أعلن برنامج الغذاء العالمي، في 5 يونيو 2023، أن قيمة الحصص الغذائية الشهرية للاجئين الروهينجا في بنغلادش ستُخفض إلى 8 دولارات فقط للشخص الواحد، من 10 دولارات شهرياً كانوا يتلقونها في وقت سابق من هذا العام.
ويرجع هذا الخفض إلى عجز كبير في التمويل قدره 56 مليون دولار، مما جعل من الصعب على برنامج الغذاء العالمي الاستمرار في تقديم مساعدات غذائية كافية.
ويعتمد ما يقرب من مليون لاجئ من الروهينجا يعيشون في كوكس بازار، أكبر مخيم للاجئين في العالم، على هذه المساعدات بالكامل لأنهم غير مسموح لهم بالعمل في بنغلادش.
وتشعر المنظمات الإنسانية ومسؤولو الأمم المتحدة بقلق عميق إزاء تأثير هذه التخفيضات، إذ كان العديد من الروهينجا يعانون بالفعل من سوء التغذية، مع ارتفاع معدلات الأطفال الذين يعانون من التقزم وفقر الدم.
ومن المتوقع أن تؤدي التخفيضات الجديدة إلى تفاقم هذه المشاكل، مما يؤدي إلى المزيد من حالات سوء التغذية وربما زيادة خطر الوفاة بين الفئات الأكثر ضعفاً، بما في ذلك الأطفال وكبار السن.
وقبل التخفيض الأخير، كانت معدلات سوء التغذية بين الروهينجا مرتفعة بالفعل، حيث لم تستهلك 45٪ من الأسر نظامًا غذائيًا كافيًا وكان أكثر من 40٪ من الأطفال يعانون من التقزم.
وبهذا هذا التخفيض يعني أن كل لاجئ يجب أن يعيش الآن على 27 سنتًا فقط من الطعام يوميًا، وهو أقل بكثير مما هو مطلوب لنظام غذائي صحي.
وقال الخبراء: “في غضون ثلاثة أشهر، شهد لاجئو الروهينجا خفض حصصهم الغذائية بمقدار الثلث، مما أدى إلى تآكل صحة وأمن السكان الذين يعانون بالفعل من صدمة شديدة وحرمان”.
وقالوا: “سيكون التأثير على الروهينجا شديدًا وطويل الأمد، مما يعيق نمو الأطفال ويضعف آمال الأجيال القادمة، وستتحمل الفئات السكانية الضعيفة، بما في ذلك النساء الحوامل والمرضعات والفتيات المراهقات والأطفال دون سن الخامسة، العبء الأكبر من التخفيضات وسيتعرضون لمزيد من الاستغلال والإساءة”.
وقد تسبب إعصار موكا، الذي ضرب غرب ميانمار في 14 مايو/أيار، في إتلاف أو تدمير ملاجئ ما يقرب من 40 ألف لاجئ من الروهينجا في بنغلادش، مما أدى إلى تفاقم المعاناة وإضافة احتياجات الميزانية.
وقال الخبراء: “إن الفشل في توفير مستويات مستدامة من الغذاء لأسر الروهينجا في بنغلادش هو وصمة عار على ضمير المجتمع الدولي، إنهم في بنغلادش ليس باختيارهم، ولكن بسبب الهجمات الإبادة الجماعية التي يشنها الجيش في ميانمار”.
وهناك مخاوف أيضا من أن يؤدي الوضع إلى المزيد من عدم الاستقرار في المنطقة، وقد يشعر بعض اللاجئين باليأس لدرجة أنهم يحاولون الفرار من المخيمات، وربما يقعون في أيدي تجار البشر أو يخاطرون برحلات بحرية خطيرة، وقد حث المجتمع الدولي على توفير المزيد من التمويل لمنع تفاقم الأزمة الإنسانية، ولكن حتى الآن، لم تنجح الجهود المبذولة لجمع الأموال اللازمة.
ويسلط هذا الوضع الضوء على المعاناة المستمرة التي يواجهها شعب الروهينجا، الذين لا يزالون يواجهون تحديات شديدة بعد فرارهم من العنف في ميانمار، وبدون تقديم مساعدات فورية، قد يصبح وضعهم في بنغلادش أكثر خطورة.
ويأتي هذا التخفيض بعد تخفيض سابق جرى في مارس 2023، حينما جرى التخفيض من 12 دولارًا أمريكيًا شهريًا إلى 10 دولارات شهريًا، ما أثر ذلك بشكل مباشر على نحو مليون لاجئ من الروهينجا في بنغلادش، وفقًا لخبراء مستقلين من الأمم المتحدة.