“يونيسف”: خفض المساعدات يهدد حياة الأطفال في مخيمات الروهينجا

تقييم الحالة الغذائية لطفلة في مخيمات الروهينجا في بنغلادش، 16-7-2024 (صورة: UNICEF)
تقييم الحالة الغذائية لطفلة في مخيمات الروهينجا في بنغلادش، 16-7-2024 (صورة: UNICEF)
شارك

وكالة أنباء أراكان 

أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) تسجيل مستويات قياسية من انتشار حالات نقص التغذية الحاد بين أطفال لاجئي الروهينجا في مخيمات بنغلادش، مشيرةً إلى أن أزمة خفض التمويل الدولي للمساعدات تهدد اللاجئين وأطفالهم بمخاطر كبرى وسط استمرار تدهور الأوضاع التي تدفع بمزيد من الأطفال نحو الجوع الذي يهدد حياتهم.

وقالت المنظمة إن أسر الروهينجا في المخيمات تواجه مستويات خطرة من نقص التغذية، وأن 15% بالمئة على الأقل من الأطفال في المخيمات يعانون من نقص التغذية الحاد وهي النسبة الأعلى بين لاجئي الروهينجا منذ عام 2017، ويُعد الأطفال المصابون بهذه الحالة أكثر عرضة للوفاة بـ11 مرة من أقرانهم الذين يتمتعون بتغذية جيدة إذا لم يتلقوا العلاج في الوقت المناسب.

وصرحت ممثلة “يونيسف” في بنغلادش “رانا فلاورز” إنه يمكن في الوقت الحالي توفير الخدمات التي تحتاجها الأمهات والأطفال شديدي المرض، لكن في ظل استمرار ارتفاع الاحتياجات وانخفاض التمويل يزيد ذلك من مخاوف الأسر على حياة أطفالها، مضيفةً أن الحصص الغذائية وصلت إلى حد حرج بسبب نقص التمويل، وذلك بعدما أعلن برنامج الغذاء العالمي احتمال خفض الحصص الشهرية من 12.5 دولاراً أمريكياً إلى 6 دولارات فقط للفرد، حال عدم وجود تمويل فوري، وهو ما يقل بشكل كبير عن الاحتياجات الغذائية الأساسية.

ممثلة منظمة "يونيسف" في بنغلادش "رانا فلاورز" (صورة: UNICEF)
ممثلة منظمة “يونيسف” في بنغلادش “رانا فلاورز” (صورة: UNICEF)

وأضافت المنظمة عبر موقعها الرسمي أن عدد أطفال الروهينجا الذين يحتاجون رعاية طارئة بسبب نقص التغذية الحاد ارتفع بنسبة 27% في فبراير 2025 مقارنة بفبراير 2024، بعدما ارتفع عدد الحالات من 836 حالة إلى 1026 حالة، مشيرةً إلى أن يناير 2025 شهد تسجيل 1021 حالة مقارنة بتسجيل 819 حالة فقط في يناير 2024 بزيادة قدرها 25%، وهو ما قالت إنه يمثل منحى تصاعدي خطير.

وعزت المنظمة هذا الارتفاع إلى عدد من العوامل الأساسية أبرزها الأمطار الموسمية الغزيرة في العام الماضي والتي تسببت في سوء وضع النظافة والصرف الصحي وانتشار الإصابة بالإسهال والكوليرا وحمى الضنك، وذلك بالإضافة إلى تأثيرات الخفض المتقطع لحصص الدعم الغذائي خلال العامين الماضيين، وتدهور نوعية وجودة الغذاء وتزايد عدد الأسر الوافدة للمخيمات في الأشهر الأخيرة.

وتابعت “يونيسف” إنها قدمت العام الماضي الرعاية المنقذة للحياة لقرابة 12 ألف طفل تحت سن الخامسة يعانون من نقص التغذية الحاد الذي يترك الأطفال نحيلين وهزيلين ومعرضين بدرجة كبيرة للأمراض، وتابعت أن 92% ممن تلقوا العلاج تعافوا لكن دون التدخل العاحل والمستدام يمكن أن يكون نقص التغذية الحاد مميتاً.

كما أضافت “فلاورز” أنه في ظل عدم استطاعة أسر الروهينجا العودة لوطنهم ميانمار بشكل آمن حتى الآن، وعدم حصولهم على الحق القانوني في العمل، فقد أصبح الدعم الإنساني المستدام ضرورة وليس اختيار، وصرحت أن “يونيسف مصممة على البقاء وتقديم خدماتها للأطفال ولكن بدون تمويل مضمون ستكون الخدمات الأساسية في خطر”.

وأفادت تقديرات “يونيسف” بداية العام الجاري بأن 14200 طفل في مخيمات لاجئي الروهينجا سيعانون من سوء تغذية حاد في 2025، وأن انخفاض الحصص الغذائية وسوء التغذية للأطفال ونقص المياه النظيفة والخدمات الصحية قد تؤدي إلى ارتفاع هذا العدد بشكل كبير.

وتزداد مخاطر الجوع المحيطة بلاجئي الروهينجا في بنغلادش بعدما أعلن برنامج الأغذية العالمي الشهر الجاري اعتزامه تخفيض المساعدات المقدمة للروهينجا بدءاً من شهر أبريل المقبل، وهو ما قال عدد من لاجئي الروهينجا في بنغلادش إنه يعد بمثابة حكم عليهم وعلى أطفالهم بالموت جوعاً، وذلك في تصريحات خاصة لوكالة أنباء أراكان.

ويعيش في بنغلادش أكثر من مليون من لاجئي الروهينجا الفارين من العنف والاضطهاد في ميانمار جراء تعرضهم لحملة إبادة جماعية من قبل جيش ميانمار في عام 2017، ويعيشون في خيام مكدسة وظروف معيشية صعبة بمنطقة “كوكس بازار” التي تصفها الأمم المتحدة بأنها أكبر مخيم للاجئين في العالم.

شارك

آخر الأخبار

القائمة البريدية

بالضغط على زر الاشتراك، فإنك تؤكد أنك قد قرأت سياسة الخصوصية الخاصة بنا.