وكالة أنباء أراكان | ترجمات
حذرت مسؤولة أممية بارزة من أن مليوني شخص في ولاية أراكان (راخين) غربي ميانمار، موطن الروهينجا، معرضون لخطر “المجاعة” في غضون شهور قليلة بسبب الصراع العنيف والحصار التجاري الذي تسبب في حدوث “انهيار اقتصادي كامل”.
وقالت كاني ويجناراجا، الأمين العام المساعد للأمم المتحدة والمدير الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي: إن الأوضاع التي تشهدها ميانمار غير مسبوقة، وإذا استمرت على هذا المنوال حتى عام 2025 فسيكون مليوني شخص على حافة المجاعة.
وأكدت المسؤولة الأممية، في تصريحات خاصة لصحيفة “ذا جارديان” البريطانية، أن الكثير من الأسر التي استطلعت المنظمة آراءها خفضت حصصها الغذائية اليومية إلى وجبة واحدة في اليوم وربما أقل.
وأضافت ويجناراجا أن بعض المواطنين لجأوا إلى تناول نخالة الأرز التي تستخدم عادة كعلف للحيوانات لسد جوعهم، كما انتشر الاقتراض رغم أن المقرضين لم يعد لديهم ما يقرضونه للآخرين.
ودعا برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى رفع جميع القيود حتى تتمكن السلع التجارية من التدفق داخل وخارج “أراكان”، بما في ذلك عبر حدود ميانمار مع الهند وبنغلادش، والسماح لأعمال الإغاثة بالاستمرار دون عوائق.
الفقر يفتك بولاية “أراكان”
ولفتت الصحيفة إلى أن ميانمار تشهد صراعاً متصاعداً وأزمة اقتصادية منذ استيلاء الجيش على السلطة في فبراير 2021، ما أثر بشكل كبير على أوضاع المواطنين الاقتصادية خاصة في ولاية أراكان.
وقال تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إن القيود التي فرضها الجيش كانت “تهدف بوضوح إلى عزل أراكان عن بقية البلاد وفرض عقاب جماعي على السكان المعرضين للخطر بالفعل”.
وأكدت الصحيفة أن الأوضاع باتت بائسة بالنسبة إلى 211 ألف نازح في أراكان، بما في ذلك شعب الروهينجا، والذين يعتمدون جميعا على المساعدات من الوكالات الإنسانية.
وقالت ويجناراجا إن وضع الروهينجا في ولاية “أراكان” بائس للغاية، مشيرةً إلى أن “قلة الاهتمام الدولي بميانمار مثيرة للقلق بشدة نظراً لكثافة ما يجري”.
وتابعت المسؤولة الأممية أن قدرة وكالات الإغاثة على توصيل المساعدات كانت محدودة بشدة “بسبب العقبات البيروقراطية التي فرضها الجيش مثل متطلبات الحصول على تصاريح خاصة، فضلاً عن شدة الصراع”.
ويضاف إلى ذلك توقف برامج الصحة الأساسية مثل حملات التحصين ونقص الدواء وارتفاع ثمنه بشكل كبير، ويشير البرنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن شهر يوليو الماضي شهد وفاة أكثر من ثلاثين طفلاً جراء تفشي الإسهال.
كما يشير البرنامج إلى أن أكثر من نصف الأسر في أراكان، أي قرابة 1.4 مليون شخص سيشهدون انخفاض دخلهم الشهري من 66600 كيات (32 دولاراً) إلى حوالي 46620 كيات (22 دولاراً) بسبب تصاعد القتال في أواخر العام الماضي.
“وهذا بالكاد يكفي لتغطية تكلفة الأرز، دون حتى احتساب المواد الغذائية الأخرى أو النفقات المتعلقة بالإيجار أو المأوى أو النقل أو الاحتياجات الصحية”، وفق الأمم المتحدة.
الصراع جمد الحياة
وقالت الصحيفة إن الصراع أدى أيضاً إلى توقف قطاع البناء، الذي يعد مصدراً رئيسياً للعمالة، وفي الوقت نفسه ارتفعت تكلفة الأغذية الأساسية مثل الأرز وزيت الطهي بنحو عشرة أضعاف في المناطق الأكثر تضرراً.
وتوقع البرنامج الإنمائي أن يبلغ إنتاج الأرز هذا العام 97 ألف طن تكفي لتلبية 20% فقط من احتياجات السكان، مقارنة بإنتاج العام الماضي الذي بلغ 282 ألف طن لبت 60% فقط من الاحتياجات.
كما أدى الصراع إلى تقلص عدد طرق التجارة التي تجلب الإمدادات إلى أراكان إلى طريقين فقط ،بعدما تراوحت من 8 إلى 10 طرق قبل أكتوبر 2023.
ولفتت “ذا جارديان” إلى أن رئيس المجلس العسكري “مين أونج هلاينج” رفض سابقاً الاتهامات، وألقى باللوم على جيش أراكان (الانفصالي) في “تدمير الحياة الاجتماعية والاقتصادية للسكان وقطاع التعليم والصحة”.
وأكدت المسؤولة الأممية أن الأمر بات يمثل كارثة سياسية وانهيار، ويحتاج لتسوية شاملة عبر الوساطة السياسية تجمع بقية دول العالم، ويمكن أن يقودها اللاعبون الإقليميون المباشرون ورابطة دول جنوب شرق آسيا “آسيان” بدعم من الأمم المتحدة.
يشار إلى أن ولاية أراكان تشهد اشتباكات مستمرة بين جيش ميانمار وجيش أراكان (الانفصالي) الذي يحاول السيطرة على الولاية منذ نوفمبر 2023، ما أدى إلى نزوح آلاف الروهينجا داخلياً، وإلى بنغلادش المجاورة هرباً من العنف والاضطهاد والتنجيد القسري من الجانبين.