وكالة أنباء أراكان
تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الأربعاء قراراً يدعو لعقد مؤتمر رفيع المستوى بشأن أزمة الروهينجا في أقرب وقت من العام المقبل وذلك بهدف التوصل إلى حلول مستدامة للأزمة.
وقررت الأمم المتحدة عقد مؤتمر رفيع المستوى بمشاركة كافة الأطراف لتناول أوضاع أقلية الروهينجا المسلمة لوضع خطة شاملة ومبتكرة وملموسة ومحددة زمنياً للتوصل لحل مستدام للأزمة يشمل العودة الطوعية والآمنة والكريمة لمسلمي الروهينجا إلى ميانمار.
وذكرت صحيفة “دكا تريبيون” البنغالية أن القرار ألقى الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان الخطيرة بحق الروهينجا في ميانمار ومنها القتل وتدمير وحرق المنازل وإعاقة وصول المساعدات الإنسانية والتجنيد القسري للمدنيين خصوصاً مسلمي الروهينجا والأطفال، كما أكد دعم محاسبة الجناة وتقديمهم إلى العدالة.
وقدم مشروع القرار كل من منظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأوروبي بعنوان “أوضاع حقوق الإنسان لأقلية الروهينجا المسلمة وغيرها من الأقليات في ميانمار”، وتم الموافقة عليه بموافقة 106 دولة ما يشير إلى الدعم الدولي الكبير للقضية.
وأبرز القرار أيضاً أهمية دور ومبادرات رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) كمنظمة إقليمية في الوفاء بنقاط الإجماع الخمس التي تم التوصل إليها لحل أزمة ميانمار.
وقال السفير محمد عبد المحيط ممثل بنغلادش لدى الأمم المتحدة إن اعتماد القرار بالإجماع هو خطوة مهمة إلى الأمام ويدل على الالتزام القوي من جانب المجتمع الدولي نحو إيجاد حل دائم للأزمة.
كما حث عبد المحيط المجتمع الدولي على اتخاذ الإجراءات اللازمة لتهيئة الظروف لعودة مسلمي الروهينجا، وأبرز أهمية توفر التمويل الكافي لتقديم الدعم الإنساني لهم خلال انتظارهم العودة إلى ميانمار.
وكان الدكتور خليل الرحمن المندوب السامي لمعالجة قضايا الروهينجا والمسائل ذات الأولوية في بنغلادش أكد أن ضمان العودة الآمنة والكريمة للاجئي الروهينجا إلى وطنهم هو هدف ذو أولوية كبرى، مشيرا إلى أن قرار الأمم المتحدة سيخلق فرصة عظيمة لتسليط الضوء على قضية الروهينجا.
وكان رئيس وزرءا بنغلادش المؤقت محمد يونس دعا لإقامة المؤتمر خلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 79 في سبتمبر الماضي، وكرر دعواته خلال لقاءاته بمسؤولين غربيين على مدار الشهور الماضية.
واضطر أكثر من مليون روهنجي للفرار من ميانمار خلال السنوات الماضية تحت وطأة العنف والاضطهاد الواقع عليهم من قوات المجلس العسكري والجماعات المسلحة على حدٍ سواء، ويعيش أكثر من مليون منهم بمخيمات منطقة “كوكس بازار” في بنغلادش، كما يخوض آخرون رحلات بحرية خطرة في محاولة للوصول إلى دول أخرى هرباً من الظروف المعيشية الصعبة في المخيمات.