وكالة أنباء أراكان
أعلن برنامج الأغذية العالمي (WFP)، التابع للأمم المتحدة، الأربعاء، تخفيض قيمة المساعدات الغذائية الشهرية المقدمة للاجئي الروهينجا في بنغلادش من 12.50 دولاراً إلى 6 دولارات فقط للشخص الواحد، اعتباراً من الشهر المقبل، بسبب نقص التمويل، ما أثار مخاوف من تفاقم الجوع في أكبر مخيم للاجئين في العالم.
وقال “محمد ميزان الرحمن”، المسؤول الأول عن إدارة مخيمات اللاجئين في بنغلادش، إنه تلقى إخطاراً رسمياً بالقرار، موضحاً أن التخفيض الجديد سيبدأ اعتباراً من الأول من أبريل المقبل، وأضاف أن “اللاجئين بالكاد يحصلون الآن على الحد الأدنى من احتياجاتهم الغذائية، ومن الصعب تخيل العواقب التي ستترتب على هذا التخفيض”.
وأوضح برنامج الأغذية العالمي في خطاب رسمي، أنه بذل جهوداً حثيثة لتأمين التمويل اللازم للإبقاء على المساعدات عند مستوى 12.50 دولاراً شهرياً، لكنه لم يتمكن من العثور على مانحين، محذراً من أن أي تخفيض للمساعدات إلى أقل من 6 دولارات شهرياً سيهدد حياة اللاجئين، حيث لن يغطي الاحتياجات الغذائية الأساسية للأسر التي تعتمد بالكامل على المساعدات الإنسانية، وقد يزيد من التوترات داخل المخيمات.
ولم يوضح البرنامج ما إذا كان التخفيض مرتبطاً بقرار إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بتعليق المساعدات الخارجية عالمياً، لكن “ميزان الرحمن” أشار إلى أن ذلك قد يكون السبب، حيث كانت الولايات المتحدة أكبر مانح لاستجابة الروهينجا، وساهمت بأكثر من 50% من التمويل في 2024 بحوالي 300 مليون دولار.
وأضاف المسؤول البنغلادشي: “بعد الخفض الجديد، سيحصل اللاجئ على 6 دولارات فقط، وهو ما يعادل 24 تاكا بنغلادشي يومياً، بينما يتراوح سعر الموزة الواحدة بين 10 و12 تاكا، وسعر البيضة بين 12 و14 تاكا، ما يعني أن الوضع سيكون كارثياً”.
وكان برنامج الأغذية العالمي قد خفّض في يونيو 2023 قيمة المساعدات الغذائية الشهرية للاجئين الروهينجا من 12 دولاراً إلى 8 دولارات للشخص الواحد لما عزاه إلى عجز في التمويل، ما أدى إلى ارتفاع حاد في معدلات الجوع وسوء التغذية، وواجه 90% من سكان المخيمات صعوبة في تأمين الغذاء الكافي، بينما عانى أكثر من 15% من الأطفال من سوء تغذية حاد، وهو أعلى معدل سُجّل على الإطلاق، قبل أن يُعاد رفع المساعدات إلى 12.50 دولاراً في أغسطس 2024.”
وتستضيف بنغلادش أكثر من مليون لاجئ من الروهينجا في مخيمات منطقة “كوكس بازار”، التي تُصنفها الأمم المتحدة كأكبر مخيم للاجئين في العالم، ويعيش هؤلاء اللاجئون في ظروف إنسانية صعبة منذ فرارهم من ميانمار في 2017، بسبب حملة “الإبادة الجماعية” التي شنها جيش ميانمار ضدهم، وتفاقمت أوضاعهم بعد تجدد القتال بين جيش ميانمار وجيش أراكان الانفصالي في نوفمبر 2023.
