وكالة أنباء أراكان
أفادت تقارير واردة من ولاية أراكان غربي ميانمار بأن جيش أراكان (الانفصالي) فرض “نشيداً وطنياً” جديداً، يُعرف باسم “النشيد الوطني لأراكان”، على المدارس الواقعة في المناطق الخاضعة لسيطرته في الولاية.
وأظهر مقطع مصوّر متداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي عدداً من الأطفال، بينهم مسلمون، داخل مدرسة في أراكان يغنون “النشيد الوطني الجديد” الذي فرضه جيش أراكان، ويُعتقد أن المقطع صُوّر في مدارس المسلمين بمدينتي “بوثيدونغ” و”مونغدو”، اللتين وقعتا مؤخراً تحت سيطرة جيش أراكان.
وذكرت تقارير إعلامية أن النشيد الوطني الجديد، الذي صاغه جيش أراكان بلغة عرق “راخين” الذي ينتمي إليه، أصبح النشيد الرسمي المعترف به لجميع الأعراق المقيمة في ولاية أراكان.
وقال الناشط الروهنجي عبد العزيز، في تصريح لوكالة أنباء أراكان، إن هذه الخطوة تأتي في إطار تجاهل الروهينجا، الذين يمثلون 40% من سكان أراكان ويعيشون فيها منذ مئات السنين وساهموا في بنائها على قدم المساواة مع عرق “راخين”.
وأضاف الناشط، الذي يدرس العلوم السياسية، أن هذا الإجراء يعكس محاولات لتزييف التاريخ قائلاً: “الآن يُعلّمون من تبقى من الروهينجا عن عظمتهم المزعومة عبر الأناشيد والكتب، بينما يعيدون كتابة التاريخ ليتماشى مع روايتهم، وإن هذا التاريخ المشوه يُفرض علينا”.
وأكد عدد من المسؤولين في قطاع التعليم بولاية أراكان أن جيش أراكان بدأ بالفعل بتطبيق نظام تعليمي خاص بالولاية في المناطق التي يسيطر عليها، اعتباراً من الشهر الماضي، ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تهدف إلى ترسيخ أهداف جيش أراكان الانفصالية وتأكيد سيطرته على المناطق التي انتزعها من جيش ميانمار.
ورغم تأكيد قائد جيش أراكان “تون مرات ناينغ” أن جيش أراكان يسعى لضمان المساواة بين كافة سكان الولاية والاعتراف بهم كمواطنين، إلا أن توسع سيطرة جيش أراكان في الولاية اقترن بتنفيذ عمليات تهجير قسري لأسر الروهينجا وحرق لمنازلهم حيث أحرق جنود جيش أراكان منازل للروهينجا في مدينة “مونغدو” بعد طردهم منها ومنعهم من العودة إليها مجدداً، كما تكرر الحادث بعد يومين فقط في مدينة “بوثيدونغ”.
وسيطر جيش أراكان على مدينة “مونغدو” في 8 ديسمبر الجاري، بعد الاستيلاء على عدد من القواعد العسكرية البارزة التابعة لجيش ميانمار، مما جعله يهيمن على معظم مناطق أراكان، ما دعا 28 منظمة روهنجية إلى إصدار بيان مشترك يطالبه باحترام حقوق الروهينجا ووقف الانتهاكات بحقهم وتحقيق التعايش السلمي بين الأقليات وتطبيق الحكم الشامل في الولاية.
وكان جيش أراكان قد أطلق حملة عسكرية في نوفمبر من العام الماضي ضد جيش ميانمار للسيطرة على الولاية، وقد وقع الروهينجا ضحايا لهذا الصراع، حيث تعرضوا للتهجير، والاضطهاد، والتجنيد القسري من كلا الطرفين، ما دفع أعداداً كبيرة منهم للنزوح داخلياً أو الفرار إلى بنغلادش المجاورة، التي تستضيف حالياً أكثر من مليون لاجئ من الروهينجا، ممن فروا منذ حملة الإبادة الجماعية التي شنها جيش ميانمار في عام 2017.