وكالة أنباء أراكان
أفاد نشطاء من الروهينجا، الأربعاء، بأن الحريق الهائل الذي نشب في مخيم “كوتوبالونغ” للاجئي الروهينجا في بنغلادش، أمس الثلاثاء، أسفر عن مصرع شخصين، أحدهما طفل، وإصابة 19 آخرين، بالإضافة إلى تدمير 813 مأوى، وفق حصيلة شبه نهائية.
وأوضح الناشط الروهينجي “آجاس خان” أن الحريق تسبب في تدمير 669 مأوى ومبنى، بينما تم هدم 114 مأوى آخر في إطار جهود الإطفاء لمنع انتشار الحريق بشكل أكبر داخل المخيم، ما أدى إلى تشريد الآلاف من أسر لاجئي الروهينجا القاطنين فيه.
ومن بين المباني المدمرة داخل المخيم الواقع في منطقة “كوكس بازار”، هناك خمسة مساجد، و21 مركزاً تعليمياً، وثلاثة مكاتب لمنظمات إغاثية، بالإضافة إلى عدد من المتاجر وخزانات المياه والمرافق العامة.
وقدرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) عدد المآوي المدمرة جراء الحريق في مخيم “كوتوبالونغ” بحوالي 800 مأوى، كما نقلت صحيفة “ذا ستار” البنغلادشية عن مسؤولين محليين أن نحو 3 آلاف من سكان المخيم فقدوا مأواهم، وتم نقلهم إلى مدارس أو مساكن أقاربهم للإقامة مؤقتاً.
وكان الناشط الروهنجي “رضوان” أوضح في تصريح لوكالة أنباء أراكان، الثلاثاء، أن الحريق اندلع في الجناح رقم 1 من مخيم “كوتوبالونغ”، بالقرب من مكتب مسؤول المخيم، وامتد بسرعة كبيرة إلى مساحات واسعة، وأسفر الحريق عن مصرع طفل يبلغ من العمر ثماني سنوات ورجل مسن يبلغ من العمر 60 عاماً.
ولم تُعلن السلطات البنغلادشية حتى الآن عن سبب اندلاع الحريق، إلا أن التحقيقات لا تزال جارية، وقد استمر الحريق قرابة ساعتين ونصف قبل أن تتمكن فرق الإطفاء والمتطوعون من الروهينجا من السيطرة عليه، ويرجح السكان أن يكون الحريق قد اندلع نتيجة “ماس كهربائي” أو انفجار أسطوانة غاز تُستخدم للطهي.
كما أكد “رضوان” في تصريح لوكالة أنباء أراكان أن حريقاً جديداً شب، صباح الأربعاء، في أحد مخيمات الروهينجا بمنطقة “كوكس بازار” ما أثار حالة من الذعر بين سكان المخيم، فيما يعمل المتطوعون من الروهينجا وفرق الإطفاء لاحتوائه، ولم ترد تقارير حتى الآن توضح حجم الخسائر أو ما إذا كان الحريق أسفر عن وقوع ضحايا.
وتتكرر الحرائق داخل مخيمات لاجئي الروهينجا في بنغلادش بسبب الكثافة السكانية المرتفعة واستخدام مواد بناء غير آمنة وقابلة للاشتعال، مما يسهم في سرعة انتشار الحرائق وصعوبة السيطرة عليها، وكان المخيم ذاته قد شهد حريقاً مماثلاً في وقت سابق من الشهر الجاري، تمكن اللاجئون من السيطرة عليه بجهود ذاتية.
وشهدت مخيمات الروهينجا في بنغلادش أكبر حريق في مارس من العام الماضي، الذي التهم أكثر من ألفي خيمة ومأوى، ما أدى إلى تشريد أكثر من 12,000 شخص، كما أودى حريق هائل، في مارس 2021، بحياة 15 شخصاً على الأقل وتسبب في فقدان 400 آخرين، إضافة إلى تشريد نحو 50 ألف شخص بعد أن التهمت النيران مساكنهم.
ويعيش أكثر من مليون لاجئ من الروهينجا في مخيمات منطقة “كوكس بازار” ببنغلادش، التي تُصنفها الأمم المتحدة كأكبر مخيم للاجئين في العالم، وجاء ذلك بعد فرارهم من ميانمار على مدار السنوات الماضية جراء حملة إبادة جماعية ممنهجة شنها جيش ميانمار ضدهم منذ عام 2017.
وتجددت موجات النزوح إلى بنغلادش منذ استئناف القتال بين جيش ميانمار وجيش أراكان (الانفصالي) في نوفمبر من العام الماضي، حيث يسعى الأخير لفرض سيطرته على ولاية أراكان، وقد أدى هذا الصراع إلى تفاقم معاناة الروهينجا، الذين يتعرضون للعنف والقتل والتجنيد القسري من كلا الجانبين.