طلب “الجنائية الدولية” اعتقال قائد جيش ميانمار يعيد الأمل لقلوب الروهينجا

أطفال من الروهينجا يلعبون في أحد مخيمات اللاجئين في بنغلادش (صورة: The Conversation)
أطفال من الروهينجا يلعبون في أحد مخيمات اللاجئين في بنغلادش (صورة: The Conversation)
شارك

وكالة أنباء أراكان

عاد الأمل ينبض بقلوب الروهينجا مجدداً، وتواردت ردود الفعل المرحبة بتقديم المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان طلباً لإصدار مذكرة اعتقال بحق قائد جيش ميانمار “مين أونغ هلاينغ” على خلفية ارتكاب حرائم ضد الإنسانية بحق الروهينجا.

وبينما بقي الروهينجا لسنوات في الظل وفي آخر سلم اهتمامات المجتمع الدولي، عاد الطلب الذي قدمه كريم خان ليزرع الأمل في قلوب الروهينجا من لاجئين وناشطين بأن العدالة قد تتحقق ويتم محاسبة الجناة الذين استهدفوا الروهينجا بالاضطهاد والقتل وحرق الممتلكات وأعمال العنف الجنسي ضد النساء والفتيات.

وأبدى عدد من لاجئي الروهينجا في مخيمات اللجوء في بنغلادش ترحيبهم الكبير بالخطوة الأخيرة للمحكمة الجنائية الدولية، معربين عن أملهم في أن تكون بداية تحقيق العدالة لهم وعودتهم لوطنهم، وذلك في تصريحات لوكالة “أسوشيتد برس”.

وقال اللاجئ الروهنجي “شومشو علم”: “لقد اعتقدنا أن المحكمة الجنائية الدولية تخلت عن القضية التي مر وقت طويل منذ رفعها، ونحن كأكثر المجتمعات اضطهاداً في ميانمار لا نستطيع تعزية أنفسنا في ظل عدم تحقيق العدالة، لكن الآن تعمل المحكمة لتحقيق العدالة من أجلنا بعدما ارتكب الجيش فظائع بحقنا”.

كما قال اللاجئ الروهنجي محمد علم: “إن قائد جيش ميانمار الذي تسعى المحكمة الجنائية الدوليه لضبطه هو السبب الذي دفعنا للفرار إلى بنغلادش تاركين أراضينا لنعيش في مخيمات، ونأمل أن نتمكن من العودة لبلادنا فور القبض عليه”.

وصرحت رئيسة الجمعية الدولية لعلماء الإبادة الجماعية “ميلاني أوبراين” أن خطوة كريم خان مهمة جداً لتحقيق العدالة، إلا أنها أعربت عن أسفها من خلو طلب مذكرة الاعتقال من ذكر جرائم الإبادة الجماعية بحق الروهينجا الذين دفعوا عبر الحدود في ظل المجاعة والمرض ونقص الرعاية الصحية حتى للنساء اللائي حملن بأطفال جراء اغتصابهن.

ولفتت أوبراين إلى أن المحكمة قد تواجه تحديات لاحتجاز “مين أونغ هلاينغ” نظراً لأنه قد لا يخطو داخل أي من الدول الأطراف في المحكمة الجنائية الدولية مخافة التعرض للاعتقال.

كما قالت وزيرة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية المعارضة “زين مار أونغ”، في تصريح لوكالة “رويترز” إن طلب إصدار مذكرة اعتقال بحق زعيم جيش ميانمار يمثل لحظة فارقة في تاريخ البلاد، مضيفةً أنه يجب محاسبة “مين أونغ هلاينغ” بشكل كامل عن كل حياة دمرها وكل أسرة مزقها.

وفي السياق ذاته، أكد الباحث الروهنجي المقيم في بنغلادش محمد زبير إن جيش ميانمار بقيادة “مين أونغ هلاينغ” قتل الآلاف من الروهينحا وعرض أعداداً لا تحصى من النساء والفتيات لأعمال العنف الجنسي الشنيعة، وإنه يجب محاسبته باعتباره المرتكب الأول لهذه الفظائع.

كما طالب الباحث الروهنجي المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية باتخاذ خطوات حاسمة لضمان تحقيق العدالة من أجل الروهينجا والحول دون وقوع مثل تلك الجرائم بحقهم مجدداً.

وأعلن كريم خان، الأربعاء، تقديم مكتبه طلباً لإصدار مذكرة اعتقال بحق قائد جيش ميانمار “مين أونغ هلاينغ” على خلفية ارتكاب جرائم ضد الإنسانية بحق الروهينجا في ولاية أراكان غربي ميانمار عامي 2016 و2017، وما أعقبه من فرار جماعي لهم خارج البلاد، وقوبل الطلب بترحيب كبير من نشطاء روهنجيين بارزين الذين أكدوا، لوكالة أنباء أراكان، أن الخطوة يجب أن تردع جيش أراكان (الانفصالي) عن ارتكاب المزيد من الفظائع بحق الروهينجا.

وفي 25 أغسطس من عام 2017، شن جيش ميانمار حملة “إبادة جماعية” بحق أقلية الروهينجا المسلمة في ميانمار قتل خلالها ما لا يقل عن 10 آلاف شخص بينهم أطفال ونساء، فيما تم حرق قرى كاملة وتعرضت النساء لاعتداءات جنسية، ما دفع أكثر من مليون منهم للفرار نحو بنغلادش المجاورة حيث يعيشون في مخيمات مكتظة وسط ظروف معيشية صعبة.

 

 

 

شارك

آخر الأخبار

القائمة البريدية

بالضغط على زر الاشتراك، فإنك تؤكد أنك قد قرأت سياسة الخصوصية الخاصة بنا.