وكالة أنباء أراكان | خاص
أشاد عدد من نشطاء الروهينجا البارزين بإعلان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان التقدم بطلب لإصدار مذكرة اعتقال بحق زعيم جيش ميانمار “مين أونغ هلاينغ” على خلفية ارتكاب جرائم ضد الإنسانية بحق الروهينجا، مؤكدين أن ذلك يُعد بمثابة تحذير لجيش أراكان (الانفصالي) الذي يستمر في ارتكاب الفظائع بحق الروهينجا في ولاية أراكان غربي ميانمار.
وقال الناشط الروهنجي ناي سان لوين، المؤسس المشارك لتحالف الروهينجا الأحرار (FRC): “لقد تأخرت تلك الخطوة كثيراً فقد توقعنا حدوثها على مدار الخمس سنوات الماضية واليوم يمكننا الاحتفال بذلك، وفي غضون أسابيع قليلة ستصدر المذكرة من قبل المحكمة الجنائية الدولية”.
وأضاف سان لوين، في تصريح خاص لوكالة أنباء أراكان، الأربعاء، أن القرار من شأنه أن يجعل ميانمار سجناً مفتوحاً لزعيم جيش ميانمار “مين أونغ هلاينغ”، الذي سيصبح مهدداً بالاعتقال حال سفره إلى أي من الدول الموقعة على نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، كما أن الدول غير الأعضاء سيمكنها اعتقاله إذا رغبت بذلك.
وأردف ناي سان لوين: “لن يستطيع مين أونغ هلاينغ السفر إلى أي مكان، وسيضطر للتوسل من أجل الحصول على الحصانة من الدولة التي يريد زيارتها وسيمثل ذلك ضغطاً كبيراً عليه”.
ولفت الناشط البارز إلى أن جيش أراكان (الانفصالي) المسيطر على ولاية أراكان يرتكب الجرائم نفسها بحق الروهينجا لذا يجب محاسبته من قبل المحكمة الجنائية الدولية، كما أن طلب اعتقال “مين أونغ هلاينغ” يجب أن يكون بمثابة رسالة تحذيرية لجيش أراكان.
وتابع قائلاً: “نحن كنشطاء روهنجيين نعمل على تحقيق العدالة والمحاسبة من أجل الروهينجا يجب أن نحاول تقديم جيش أراكان للمحاسبة أمام المحكمة الجنائية الدولية”.
بدوره، قال الناشط الروهنجي تون خين، رئيس منظمة الروهينجا البورمية في المملكة المتحدة (BROUK)، أن خطوة المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية تعد تحذيراً لقادة جيش أراكان الذي يرتكب جرائم ضد الروهينجا في ولاية أراكان بشكل يومي ويحتجز قرابة 8 آلا ف روهنجي في سجونه.
وأكد تون خين، في تصريح خاص لوكالة أنباء أراكان، على ضرورة محاسبة جيش أراكان لأنه يرتكب الجرائم نفسها التي ارتكبها جيش ميانمار بحق الروهينجا، مشدداً أنه على المجتمع الدولي أن يتخذ خطوات جادة لوقف الجرائم المستمرة بحق الروهينجا.
ولم يخف تون خين في تصريحاته سعادته بالقرار الذي قال إنه “خطوة إيجابية جداً ولكنها تأخرت طويلاً إذ تعرض الروهينجا انتهاكات حقوق الإنسان والإبادة وجرائم ضد الإنسانية من قبل جيش ميانمار لفترة طويلة جداً”.
وأضاف قائلاً: “هذه الخطوة كان يجب أن تحدث قبل وقت طويل، لقد تجاهل المجتمع الدولي لعقود ما يحدث ضد الروهينجا في ميانمار”.
وكان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان أعلن، الأربعاء، التقدم بطلب لإصدار مذكرة اعتقال بحق قائد جيش ميانمار “مين أونغ هلاينغ” على خلفية ارتكاب جرائم ضد الإنسانية بحق الروهينجا في ولاية أراكان غربي ميانمار عامي 2016 و2017، وما أعقبه من فرار جماعي لهم خارج البلاد.
وفي 25 أغسطس من عام 2017، شن جيش ميانمار حملة “إبادة جماعية” بحق أقلية الروهينجا المسلمة في ميانمار قتل خلالها ما لا يقل عن 10 آلاف شخص بينهم أطفال ونساء، فيما تم حرق قرى كاملة وتعرضت النساء لاعتداءات جنسية، ما دفع أكثر من مليون منهم للفرار نحو بنغلادش المجاورة حيث يعيشون في مخيمات اللجوء المكدسة وسط ظروف معيشية صعبة.