وكالة أنباء أراكان
أعلنت بنغلادش، الثلاثاء، عن استئناف عمليات نقل اللاجئين الروهينجا من مخيمات “كوكس بازار” إلى جزيرة “بهاسان تشار”، بعد توقف دام 7 أشهر، مؤكدة نقل 508 لاجئين ضمن المرحلة الخامسة والعشرين من هذه العملية.
وأشارت إلى إعادة 393 لاجئاً إلى الجزيرة، سبق نقلهم إلى بهاسان تشار وعادوا مؤقتاً إلى مخيمات كوكس بازار، ليتم إلحاقهم بالمجموعة الجديدة التي جرى نقلها اليوم الثلاثاء.
وقال محمد شمسود دوزا نيان، المفوض الإضافي للإغاثة وإعادة توطين اللاجئين، إن إجمالي عدد اللاجئين الذي جرى نقلهم بلغ 901 شخصاً، وأن عملية نقل اللاجئين إلى بهاسان تشار تأتي ضمن إطار مبادرة مستمرة.
وأوضحت السلطات البنغلادشية أن اللاجئين الروهينجا قدموا من مخيمات متعددة في أوخيا وتكناف، وتجمعوا عند نقطة عبور مؤقتة في أوخيا، “معبرين عن رغبتهم في الانتقال إلى الجزيرة”، موضحة أن هذه المجموعة تم نقلهم إلى مدينة تشيتاغونغ الليلة الماضية عبر 20 حافلة، وجرى نقلهم إلى جزيرة بهاسان تشار عبر السفن تحت إشراف البحرية صباح اليوم.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن أبو كلام ( 27 عاماً)، أحد الروهينجا الذين جرى نقلهم، قوله: “نعيش في خوف من المجرمين في المخيمات، وأمن عائلتنا هو الدافع الرئيسي للانتقال إلى بهاسان تشار”، معرباً عن أمله في حياة أكثر أماناً على الجزيرة.
وأشار مكتب مسؤول المخيم إلى أن 253 لاجئاً آخرين، من 27 أسرة في مخيمي”15 و16″، استكملوا جميع الإجراءات اللازمة للانتقال إلى الجزيرة.
وفي تعليقه على عملية النقل، قال الصحفي البنغلادشي صفي الرحمن، الذي شارك مقطع فيديو على حسابه على موقع “X”: اليوم جرى نقل مئات اللاجئين الروهينجا إلى سفينة تابعة للبحرية البنغلادشية إلى بهاسان تشار، وعند النزول، تم تحميلهم على الجرارات مثل البضائع ونقلهم إلى المجموعة 113، والتي ستكون الآن “موطنهم” المحدد، وهذا ما أدانه مراقبون باعتباره الجزيرة ستكون سجناً لهم.
وكانت آخر مرحلة من عمليات نقل الروهينجا إلى جزيرة “بهاسان تشار” قد جرت في الأول من مارس/ آذار الماضي، نقل خلالها 1242 لاجئاً عبر أربع سفن.
ويعيش أكثر من مليون لاجئ من الروهينجا في مخيمات مكتظة في منطقة كوكس بازار، وسط ظروف معيشية صعبة، وقد فرّ أغلبهم بعد حملة الإبادة الجماعية التي شنها جيش ميانمار في أغسطس/ آب من عام 2017، ولجأوا إلى بنغلادش بحثاً عن الأمان.
وكجزء من خطة إعادة التوطين وتخفيف أعداد الروهينجا في كوكس بازار، شيدت حكومة بنغلادش ألفا و440 مبنىً، بما في ذلك 120 ملجأ ضد الأعاصير ومستشفيات ومدارس ومرافق زراعي، لنقل 100 ألف لاجئ من الروهينجا من المخيمات إلى الجزيرة، وبدأت عمليات النقل عام 2020.
ويواجه الروهينجا في جزيرة “بهاسان تشار”، وعددهم حالياً نحو 40 ألف، ظروفاً صعبة نظراً للمخاوف البيئية ونقص التمويل والمساعدات، كما أن العزلة الجغرافية للجزيرة تثير القلق من تعرضها للفيضانات، بالإضافة إلى محدودية الفرص الاقتصادية المتاحة للسكان، وفق مراقبين.