وكالة أنباء أراكان
أعربت منظمة “أطباء بلا حدود” عن قلقها البالغ إزاء التخفيض المخطط في الحصص الغذائية المقدمة إلى لاجئي الروهينجا في بنغلادش عبر برنامج الأغذية العالمي، مؤكدةً أنه من غير المقبول منع المساعدات عن مجتمع أُبقي معتمداً عليها بشكل كامل.
وقالت المنظمة عبر موقعها الرسمي إن خفض المساعدات من شأنه مفاقمة أزمة أكثر من مليون روهنجي يعيشون بلا وطن ودون حق في العمل وليس لديهم وسيلة لإعانة أنفسهم، إضافةً إلى تغذية حالة اليأس المتفشية بالفعل في المخيمات.
ولفتت “نعلم ما يعنيه اليأس والحاجة للبقاء على قيد الحياة، وما يؤدي إليه داخل المخيمات المغلقة فيما يتعلق بالعنف والتعرض للاستغلال خاصة للنساء والأطفال، وقد قال لنا العديد من اللاجئين إنهم خائفون من تحول أوضاعهم إلى الأسوأ”.
وأكدت المنظمة أن الأطفال الصغار سيكونون أكثر عرضة لمخاطر اضطرابات النمو بسبب نقص الغذاء والأمراض الناجمة عن سوء التغذية، فيما رجحت أن يضطر البالغون ممن يرعون أطفالاً أو مسنين إلى اللجوء لآليات تكيف سلبية تشمل تقليص طعامهم لإطعام أسرهم أو حتى ممارسة أنشطة استغلالية للحصول على الدخل.
ودعت “أطباء بلا حدود” الجهات المانحة إلى التعهد بتمويل طارئ بحلول أبريل المقبل لتأمين حصص غذائية أساسية للاجئين، كما حثت الحكومات على تكثيف المساعدات الإنسانية قصيرة الأجل لتلبية الاحتياجات الأساسية، وطالبت الوكالات الدولية بالتعاون مع وكالات الأمن الغذائي والتغذية لضمان توفير الموارد بسرعة وشفافية.
وتابعت “نعلم أن حشد هذه الموارد سيكون اليوم أصعب من أي وقت مضى، ولكن لا بد من إيجاد حل لأن حجب المساعدات الإنسانية عن مجتمع أُبقي معتمدًا عليها عمدًا هو أمر غير مقبول”.
وكان برنامج الأغذية العالمي أعلن اعتزامه خفض قيمة المساعدات المقدمة للروهينجا في بنغلادش من 12.5 دولاراً أمريكياً إلى 6دولارات فقط بدءاً من أبريل المقبل، وهو ما حذرت منه عدد من المنظمات الدولية الإغاثية، وقال روهنجيون لوكالة أنباء أراكان إنه بمثابة حكم عليهم بالموت جوعاً، إذ لا يكفي المبلغ لتوفير طعام متوازن لشخص واحد لمدة أسبوع واحد فقط.
في عام 2023، اضطر برنامج الأغذية العالمي على خفض الحصص الغذائية من 12 دولاراً أمريكياً إلى 8 دولارات للشخص الواحد شهريًا، مما أدى إلى انخفاض حاد في استهلاك الغذاء ووصول مستويات سوء التغذية بين الأطفال إلى 15% وهو المستوى الأسوأ منذ عام 2017، وتم زيادة الدعم مجدداً في أغسطس 2024 بعد تلقي التمويل اللازم.
ويعيش في بنغلادش أكثر من مليون من لاجئي الروهينجا الفارين من العنف والاضطهاد في ميانمار جراء تعرضهم لحملة إبادة جماعية من قبل جيش ميانمار في عام 2017، ويعيشون في خيام مكدسة وظروف معيشية صعبة بمنطقة “كوكس بازار” التي تصفها الأمم المتحدة بأنها أكبر مخيم للاجئين في العالم.
