أكدت مصادر لوكالة أنباء أراكان أن السلطات الإندونيسية أنقذت، اليوم الخميس، أكثر من 150 مهاجراً من الروهينجا الذين كانوا على متن قارب صيد قبالة ساحل إقليم آتشيه منذ أسبوع، إلا أن السكان المحليين لم يسمحوا لهم بالرسو على الشاطئ.
وقالت السلطات المحلية إنها نفذت عملية إنقاذ لما يقارب 140 من الروهينجا، معظمهم من النساء والأطفال، وقد لقي ثلاثة أشخاص حتفهم على متن القارب، فيما تم نقل عشرة آخرين إلى المستشفى بعد تدهور حالتهم الصحية.
وقال الناشط الروهنجي سيف الأراكاني إنه تلقى معلومات من مفوضية اللاجئين أكدوا فيها إنقاذ الروهينجا العالقين قبالة ساحل آتشيه، وأنه تم نقلهم إلى مأوى مؤقت.
وذكرت الشرطة الإندونيسية أن القارب غادر منطقة مخيمات اللاجئين الروهينجا في كوكس بازار ببنغلادش في التاسع من أكتوبر/تشرين الأول، ووصل إلى إقليم آتشيه الأسبوع الماضي، إلا أن السكان المحليين، الغاضبين من تزايد أعداد الروهينجا الوافدين مؤخراً، رفضوا السماح لهم بالنزول إلى الشاطئ.
وكان القارب راسياً قبالة سواحل منطقة جنوب آتشيه على بعد 6 كيلو متر، منذ الأسبوع الماضي، وتم نقله إلى مسافة 1.6 كيلومتر من الساحل، وجرى تقديم الإمدادات الغذائية للروهينجا الاثنين الماضي، بينما أطلقت الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية مناشدات للحكومة الإندونيسية لإنقاذهم.
والأربعاء، قال ميوراه بوديمان، رئيس المكتب الإقليمي لوزارة القانون وحقوق الإنسان في آتشيه: “بالنسبة للروهينجا العالقين حالياً قبالة ساحل جنوب آتشيه، سيتم نقلهم إلى الشاطئ يوم الخميس”.
وأضاف بوديمان، لوكالة الأنباء الفرنسية: “في الوقت الحالي، سيتم إيواؤهم مؤقتاً في جنوب آتشيه، وستوفر الحكومة مأوى مؤقتاً لهم”، موضحاً أن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ستتولى إدارة المرافق والبنية التحتية في المأوى الذي سينقل إليه الروهينجا.
وقال القائم بأعمال رئيس إقليم جنوب آتشيه، يوهلمي: إن الحكومة المحلية والمجتمع المحلي اتفقا على إبقاء اللاجئين لمدة أسبوع حتى يتسنى نقلهم إلى مكان في مدينة “لوكسوماوي”.
وتقع مدينة لوكسوماوي، ثاني أكبر مدينة في إقليم آتشيه، على بعد أكثر من 160 كيلومتراً، حيث يقيم اللاجئون الروهينجا في ملاجئ مؤقتة.
وفي سياق متصل، لفت الناشط سيف الأراكاني، في تصريح لوكالة أنباء أراكان، إلى رسو قارب آخر يحمل لاجئين روهينجا يوم الخميس في إندونيسيا، وعلى متنه 145 شخصاً من الروهينجا، موضحاً أن هذا القارب يتبع لـ “تجار ومهربي البشر”، و أن القارب قد أنزل مجموعة من الروهينجا في ماليزيا قبل أن يكمل رحلته إلى إندونيسيا.
وأكد الأراكاني أنه سبق وأن أرسل تحذيرات لمفوضية اللاجئين عند انطلاق مجموعة كبيرة من الروهينجا، مطلع شهر أكتوبر الجاري، على متن قوارب مع “تجار البشر”، وأن هؤلاء التجار يتقاضون مبالغ كبيرة مقابل عمليات التهريب، والتي قد تودي بحياة الروهينجا في البحر.
وتقول مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن أكثر من ألفي لاجئ من الروهينجا وصلوا إلى إندونيسيا منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وهم من بين مئات الآلاف من الروهينجا الذين فروا من ميانمار منذ عام 2017 هرباً من حملة “الإبادة الجماعية”. يعيش أكثر من مليون منهم في مخيمات بنغلادش، وقد ركب بعضهم قوارب هشة للوصول إلى بلدان أخرى، كإندونيسيا وماليزيا، هرباً من الظروف المعيشية السيئة في المخيمات.
