وكالة أنباء أراكان
حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من التأثير الكبير للصراع في ميانمار على أوضاع الأطفال والأسر، مؤكدة أن 19.9 مليون شخص سيصبحون في حاجة ماسة للحصول على المساعدات الإنسانية بحلول عام 2025، منهم 6.4 مليون طفل.
وأوضحت المنظمة في تقرير لها أن وضع الأطفال والأسر في ميانمار مستمر في التدهور جراء تصاعد الصراع الذي تسبب في نزوح أكثر من 3.4 مليون شخص داخلياً هم الآن معرضون بشكل بالغ لمخاطر تقلبات المناخ والمخاطر الصحية في ظل انعدام الخدمات والرعاية الضرورية وخاصةً للنساء والأطفال.
وطالبت “يونيسف” بتوفير 286.4 مليون دولار أمريكي لتوفير المساعدات الإنسانية الضرورية إلى 4.1 مليون شخص بينهم 3 ملايين طفل، وتشمل المساعدات المتسهدفة تقديم الرعاية الطبية الأساسية والتعليم وفيتامينات الأطفال وأدوات النظافة الشخصية و الدعم النفسي، وذلك حسبما نقلت شبكة “ميزيما”، الاثنين.
ولفتت المنظمة إلى أن معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة وصل إلى 40 من كل ألف حالة وهو المعدل الأعلى في جنوب شرق آسيا، مشيرةً إلى تفشي الإسهال بين الأطفال وحرمان أكثر من مليون طفل دون سن الخامسة من التطعيمات بشكل كلي أو جزئي بين عامي 2018 و2022، وهي النسبة التي لم تتحسن كثيراً.
كما أكدت “يونيسف” أن تدهور الوضع الاقتصادي قلص فرص كسب العيش بشكل كبير إذ تواجه 85% من الأسر النازحة داخلياً احتياجات غير ملباة، ويعيش ما يقرب من 55 % من الأطفال في فقر، مشيرةً إلى أن ارتفاع التضخم وانخفاض دخول الأسر أثر بشدة على جودة النظام الغذائي، كما أدى الصراع المستمر إلى زيادة تعرض الأطفال للعنف والانفصال الأسري والاعتداء الجنسي والاستغلال والإهمال.
ولفت تقرير المنظمة إلى أن عام 2023 شهد تزايد الانتهاكات الجسيمة لحقوق الطفل بنسبة 128% مقارنة بعام 2022، مضيفاً أنه في عام 2024 شكل الأطفال 32% من إجمالي الضحايا وزاد عدد الأطفال أصحاب الإعاقات الجسدية.
وتعد أقلية الروهينجا المسلمة من أكثر الفئات تضرراً جراء الصراع الدائر في ميانمار، إذ يتعرضون لحملة “إبادة جماعية” من قبل جيش ميانمار منذ عام 2017، كما يقعون بين رحى الحرب بينه وبين جيش أراكان (الانفصالي)، الذي أطلق حملة في نوفمبر من عام 2023 للسيطرة على ولاية أراكان ويتم استهدافهم بالقتل والعنف والتجنيد القسري من الجانبين.
ويعاني النازحون في ولاية أراكان نقص حاد في الغذاء والدواء وكافة الاحتياجات الأساسية، وأشارت تقديرات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى أن أكثر من مليوني شخص في “أراكان” قد يواجهون نقصاً في الغذاء بحلول عام 2025، كما لقى عشرات النازحين في أراكان مصرعهم جراء البرد الشديد وتفشي أمراض الملاريا والإسهال بينهم بسبب نقص الرعاية الطبية.
كما أدى القتال المستمر والاضطهاد الذي يتعرض له الروهينجا إلى نزوح عشرات آلالاف منهم داخلياً وفرار مئات الآلاف باتجاه بنغلادش عبر نهر “ناف”، هرباً من العنف والاضطهاد وبحثاً عن الأمن وفرص أفضل للعيش.