وكالة أنباء أراكان
أثار قرار الحكومة المؤقتة في بنغلادش بالموافقة على إنشاء ممر إنساني لولاية أراكان غربي ميانمار، ردود فعل واسعة بين أعضاء المجتمع المدني المحلي والروهينجا في كوكس بازار، وسط تساؤلات بشأن جدوى القرار تزامناً مع عدم حل أزمة الروهينجا.
,في المقابل، دعا قادة الروهينجا، الحكومة المؤقتة إلى مطالبة الأمم المتحدة بإنشاء “منطقة آمنة” في ولاية أراكان بالتوازي مع الممر الإنساني.
وقال رئيس المجتمع المدني في كوكس بازار “أبو مرشد شودري خوكا”، إن جيش ميانمار، وجيش أراكان (الانفصالي)، كلاهما معاديان للروهينجا ونتيجة ممارساتهما فرّ مئات الآلاف من الروهينجا إلى بنغلادش.
وأضاف أن المجتمع المدني في كوكس بازار لن يعارض الممر الإنساني إذا ساهم في تسهيل العودة الطوعية للروهينجا، لكن إذا كان هناك أي مؤامرة خفية خلف هذا الممر فلن يقبله، وفقاً لما أعلنه موقع “دكا تريبيون”.
وأوضح رئيس منتدى مواطني كوكس بازار “هلال الدين”، أن هناك غموض بشأن الممر، ونرحب به لتقديم المساعدات الإنسانية لدعم إعادة الروهينجا، أما إذا كان يهدف إلى مساعدة جيش أراكان أو لتحقيق أغراض خفية فلن ندعمه على الإطلاق.
وأشار رئيس جمعية الروهينجا للسلام وحقوق الإنسان “محمد الزبير”، إلى أن قادة الروهينجا في كوكس بازار يرون ضرورة إنشاء منطقة آمنة تحت إشراف الأمم المتحدة في أراكان إلى جانب الممر الإنساني.
ولفت إلى أن هذه المنطقة الآمنة ستجعل من إعادة الروهينجا أمراً ممكناً، خاصة وأن مجلس ميانمار العسكري وجيش أراكان متورطان في اضطهادهم، ولن يكون للمساعدات عبر الممر أثر فعّال ما لم تكن هناك منطقة آمنة للعودة.
وأوضح “نور محمد”، عضو الجمعية ذاتها، أن إنشاء منطقة آمنة أكثر أهمية وإلحاحاً من إنشاء الممر الإنساني بحد ذاته، مؤكداً أنها ستكون نقطة تحول حاسمة في جهود إعادة الروهينجا ويجب تنفيذها دون تأخير.
ومع سيطرة جيش أراكان على معظم مناطق ولاية أراكان في ظل الصراع الدائر مع مجلس ميانمار العسكري، تتزايد المخاوف من مجاعة قد تضرب المنطقة في النصف الأول من العام الجاري، ونتيجة لذلك طلبت الأمم المتحدة من بنغلادش السماح بعبور المساعدات الإنسانية إلى أراكان عبر ممر إنساني، وهو ما وافقت عليه الحكومة البنغلادشية.
وكان مستشار الشؤون الخارجية في حكومة بنغلادش “محمد توحيد حسين”، أعلن موافقة الحكومة مبدئياً على اقتراح الأمم المتحدة بإنشاء ممر إنساني عبر بنغلادش لتوصيل المساعدات إلى ولاية أراكان غربي ميانمار التي تعاني من أزمة إنسانية كبرى.
وسبق أن ناقش الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، مع السلطات البنغالية، خلال زيارته إلى مخيمات الروهينجا منتصف مارس الماضي، إمكانية إنشاء ممر إنساني عبر بنغلادش، مؤكداً أن العودة الآمنة تتطلب وقف العنف وإيجاد حل عبر الحوار.
وفي وقت سابق، أكدت ميانمار بعد محادثات جرت مع بنغلادش، على هامش القمة السادسة لمبادرة خليج البنغال للتعاون الاقتصادي والتقني “بيمستيك”، أن 180 ألف لاجئ من الروهينجا الذين يعيشون في بنغلادش منذ فرارهم من وطنهم، مؤهلون للعودة، كجزء من قائمة تضم 800 ألف لاجئ قدمتها بنغلادش إلى ميانمار بين عامي 2018 و2020.
وأثار إعلان ميانمار شكوكاً وتساؤلات لدى اللاجئين الروهينجا باعتبارهم لا يزالون يتوجسون من المستقبل، ويتخوفون من أن يكون أشد فتكاً مما مرّوا به في الماضي.
وتستضيف بنغلادش أكثر من مليون لاجئ من الروهينجا في مخيمات “كوكس بازار”، التي تُصنفها الأمم المتحدة كأكبر مخيم للاجئين في العالم، ويعيش اللاجئون هناك في ظروف إنسانية صعبة منذ فرارهم من ميانمار عام 2017، بسبب حملة “الإبادة الجماعية” التي شنها جيش ميانمار ضدهم، كما تجددت موجات نزوحهم إلى بنغلادش منذ نشوب القتال في ولاية أراكان بين جيش ميانمار وجيش أراكان (الانفصالي) في نوفمبر 2023.