجا
عرض تقرير مرئي عن مأساة الروهينجا خلال ندوة حول أوضاع المسلمين الروهينجا في ولاية أراكان (صورة: ANA)

وشهدت جلسة النقاش تفاعلاً كبيراً من ممثلي المنظمات والجمعيات التركية، حيث أعربوا عن استيائهم مما يتعرض له الروهينجا وسط استمرار الصمت الدولي، خاصة أن قضيتهم لا تزال تفتقر إلى الاهتمام اللازم في وسائل الإعلام والمحافل الدولية، مقارنة بأزمات أخرى.

وأعرب المشاركون عن اندهاشهم عند سماعهم أن سكان أراكان، لا سيما الروهينجا، لا يزالون يعانون من نقص في المواد الغذائية الأساسية مثل الدقيق والأرز، مقارنة بالمشاريع الإنسانية في دول أخرى مثل اليمن وسوريا، والتي تركز على مجالات أوسع مثل البنية التحتية والتعليم والصحة.

وقال عضو إدارة اتحاد المنظمات الأهلية في العالم الإسلامي رجب سونغول، لوكالة أنباء أراكان، إن المنظمات التركية بحاجة إلى فهم أعمق للقضية، مؤكداً ضرورة استمرار الجهد الذي تبذله جمعية أراكان، لكي يكون لدى المنظمات الإسلامية إلمام وخلفية أوسع عن الوضع في أراكان، مما يساعدها لاحقاً على تنفيذ بعض المشاريع والحملات.

وفي الختام، أوصى المشاركون بضرورة التدخل العاجل لإغاثة الروهينجا، وإدخال المساعدات الغذائية والطبية إلى أراكان، إضافةً إلى تبني استراتيجيات فعالة لتسليط الضوء على قضية الروهينجا دولياً.

ندوة لجمعية أراكان في إسطنبول توصي بالتحرك العاجل لإغاثة الروهينجا
جانب من النقاش خلال ندوة حول أوضاع المسلمين الروهينجا في ولاية أراكان (صورة: ANA)

كما أكدوا أهمية التفكير في إنشاء مجالس استشارية ومراكز بحثية متخصصة لدراسة القضية من منظور أعمق، بحيث لا يقتصر الدعم على توفير الغذاء فحسب، بل يمتد ليشمل مجالات التعليم والتنمية المستدامة، مما يساهم في تحسين أوضاع الروهينجا على المدى البعيد.

وتأسست جمعية أراكان الإنسانية في تركيا عام 2015، وتتخذ من إسطنبول مقراً لها، وهي متخصصة في إغاثة وتنمية الأقلية المسلمة الروهينجا، وتهدف إلى تسليط الضوء على معاناة الروهينجا في ميانمار وخارجها، وتلبية الاحتياجات الإنسانية للروهنجيين وتوفير الحياة الكريمة لهم، وتنميتهم علمياً وثقافياً واجتماعياً واقتصادياً، وصناعة قادة منهم قادرين على النهوض بمجتمعهم.

ويواجه الروهينجا في ميانمار العنف والقتل والتجنيد القسري من جانب كل من جيش ميانمار والجماعات المسلحة المناوئة له خصوصاً جيش أراكان (الانفصالي)، ما يدفعهم للفرار نحو بنغلادش المجاورة ليعيشوا في مخيمات اللجوء المكتظة بمنطقة “كوكس بازار” وسط ظروف معيشية صعبة، فيما ينطلق بعضهم في رحلات بحرية خطرة نحو دول أخرى بحثاً عن حياة أفضل، وهي الرحلات التي تودي بحياة الكثير منهم.

ندوة لجمعية أراكان في إسطنبول توصي بالتحرك العاجل لإغاثة الروهينجا
جانب من النقاش خلال ندوة حول أوضاع المسلمين الروهينجا في ولاية أراكان (صورة: ANA)
شارك

آخر الأخبار

القائمة البريدية

بالضغط على زر الاشتراك، فإنك تؤكد أنك قد قرأت سياسة الخصوصية الخاصة بنا.