بدء جهود إغاثة لاجئي الروهينجا وتأهيل مخيمهم المحترق في بنغلادش

آثار الدمار بعد نشوب حريق هائل في مخيم "كوتوبالونغ" للاجئي الروهينجا في بنغلادش في 24-12-2024 (صورة: ANA)
آثار الدمار بعد نشوب حريق هائل في مخيم "كوتوبالونغ" للاجئي الروهينجا في بنغلادش في 24-12-2024 (صورة: ANA)
شارك

وكالة أنباء أراكان

بدأت السلطات في بنغلادش ومنظمات الإغاثة الدولية جهود تقديم الدعم والتأهيل لأكثر من ثلاثة آلاف لاجئ من الروهينجا ممن باتوا بلا مأوى جراء حريق مخيم “كوتوبالونغ” الذي التهم أكثر من 800 مأوى وأسفر عن مصرع شخصين، بينهما طفل، وإصابة 19 آخرين.

وقال المفوض الإضافي لإغاثة وإعادة اللاجئين في بنغلادش “محمد شمس الدوزا” إن جهود إصلاح المخيم وتقديم الإغاثة للاجئين بدأت بدعم من الأمم المتحدة وغيرها من الوكالات المانحة، مضيفاً أنه يجري العمل على نقل آلاف من لاجئي الروهينجا إلى أماكن أخرى للعيش بها بعدما باتوا بلا مأوى في أعقاب الحريق الذي شب، الثلاثاء.

اشتعال النيران في المئات من مآوي لاجئي الروهينجا في مخيم "كوتوبالونغ" في بنغلادش في 24-12-2024 (صورة: Reuters)
اشتعال النيران في المئات من مآوي لاجئي الروهينجا في مخيم “كوتوبالونغ” في بنغلادش في 24-12-2024 (صورة: Reuters)

ونقلت وكالة “الأناضول” عن أحد لاجئي الروهينجا في المخيم قوله: “الحريق وضعنا في مأزق شديد وشرد الكثيرين بعدما التهم مساكنهم، كما أن الطقس شديد البرودة يفاقم من أوضاع المتضررين”.

من جانبه، أكد مفوض إغاثة وإعادة اللاجئين في بنغلادش، محمد ميزان الرحمن، أن برنامج الأغذية العالمي سيعمل على تقديم وجبات غذائية بشكل منتظم للناجين من الحريق حتى يتمكنوا من استعادة حياتهم الطبيعية ويتولون أمورهم مجدداً، مضيفاً، في تصريح لشبكة “VOA”، أن المنظمة تأمل أن تتمكن من بناء مآوي جديدة للاجئين في أقرب وقت ممكن.

كما أعلنت منظمة “يونيسف” أن طواقمها تعمل على تقييم الحجم الكامل للأضرار في المخيم جراء الحريق، وأن أولويتها القصوى هي تقديم الحماية والدعم للأسر والأطفال المتضررين جراء الحادث المأساوي.

جانب من الدمار الناجم عن اندلاع حريق بمخيم "كوتوبالونج" للاجئي الروهينجا في بنغلادش في 24-12-2024 (صورة: مواقع التواصل الاجتماعي)
جانب من الدمار الناجم عن اندلاع حريق بمخيم “كوتوبالونغ” للاجئي الروهينجا في بنغلادش في 24-12-2024 (صورة: مواقع التواصل الاجتماعي)

وأعربت المنظمة الأممية، في بيان، عن حزنها العميق إزاء مصرع طفل جراء الحريق وعن تعازيها العميقة لأسرته، مضيفة أن المنظمة ستواصل العمل بشكل وثيق مع السلطات المحلية ووكالات الأمم المتحدة والشركاء لتلبية الاحتياجات الأساسية لأطفال الروهينجا وأسرهم وضمان سلامتهم وحمايتهم.

وصرح المسؤول بمشروع “Wash” المعني بالصحة والنظافة في بنغلادش، محمد عرفان، أن أسر اللاجئين الروهينجا في “كوكس بازار” تعيش في ملاجئ مكتظة للغاية ومصنعة من مواد قابلة للاشتعال حيث يضطرون للطهي بأسطوانات الغاز في ظروف غير آمنة.

وأضاف “لقد نجت هذه الأسر من الإبادة الجماعية وفقدت كل شيء بالفعل ويواجهون الآن مأساة أخرى، إنهم ليسوا مجرد إحصاءات بل آباء وأطفال وأجداد فقدوا منازلهم وذكرياتهم وأحبائهم، وهذا الحريق تذكير بالحاجة إلى بذل المزيد من الجهد ليس فقط في أعقاب هذه المآسي ولكن لمنع حدوثها على الإطلاق”.

تحقيقات في أسباب الحريق

من جانبه، أعلن مستشار وزارة الداخلية في بنغلادش “جهانغير علم شودري” أنه سيتم تشكيل لجنة تحقيق رفيعة المستوى مؤلفة من 5 إلى 11 عضواً للبحث في الأسباب التي أدت لوقوع الحريق.

لاجئ من الروهينجا خلال محاولات السيطرة على حريق مخيم "كوتوبالونغ" للاجئين في بنغلادش في 24-12-2024 (صورة: VOA)
لاجئ من الروهينجا خلال محاولات المتطوعين للسيطرة على حريق مخيم “كوتوبالونغ” للاجئين في بنغلادش في 24-12-2024 (صورة: VOA)

وأضاف المسؤول في تصريحات لشبكة “bdnews24” أن رجل إطفاء لقي مصرعه متأثراً بجراحه بعدما صدمته شاحنة أثناء عبوره الطريق لمحاولة توصيل خرطوم أثناء جهود إطفاء الحرائق التي استمرت لساعات.

ونشب الحريق، الثلاثاء، في الجناح رقم 1 من مخيم “كوتوبالونغ” بالقرب من مكتب مسؤول المخيم وامتد بسرعة كبيرة إلى مساحات واسعة، والتهم مآوي للروهينجا بالإضافة إلى مساجد ومراكز تعليمية ومكاتب لمنظمات إغاثية وعدد من المتاجر وخزانات المياه والمرافق العامة قبل أن يتم السيطرة عليه بجهود فرق الإطفاء والمتطوعين من الروهينجا.

ويتكرر وقوع الحرائق داخل مخيمات لاجئي الروهينجا في بنغلادش بسبب الكثافة السكانية المرتفعة واستخدام مواد بناء غير آمنة وقابلة للاشتعال، مما يسهم في سرعة انتشار الحرائق ويزيد من صعوبة السيطرة عليها من قبل اللاجئين المتطوعين وحتى من قبل السلطات المختصة.

 

شارك

آخر الأخبار

القائمة البريدية

بالضغط على زر الاشتراك، فإنك تؤكد أنك قد قرأت سياسة الخصوصية الخاصة بنا.