وكالة أنباء أراكان | خاص
قبل عدة أيام اندلع حريق ضخم في مخيم “كوتوبالونغ” للاجئي الروهينجا في بنغلادش أودى بحياة شخصين وأصاب 19 آخرين والتهم ما يزيد عن 800 مأوى قبل أن تتم السيطرة عليه، وبعد أن باتت النار رماداً بدأت تتكشف المعاناة التي لا زال الروهينجا يعيشونها بعدما فقدوا كل شيء.
وأكد غير واحد من لاجئي الروهينجا ممن التقت بهم وكالة أنباء أراكان في قلب المخيم المحترق أنهم بالفعل فقدوا كل مقومات الحياة حتى أنه لم يتبق لهم شيء يبنوا به سقفاً ينامون تحته، فأحدهم لم ينج إلا بملابسه وآخر كان محظوظاً أن استطاع أن يجمع منها ثلاث قطع.

اتجهت أنظار الجميع نحو الحريق إلا أن القليل قدم المساعدة للمكلومين والمشردين ممن التهم الحريق مساكنهم، فتقول إحدى السيدات كبار السن في المخيم إن الجوع يفتك بالسكان لساعات وأن الوجبات الساخنة شحيحة جداً.
وقال اللاجئ الروهنجي نور حسين (59 عاماً) “لم أتلق أي مساعدة حتى الآن، دمر هذا الحريق كل ما لدي، لم أستطع إنقاذ أي شيء باستثناء أختي، هي كل ما لدي وأنا ممتن لأنني تمكنت من حمايتها”.
وأضاف “نحن الآن نعيش على الوجبات التي تقدمها المنظمة غير الحكومية، كل ما قدمته السلطات سابقاً ضاع واحترق وتحول إلى رماد”.
كما أكد اللاجئ محمد لوكالة أنباء أراكان أن كل ممتلكاته ضاعت جراء الحريق ولم ينج إلا بنفسه، وأنه بات بحاجة إلى كل ما يمكنه من البقاء على قيد الحياة وبناء حياة جديدة.
وتضيف اللاجئة الروهنجية “حليمة خاتو” إنها لم تكن في منزلها وقت الحريق ولم تتمكن من إنقاذ أي شيء، وباتت في حاجة إلى أقل الأشياء وأصغرها بعدما التهم الحريق بيتها، مشيرة إلى أنها باتت بحاجة حتى إلى الأواني وأسطوانة غاز الطهي.
وتحث السلطات والمنظمات الإنسانية على تعزيز التدابير الأمنية ورفع الوعي بين اللاجئين للحول دون وقوع المزيد من هذه الحوادث، وحل الأسباب الجذيه لها.
بداية الكارثة
نشب الحريق في الجناح رقم 1 من مخيم “كوتوبالونغ” في 25 من ديسمبر الجاري بالقرب من مكتب مسؤول المخيم، وامتد بسرعة كبيرة إلى مساحات واسعة، وأسفر عن مصرع طفل يبلغ من العمر ثماني سنوات ورجل مسن يبلغ من العمر 60 عاماً، ولا زالت ذكرى الحادث لا تفارق أذهان ذوي الضحايا.

وفي أعقاب الحريق، أعلن عدد من المنظمات الحكومية والإغاثية في بنغلادش بدء العمل لتقديم المساعدات إلى المشردين جراء الحريق والذين يقدر عددهم بأكثر من ثلاثة آلاف شخص وإعادة تأهيل المخيم، فيما دعا نشطاء إلى أن يتم التركيز على بذل المزيد من الجهد لمنع حدوث هذه المآسي على الإطلاق.
ومن جانبها، أعلنت السلطات في بنغلادش اعتزامها تشكيل لجنة تحقيق للوقوف على أسباب الحريق الذي استمر لأكثر من ساعتين ونصف قبل أن تتم السيطرة عليه بجهود رجال الإطفاء والمتطوعين من الروهينجا الذين اضطروا لهدم عشرات المآوي لوقف تقدم النيران.
وتتكرر الحرائق داخل مخيمات لاجئي الروهينجا في بنغلادش بسبب الكثافة السكانية المرتفعة واستخدام مواد بناء غير آمنة وقابلة للاشتعال، مما يسهم في سرعة انتشار الحرائق وصعوبة السيطرة عليها.
ويعيش أكثر من مليون لاجئ من الروهينجا في مخيمات منطقة “كوكس بازار” ببنغلادش، التي تُصنفها الأمم المتحدة كأكبر مخيم للاجئين في العالم، وذلك بعد فرارهم من ميانمار على مدار السنوات الماضية جراء حملة إبادة جماعية ممنهجة شنها جيش ميانمار ضدهم منذ عام 2017، فيما لا زالت موجات النزوح مستمرة جراء الصراع بين جيش ميانمار وجيش أراكان (الانفصالي).