وكالة أنباء أراكان
حذر مسؤولون من احتمالية حدوث موجة تدفق جديدة من الروهينجا إلى مخيمات اللاجئين في كوكس بازار ببنغلادش، مع تزايد قمع جيش أراكان (الانفصالي) بعد سيطرته على غالبية ولاية أراكان غربي ميانمار، تزامناً مع استخدام طرق نائية عبر الحدود بعيداً عن نقاط قوات حرس الحدود البنغلادشية.
وقال مفوض إغاثة وإعادة اللاجئين في بنغلادش “محمد ميزان الرحمن”، إن عدد الروهينجا الذين يدخلون يومياً إلى مخيمات كوكس بازار في بنغلادش، يتراوح بين 30 إلى 40 فرداً قادمين من ميانمار.
وأضاف أنه جرى بالفعل الانتهاء من تسجيل البيانات البيومترية لـ118 ألف وافد جديد منذ نوفمبر 2023، مشيراً إلى أن كثيرين ما زالوا ينتظرون التسجيل وقد حصلوا على قسائم المساعدات الغذائية، وفقاً لما أعلنه موقع “ديلي ستار”، الأربعاء.
واتهم رئيس جمعية أراكان الروهينجا للسلام وحقوق الإنسان “محمد الزبير”، جيش أراكان (الانفصالي) بتنفيذ تطهير عرقي منهجي ضد الروهينجا، محذراً من احتمال حدوث تدفق آخر كبير إذا استمر القمع.
وأوضح أن 350 ألفاً من الروهينجا ما زالوا يعيشون في ولاية أراكان، لكن الكثير منهم يريد الفرار تزامناً مع التجنيد القسري من قبل جيش أراكان، وفرض إتاوات على من يحاولون الهرب أو يتنقلون بين القرى أو يمارسون الأعمال التجارية.
وقال قائد الكتيبة الثانية لحرس الحدود في تكناف “العقيد أشيقور رحمن”، إن الروهينجا يعبرون الحدود عبر مناطق جبلية نائية بمساعدة المهربين، في ظل استمرار الرقابة الصارمة على نهر ناف وخليج البنغال.
وأضاف أن المهربين يغيّرون استراتيجياتهم لجلب الروهينجا إلى بنغلادش، ولذلك يقوم حرس الحدود بتحديث خطة منع التسلل باستمرار، لافتاً إلى التصدي لعدد كبير من الروهينجا مؤخراً عندما حاولوا دخول بنغلادش بشكل غير قانوني.
وأفاد سكان محليون بمدينة مونغدو بولاية أراكان، بأن الكثيرين يفرون هرباً من التجنيد القسري في جيش أراكان الذي يداهم منازل الروهينجا وينهب ممتلكاتها ثم يعتقل أصحابها بذريعة أنهم على صلة بجيش تحرير الروهينجا في أراكان (ARSA).
وأطلق جيش أراكان، حملة عسكرية في نوفمبر 2023 ضد جيش ميانمار للسيطرة على الولاية، ونجح بالفعل في السيطرة على 14 مدينة من أصل 17، وكنتيجة للصراع الذي طالت نيرانه الروهينجا تعرضوا للعنف والتهجير القسري والاضطهاد والتجنيد القسري من كلا الجانبين.
وتستضيف بنغلادش أكثر من مليون لاجئ من الروهينجا في مخيمات “كوكس بازار”، التي تُصنفها الأمم المتحدة كأكبر مخيم للاجئين في العالم، ويعيش اللاجئون هناك في ظروف إنسانية صعبة منذ فرارهم من ميانمار عام 2017، بسبب حملة “الإبادة الجماعية” التي شنها جيش ميانمار ضدهم، كما تجددت موجات نزوحهم إلى بنغلادش منذ نشوب القتال في ولاية أراكان بين جيش ميانمار وجيش أراكان (الانفصالي) في نوفمبر 2023.