وكالة أنباء أراكان
رغم مشاعر الحزن والأسى التي تثيرها الصور الواردة من حادث حريق مخيم “كوتوبالونغ” للاجئي الروهينجا في بنغلادش، إلا أن ذلك قد لا يقارن بما يثيره الحادث من ذكريات أليمة في قلوب وأذهان أهالي الضحيتين الذين لقيا مصرعهما جراء الحريق الذي التهم أكثر من 800 مأوى وشرد الآلاف.
وأسفر الحادث عن مصرع طفل يدعى برهان الدين (6 سنوات) ورجل مسن يدعى أبو الخير (60 عاماً)، وذلك بالإضافة إلى إصابة 19 شخصاً آخرين بجروح بعدما استمر الحريق لما يقرب من ساعتين ونصف التهم خلالها مآوي ومساجد ومراكز تعليمية ومكاتب إغاثية ومرافق عديدة.
وتقول “أمينة خاتون” والدة أبو الخير التي بلغت الثمانين من عمرها لشبكة “VOA” بينما تجلس في وسط الحطام الذي خلفه الحريق “كان ابني معنا على قيد الحياة وبصحة جيدة قبل أقل من 24 ساعة من اندلاع الحريق”.
وتروي السيدة المسنة أنها لاحظت مع آلاف اللاجئين اندلاع الحريق منتصف ظهر الثلاثاء، وأضافت أن أبو الخير غادر الملجأ مع أسرته عندما بدأ الحريق لكنه عاد لاستعادة بعض الوثائق المهمة “لكنه لم ينجح في الخروج أبداً لأنه علق خلف النيران الشديدة”.
وأضافت خاتون قائلةً “لقد أصبحت حياتنا تعتمد على الوثائق القليلة التي نمتلكها كلاجئين عديمي الجنسية، لكن الآن رحل ابني الذي له 5 أبناء مع الوثائق، وكل ذلك بسبب الحريق المفاجئ”.
أما عن الطفل برهان الدين الذي لقي مصرعه أيضاً جراء حريق مخيم “كوتوبالونغ”، فيقول والده “مضيف الرحمن” إن مجتمع اللاجئين في “كوكس بازار” لم يتلقى توجيهات أو تعليمات متعلقة بأي تدابير أو بروتوكولات أمان يجب أن اتباعها لمنع مثل هذه الحرائق أو النجاة منها.
وقال الوالد المكلوم إنه بات يشعر بقلق شديد على أفراد عائلته الناجين لأن مثل هذه الحرائق تشيع بشكل كبير في مخيمات لاجئي الروهينجا في بنغلادش، وأضاف “هذا يجعلني أتساءل عما إذا كان تم إشعال بعض هذه الحرائق عن عمد”.
وأفاد الكثير من لاجئي الروهينجا من سكان المخيم بفقدان كل ما يمكلون جراء الحريق، فيما لا زال عدد منهم غير قادرين على العثور على بقية أفراد أسرهم بعدما تشرد أكثر من 3 آلاف شخص جراء الحريق الذي نشب في الجناح رقم 1 من مخيم “كوتوبالونغ” وامتد بسرعة كبيرة إلى مساحات واسعة.
وبدأت جهود تقديم الدعم والتأهيل للاجئين وتقييم الأضرار الناجمة عن الحريق بالتعاون بين سلطات بنغلادش ومنظمات الإغاثة الدولية، فيما أعلنت السلطات في بنغلادش اعتزامها تشكيل لجنة رفيعة المستوى للتحقيق في أسباب الحريق.
وتتكرر الحرائق داخل مخيمات لاجئي الروهينجا في بنغلادش بسبب الكثافة السكانية المرتفعة واستخدام مواد بناء غير آمنة وقابلة للاشتعال، مما يسهم في سرعة انتشار الحرائق وصعوبة السيطرة عليها.
ويعيش أكثر من مليون لاجئ من الروهينجا في مخيمات منطقة “كوكس بازار” ببنغلادش، التي تُصنفها الأمم المتحدة كأكبر مخيم للاجئين في العالم، وذلك بعد فرارهم من ميانمار على مدار السنوات الماضية جراء حملة إبادة جماعية ممنهجة شنها جيش ميانمار ضدهم منذ عام 2017، فيما لا زالت موجات النزوح مستمرة جراء الصراع بين جيش ميانمار وجيش أراكان (الانفصالي).