وكالة أنباء أراكان
أفادت مصادر محلية بوفاة ما لا يقل عن 20 شخصاً، بينهم أطفال ونساء وكبار سن، جراء تفشٍ حادٍ للإسهال في مخيمات النازحين داخليًا ببلدة باوكتاو في ولاية أراكان، خلال الشهر الأخير.
وذكرت المصادر أن الوفيات حصلت في مخيمي “سين تيت ماو” و”أه نوك ياي”، ويضمان الآلاف من المسلمين الروهينجا والكايمان.
وأوضحت المصادر أن مخيم “سين تيت ماو”، الذي يأوي حوالي 3 آلاف نازح، أغلبهم من بلدة كياوكفيو، شهد 19 حالة وفاة خلال شهر سبتمبر، وكان الأطفال يشكلون غالبية الضحايا، كما سجل مخيم “أه نوك ياي”، الذي يضم 5 نآلاف نازح، عدة وفيات وفقاً للتقارير المحلية، وبلغ إجمالي الوفيات بين سبتمبر/ أيلول وأكتوبر/ تشرين الأول 11 طفلاً دون سن العاشرة، و4 أطفال دون الخامسة عشرة، و2 من البالغين تحت سن الخامسة والعشرين، بالإضافة إلى 3 من كبار السن، في المخيمات والقرى المحيطة.
“وبدأ تفشي المرض في أغسطس/ آب 2024، وتفاقم بسبب القيود التي فرضها جيش أراكان (الانفصالي)، الذي يسيطر على حوالي 90 بالمائة من المنطقة، ولا يستطيع السكان التحرك بحرية، مما يعقد الوصول إلى الرعاية الصحية لتلقي العلاج الطبي، ويجب عليهم أولاً الحصول على خطاب توصية من جيش أراكان، ثم القيام برحلة باهظة الثمن إلى مستشفى بلدة مييبون، والتي تكلف ما بين 500 ألف و 700 ألف كيات، وهذه التكلفة باهظة الثمن بالنسبة لمعظم سكان المخيمات”، وفق أحد الناشطين الروهنجيين.
وأضاف الناشط: “أيضاً لم تقدم أي منظمات إنسانية أو صحية مساعدات في بلدة باوكتاو منذ ستة أشهر، مما ترك السكان دون إمدادات طبية أساسية مثل أملاح الإماهة الفموية (ORS)، التي يبلغ ثمنها 5 آلاف كيات لكل عبوة، وهذا النقص الحاد في المساعدات زاد من تفاقم الأزمة الصحية في المخيمات”.
وفي أبريل 2024، شهدت مخيمات النازحين في “سيتوي” تفشياً مشابهاً للإسهال أدى إلى وفاة ما لا يقل عن 80 شخصاً، ولا تزال الأوضاع في المخيمات تتدهور بسبب نقص الدعم الإنساني.
وتسلط هذه الحوادث الضوء على الوضع الحرج الذي يواجهه النازحون في ميانمار، حيث تؤدي القيود المفروضة على التنقل ونقص المساعدات الإنسانية إلى جعل النازحين أكثر عرضة للأمراض التي يمكن الوقاية منها.
وتشير تقديرات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى أن عدد النازحين داخلياً من الروهينجا في ولاية أراكان يبلغ نحو 154 ألف، وفقاً لتقرير النتائج السنوية لعام 2023 الصادر عن المفوضية.