وكالة أنباء أراكان
قالت منظمة “العفو الدولية” إنه يجب على المجتمع الدولي أن يكثف جهوده بشكل عاجل ويقدم الدعم اللازم للاجئي الروهينجا في بنغلادش لتجنب التأثير المدمر للتخفيضات الحادة في المساعدات التي أعلنها برنامج الأغذية العالمي.
وأكدت المنظمة أن قرار برنامج الأغذية العالمي خفض المساعدات الشهرية للروهينجا من 12.5 دولاراً أمريكياً إلى 6 دولارات فقط للفرد سيكون له أثر مدمر على حياة اللاجئين في وقت تشح فيه الموارد ويعتمد فيه 95% منهم على الدعم الإنساني.
وقال عدد من لاجئي الروهينجا في بنغلادش للمنظمة إن المساعدات لن تكفي لتناول ثلاث وجبات يومياً وأنهم سيضطرون لتقليل عدد الوجبات اليومية، وأن مبلغ المساعدات سيكفي للحصول على الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية مثل الأرز والعدس والملح ولن يكفي لشراء طعام يلبي احتياجاتهم الغذائية بما في ذلك الحليب والبيض والفواكه والخضراوات.
وأكدت “العفو الدولية” أن تخفيضات برنامج الأغذية العالمي ستؤدي إلى تفاقم سوء التغذية المتفشي بالفعل بين لاجئي الروهينجا، ما يعرض النساء والأطفال بشكل خاص لخطر متزايد، إذ يظهر على قرابة نصف أطفال الروهينجا علامات جسدية لسوء التغذية، بما في ذلك 15٪ من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و5 سنوات، وهي أسوأ مستويات منذ عام 2017.
كما لفتت المنظمة إلى أن الأسر التي تعولها نساء ستعاني بشكل أكبر نتيجة لندرة سبل توفير الدخل بالنسبة للنساء، ما يجعل أسرهن معتمدة كلياً على المساعدات الغذائية فقط لتلبية احتياجاتها الغذائية، وقال أحد اللاجئين إن بعض الأسر التي تعولها نساء قد تضطر إلى التسول من أجل البقاء، فيما أشار لاجئون آخرون تحدثوا إلى المنظمة إلى تزايد خطر تعرض النساء والفتيات لخطر الاستغلال والعنف نتيجة لذلك، وهو ما أفاد به برنامج الأغذية العالمي عقب تخفيضات الحصص الغذائية في عام 2023.
وصرحت المديرة الإقليمية للعفو الدولية في جنوب آسيا “سميرتي سينغ” أن خفض التمويل سيفاقم من النقص الحاد بالفعل في الإمدادات والخدمات الأساسية المقدمة في المخيمات، وسيكون له تأثير كبير على الأطفال والنساء الحوامل وكبار السن بشكل خاص، مضيفةً أنه لا خيار أمام الروهينجا سوى الاعتماد على مساعدات برنامج الأغذية العالمي في ظل منع حكومة بنغلادش حصول اللاجئين على فرص العمل وحظر تنقلهم خارج المخيمات.
وأكدت المسؤولة أنه يجب على الدول المانحة اتخاذ خطوات فورية لسد نقص التمويل لمنع تفاقم الوضع المتأزم أصلًا، وأنه دون الدعم سيُلقى الروهينجا، الذين يعيشون إحدى أكبر أزمات اللاجئين عالمياً، داخل دوامة أشد من الجوع وانعدام الأمن وأنه يجب تجنب ذلك بأي ثمن.
وكان برنامج الأغذية العالمي أعلن الشهر الجاري اعتزامه تخفيض المساعدات المقدمة للروهينجا بدءاً من شهر أبريل المقبل، وهو ما قال عدد من لاجئي الروهينجا في بنغلادش إنه يعد بمثابة حكم عليهم وعلى أطفالهم بالموت جوعاً، وذلك في تصريحات خاصة لوكالة أنباء أراكان.
ويعيش في بنغلادش أكثر من مليون من لاجئي الروهينجا الفارين من العنف والاضطهاد في ميانمار جراء تعرضهم لحملة إبادة جماعية من قبل جيش ميانمار في عام 2017، ويعيشون في خيام مكدسة وظروف معيشية صعبة بمنطقة “كوكس بازار” التي تصفها الأمم المتحدة بأنها أكبر مخيم للاجئين في العالم.