وكالة أنباء أراكان
اقتحم من 100 عنصر مسلح من جيش أراكان (الانفصالي)، قرى الروهينجا شمال مدينة مونغدو بولاية أراكان غربي ميانمار، الخميس، ما أثار قلقاً واسعاً بين مجتمعات الروهينجا، تزامناً مع مخاوف من موجة جديدة من التهجير القسري وإعادة التوطين.
واستدعى جيش أراكان قادة القرى بمنطقة “ثو أو لار”، وأبلغهم بأنه سيتم “تطهير المنطقة”، وهو مصطلح مرتبط لدى الكثيرين بالتهجير القسري، وفقاً لما نقله موقع “روهينجا خبر” عن مصادر محلية.
وأعاد هذا التحرك إلى الأذهان أحداث منتصف مارس، عندما اقتحم جيش أراكان عدة قرى يقطنها الروهينجا في مونغدو، وأجبر السكان على مغادرتها بالقوة، وجرى تفتيش المنازل ونهب ممتلكاتهم.
وأبدى السكان مخاوفهم من أن يكون الانتشار العسكري جزءاً من خطة أوسع لتعزيز السيطرة على قرى الروهينجا، في الوقت الذي أشارت مصادر قريبة من قاعدة “كيكانبين” التابعة لجيش أراكان، إلى أن هذا التحرك قد يكون مرتبطاً بخطط لإعادة التوطين أو تغييرات سكانية منظمة بدفع مجتمعات الروهنيجا إلى مناطق معزولة.
وأبدى أحد سكان الروهينجا مخاوفه مما سيحدث بعد اقتحام قراهم، قائلاً: “طلبوا من قادتنا عدم السماح لأحد بالمغادرة لكن الجميع خائفون”، فيما أضاف آخر: “خلال المرة السابقة، داهموا المنازل وتركونا في العراء طوال الليل، ونخشى أن تكون هذه المرة أكثر وحشية”، واستكمل ثالث: “طريقة تحركهم توحي بأنهم يريدون تغيير التركيبة السكانية هنا”.
وطالب قادة المجتمعات المحلية والناشطون المدنيون، المنظمات الإنسانية وهيئات الأمم المتحدة بالتدخل الفوري ومراقبة الوضع، لمنع حدوث موجة تهجير جماعي.
وقال أحد زعماء الروهينجا المحليين في مونغدو، إنه إذا لم يكن هناك ضغط خارجي، فإن جيش أراكان سيواصل تنفيذ خططه، متابعاً: “نحتاج أن يرى العالم ما يحدث الآن لا بعد فوات الأوان”.
ومؤخراً شهدت منازل الروهينجا العائدين من النزوح إلى مونغدو، عمليات سلب ممنهجة على يد مجموعات من “الراخين” وبدعم من جيش أراكان، وذلك في أعقاب العودة إليها من النزوح القسري.
ومنذ سيطرة جيش أراكان على مونغدو في 8 ديسمبر الماضي، استولى على منازل الروهينجا، وصادر ممتلكاتهم الثمينة، وشرد الكثير من العائلات، وشرع في تقييد حركتهم عبر شبكة من نقاط التفتيش الأمنية عند مداخل ومخارج كل قرية روهنجية، وساعد عائلات من عرقية “الراخين” على توطينهم بقرى الروهينجا.