غوتيريش: تخفيض المساعدات “جريمة” والمجتمع الدولي لن يدير ظهره للروهينجا

الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيريش" أثناء زيارته لمخيمات الروهينجا في بنغلادش (صورة: CA Press Wing)
الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيريش" أثناء زيارته لمخيمات الروهينجا في بنغلادش (صورة: CA Press Wing)
شارك

وكالة أنباء أراكان

وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، تخفيض المساعدات الإنسانية من قبل الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية بـ “الجريمة”.

وقال إن جهود الإغاثة التي تقودها الأمم المتحدة تواجه خطر الانهيار بعد إعلان عدد من المانحين الرئيسيين بمن فيهم الولايات المتحدة وعدة دول أوروبية، خفض التمويل المخصص لدعم لاجئي الروهينجا في بنغلادش.

وحذر خلال زيارته لمخيمات اللاجئين الروهينجا في كوكس بازار، الجمعة، من كارثة إنسانية وشيكة ما لم يتم اتخاذ إجراء عاجل، قائلاً: “نحن على وشك خفض الحصص الغذائية في هذا المخيم، سيكون ذلك كارثة لا يمكننا قبولها، لأن الناس سيعانون بل سيموتون”.

وأكد “غوتيريش” أن الأمم المتحدة ستبذل كل ما في وسعها لتأمين التمويل اللازم لدعم اللاجئين بعد إعلان تخفيضات كبيرة في المساعدات من قبل الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية، معرباً عن قلقه العميق إزاء قرار الدول الغربية زيادة إنفاقها الدفاعي بينما يتم خفض المساعدات الإنسانية عالمياً.

وحذر من أن العالم يقترب من أزمة إنسانية عميقة، قائلا: “مع التخفيضات المعلنة في المساعدات المالية، فإننا نواجه خطراً دراماتيكياً يتمثل في توفر 40% فقط من الموارد المخصصة للمساعدات الإنسانية في عام 2025 مقارنة بعام 2024”.

وأشار إلى أن اللاجئين الروهينجا في كوكس بازار يعتمدون بالكامل على المساعدات الإنسانية، وأن التخفيضات في الميزانية ليست مجرد أرقام على الورق، بل لها تكلفة إنسانية هائلة.

وأكد “غوتيريش”، أن المجتمع الدولي لا يمكنه إدارة ظهره لأزمة الروهينجا، قائلاً: “لا يمكننا قبول أن ينسى المجتمع الدولي الروهينجا”، مشدداً على أنه سيطالب القادة العالميين بصوت عالٍ بضرورة تقديم دعم عاجل.

وأضاف: “من الضروري أن يبذل المجتمع الدولي كل ما في وسعه لضمان استعادة السلام في ميانمار، واحترام حقوق الروهينجا، وإنهاء التمييز والاضطهاد الذي شهدناه في الماضي”، مشيراً إلى أن الحل لهذه الأزمة يجب أن يكون في ميانمار مع توفر الظروف التي تسمح بعودة طوعية وآمنة ومستدامة لجميع اللاجئين.”

وسلّط “غوتيريش” الضوء على الأوضاع الصعبة داخل المخيمات، والتي تفاقمت بسبب التغير المناخي، قائلاً: “هذه المخيمات، والمجتمعات التي تستضيفها، تقع في الخطوط الأمامية لأزمة المناخ، الصيف هنا شديد الحرارة، مما يزيد من خطر الحرائق، وخلال مواسم الأعاصير والرياح الموسمية، تؤدي الفيضانات والانهيارات الأرضية إلى تدمير المنازل وحصد الأرواح”.

وشدد على الحاجة إلى ما هو أبعد من المساعدات الفورية، داعياً إلى توفير التعليم، والتدريب على المهارات، والفرص الاقتصادية للاجئين، كما حذر من أن العديد من العائلات تشعر بأنها مضطرة لخوض رحلات بحرية محفوفة بالمخاطر بحثاً عن مستقبل أفضل.

وأشار “غوتيريش”، إلى أن الروهينجا تعرضوا لعقود من التمييز والاضطهاد، حيث شهد عام 2017 موجة نزوح ضخمة بعد المجازر التي ارتكبها جيش ميانمار في ولاية أراكان، لافتاً إلى أن العديد من الروهينجا وصلوا مؤخراً إلى بنغلادش هرباً من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وتصاعد الكراهية المعادية للمسلمين.

وأضاف أنه التقى وتحدث مع العديد من اللاجئين، متأثراً بشجاعتهم وإصرارهم، حيث شاركوا معه قصصاً مروعة عن معاناتهم في ميانمار ورحلتهم إلى بنغلادش، مؤكداً أن الروهينجا يريدون العودة إلى وطنهم، ميانمار لكن الحل الأساسي للأزمة يكمن في العودة الآمنة والطوعية والكريمة.

وأكد “غوتيريش” أن زيارته، التي جاءت خلال شهر رمضان المبارك، كانت مهمة تضامن مع لاجئي الروهينجا والشعب البنغالي الذي يستضيفهم بسخاء، مضيفا: “أنا هنا لتسليط الضوء عالمياً على معاناة الروهينجا ولكن أيضاً على إمكاناتهم”، مشيداً بالدعم الهائل الذي قدمته بنغلادش والمجتمعات المحلية، التي شاركت أراضيها مواردها مع اللاجئين.

وأجرى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الجمعة، زيارة إلى مخيمات اللاجئين الروهينجا في كوكس بازار، ورافقه رئيس الحكومة المؤقتة في بنغلادش محمد يونس، وشاركا 100 ألف لاجئ روهنجي تناول وجبة الإفطار.

وفي 5 مارس الجاري، أعلن برنامج الأغذية العالمي (WFP)، تخفيض قيمة المساعدات الغذائية الشهرية المقدمة للاجئي الروهينجا في بنغلادش من 12.50 دولاراً إلى 6 دولارات فقط للشخص الواحد، اعتباراً من إبريل المقبل، بسبب نقص التمويل.

وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” إن الأطفال في المخيمات يعانون من أسوأ مستويات سوء التغذية منذ عام 2017، حيث ارتفعت حالات الدخول للعلاج من سوء التغذية الحاد بنسبة 27٪ في فبراير مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024.

وتستضيف بنغلادش أكثر من مليون لاجئ من الروهينجا في مخيمات “كوكس بازار”، التي تُصنفها الأمم المتحدة كأكبر مخيم للاجئين في العالم، ويعيش اللاجئون هناك في ظروف إنسانية صعبة منذ فرارهم من ميانمار عام 2017، بسبب حملة “الإبادة الجماعية” التي شنها جيش ميانمار ضدهم، وتفاقمت أوضاعهم بعد تجدد القتال بين جيش ميانمار وجيش أراكان الانفصالي في نوفمبر 2023، ما أدى إلى حملات نزوح جديدة إلى بنغلادش.

شارك

آخر الأخبار

القائمة البريدية

بالضغط على زر الاشتراك، فإنك تؤكد أنك قد قرأت سياسة الخصوصية الخاصة بنا.