وكالة أنباء أراكان | خاص
اختُتمت، الاثنين، فعاليات “المخيم الشتوي الرابع” لطلاب الروهينجا في تركيا، الذي نظمته جمعية أراكان الإنسانية برعاية جمعية تنمية الخيرية، واستمر خمسة أيام، بمشاركة 56 طالباً روهينجياً قدموا من عدة ولايات تركية.
وأُقيم النشاط السنوي في مخيم “آكوم” الشبابي بمدينة مرسين جنوبي تركيا، بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة التركية، خلال الفترة من 6 إلى 10 فبراير/ شباط الجاري، وتضمن أنشطة رياضية وترفيهية ومسابقات متنوعة.
كما شملت فعاليات المخيم ندوات حوارية وأنشطة متنوعة، من بينها رحلة إلى مغارة “جنة جهنم” الأثرية في مدينة مرسين، إضافة إلى مشاركة عدد من الطلاب في طهي طعام روهنجي شعبي يُقدَّم عادة في الأفراح والمناسبات، حيث تم تقديمه كوجبة عشاء للمشاركين، وفي ختام الفعاليات، تم تكريم الطلاب المتميزين الذين قدموا مشاركات بارزة وجهود متميزة خلال المخيم.
وقال المدير التنفيذي لجمعية أراكان الإنسانية سليم نور، لوكالة أنباء أراكان، إن المخيم الشتوي شكل فرصة للطلاب للالتقاء، وبناء علاقات جديدة، وتبادل الخبرات، ومناقشة القضايا المشتركة، خصوصاً ما يتعلق بالأوضاع التي يواجهها الروهينجا في ولاية أراكان وبلدان اللجوء، مشيراً إلى أن قرابة 250 طالباً وطالبة من الروهينجا يدرسون في جامعات مختلفة بتركيا.
من جانبه، قال مدير قسم التعليم في الجمعية محمد خير النعال، إن جمعية أراكان الإنسانية تحرص على إقامة هذه الملتقيات بانتظام، نظراً لأثرها الكبير في توطيد علاقات الأخوة بين الطلاب الروهنجيين في تركيا، كما أنها توفر فرصة للتعرف عن قرب على التحديات التي يواجهها الطلاب في دراستهم، من أجل العمل على مساعدتهم في تجاوزها.
وشهد المخيم تنظيم ندوة حول دور الشباب في نصرة قضية الروهينجا، قدمها د. طاهر الأراكاني، الرئيس التنفيذي لمنتدى بورما للسلام والتنمية في بريطانيا، الذي أشاد بالحضور المتميز لطلاب الروهينجا الجامعيين من مختلف مناطق تركيا، بمستويات البكالوريوس والماجستير والدكتوراة.
وأوضح الأراكاني، في تصريح لوكالة أنباء أراكان، أن الندوة هدفت إلى توعية الطلاب بقضية الروهينجا، وأصولها التاريخية في ولاية أراكان غربي ميانمار، والمعاناة المستمرة للروهينجا هناك، كما ناقشت كيفية مساهمة الشباب في أن يكونوا صوتاً للروهينجا المنكوبين حول العالم، مشيداً بتنظيم المخيم ودوره في جمع الشباب الروهنجي.
وأشاد الطلاب المشاركون بفعاليات المخيم، حيث قال محمد كمال، أحد الطلاب المشاركين، إن المخيم أتاح له فرصة لعقد صداقات جديدة مع شباب روهنجيين قادمين من بنغلادش وأراكان وبلدان أخرى، مؤكداً أن هذه الفعاليات تعزز التآلف والتعاون بين الروهينجا لنصرة قضيتهم.
كما قال الطالب ريحان حسين، لوكالة أنباء أراكان، إن المخيم جعله يدرك أهمية المشاركة الفعالة في نصرة قضية الروهينجا، مضيفاً: “أدركتُ من خلال الندوات والمناقشات الجماعية في المخيم مدى أهمية تخصيص جزء من وقتي لخدمة قضيتي ومجتمعي”.
وتسعى جمعية أراكان الإنسانية، التي تتخذ من إسطنبول مقراً لها، إلى إغاثة وتنمية الأقلية المسلمة الروهينجا، وتسليط الضوء على معاناتهم داخل ميانمار وخارجها، بالإضافة إلى العمل على تنميتهم علمياً وثقافياً واجتماعياً واقتصادياً، وإعداد قادة قادرين على النهوض بمجتمعهم.
ويواجه الروهينجا في أراكان أعمال العنف والقتل والتهجير بسبب الصراع الدائر بين جيش ميانمار وجيش أراكان (الانفصالي)، الذي يسعى للسيطرة على الولاية منذ نوفمبر 2023، كما فرّت أعداد ضخمة منهم إلى بنغلادش، بعد حملة الإبادة الجماعية التي شنها جيش ميانمار عام 2017، ويعيش حالياً أكثر من مليون لاجئ روهنجي في مخيمات اللجوء المزدحمة في منطقة كوكس بازار، وسط ظروف معيشية صعبة.
