وكالة أنباء أراكان
طالب المؤسس المشارك لتحالف الروهينجا الأحرار (RFC) “ناي سان لوين” المجتمع الدولي بإنشاء منطقة آمنة لحماية الروهينجا من العنف المتصاعد ضدهم في ولاية أراكان غربي ميانمار، مشيراً إلى أنه بعد معاناتهم طويلاً من اضطهاد جيش ميانمار باتوا يواجهون الآن أيضاً عنف جيش أراكان (الانفصالي).
وأوضح الناشط الروهنجي البارز في تصريحات لوكالة أنباء “الأناضول”، الثلاثاء، أن جيش أراكان قتل خلال الشهور القليلة الماضية 2500 من مسلمي الروهينجا وأجبر 300 ألف آخرين على الأقل على النزوح في أنحاء بلدتين كاملتين، مشيراً إلى أن جيش أراكان يضمر نوايا جيش ميانمار ذاتها تجاه الروهينجا.
وأكد الناشط أن المخاطر تحدق بقرابة 550 ألف مسلم روهنجي في ولاية أراكان والمناطق المحيطة بها، لافتاً إلى أن مئات الآلاف الآخرين الفارين إلى بنغلادش لا يمكنهم العودة إلى ميانمار مرة أخرة في ظل سيطرة جيش أراكان على أراضيهم.
كما انتقد “ناي سان لوين” مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لإعطائه الأولوية لقضية المساعدات الإنسانية على حساب معالجة السبب الجذري لأزمة الروهينجا، محذراً من تدهور الأوضاع نحو الأسوأ في حال عدم اتخاذ خطوات جادة.
ودعا الناشط البارز المزيد من دول العالم على دعم القضايا القانونية الدولية المتعلقة بميانمار وخاصةً مساعي المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لإصدار مذكرة اعتقال بحق زعيم جيش ميانمار “مين أونغ هلاينغ” على خلفية ارتكاب جرائم ضد الإنسانية بحق الروهينجا.
وأضاف قائلاً: “هناك أكثر من 150 دولة موقعة على اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها ويمكن لها جميعاً الانضمام للقضية لتصبح قضية كبرى، خاصةً مع استمرار هذه الدول في الحديث عن المساءلة والعدالة”.
كما قال الناشط الروهنجي لـ”وكالة ميانمار للصورة الصحفية” إن تصريح المجلس العسكري بأن ميانمار ليست عضواً في المحكمة الجنائية الدولية ولا تعترف بسلطتها لا ينفي أن مذكرة الاعقتال ستضع “أون مين هلاينغ” تحت التدقيق الدولي.
وتابع أن “رفض المجلس العسكري الاعتراف بأمر الاعتقال الصادر عن المحكمة الجنائية الدولية لا يهم لأنه يصدر وفق أدلة واضحة على ارتكاب جرائم، وبمجرد صدوره سيتم اعتبار زعيم جيش ميانمار هارباً، وستكون جميع الدول الموقعة على نظام روما الأساسي ملزمة باعتقاله، وحتى الدول غير الموقعة قد تختار القيام بذلك إذا قررت التعاون”.
وفر أكثر من مليون من الروهينجا من ميانمار بعدما شن جيش ميانمار حملة إبادة جماعية ضدهم عام 2017، ويعيش معظمهم في مخيمات اللجوء المكدسة في بنغلادش وسط حرمان من الأمن وكافة الاحتياجات الأساسية من غذاء ودواء وتعليم وعمل رسمي.
كما تتجدد موجات نزوح الروهينجا داخلياً وخارجياً منذ استئناف القتال بين جيش أراكان وجيش ميانمار في نوفمبر من العام الماضي في إطار مساعي جيش أراكان للسيطرة على الولاية، حيث يجد الروهينجا أنفسهم مستهدفون بالعنف والقتل والاضطهاد والتجنيد القسري من الجانبين.