وكالة أنباء أراكان
حثت منظمة “أطباء بلا حدود” الإغاثية الدولية السلطات في بنغلادش على ضمان وصول الدعم والرعاية والحماية لكافة لاجئي الروهينجا في البلاد بشكل فوري ودون عوائق.
وأشارت المنظمة في تقرير لها، أمس الثلاثاء، إلى أن صعوبة تسجيل لاجئي الروهينجا الجدد لا يجب أن تمثل عائقاً أمام توفير الرعاية الفورية لهم، مؤكدة أن النقص الشديد في الإمدادات أعاق بشكل كبير إيصال الخدمات، مما أثر بصورة بالغة على اللاجئين الجدد.
وأضافت “أطباء بلا حدود” أن الحصول على الطعام يشكل أزمة حقيقية داخل مخيمات لاجئي الروهينجا في منطقة “كوكس بازار” ببنغلادش، وأنها رصدت منذ يوليو/ تموز الماضي زيادة في عدد الأطفال دون سن الخامسة الذين يعانون من سوء التغذية المتوسط والحاد.
وأوضحت المنظمة أن لاجئي الروهينجا الذين يتوافدون على بنغلادش باستمرار جراء تصاعد العنف في ميانمار يواجهون تحديات صعبة، منها التكدس الشديد بالمخيمات، ونقص الخدمات الأساسية، وتدهور الأوضاع الصحية النفسية والجسدية.
صدمات الناجين
كما أكدت المنظمة أن المصاعب التي واجهها لاجئو الروهينجا الواصلون حديثاً أثرت على صحتهم النفسية، حيث رصدت فرقها انتشار أعراض الضغط والقلق والاكتئاب بينهم، مشيرة إلى أن نقص الخدمات فاقم من تدهور أوضاعهم النفسية والجسدية.
وأضافت المنظمة أن فرقها تعالج مصابين من الروهينجا في المخيمات يعانون من إصابات ناجمة عن طلقات نارية وقذائف، فضلاً عن الأعراض النفسية.
ونقل اللاجئون الواصلون إلى بنغلادش لفرق المنظمة أنهم مروا برحلة مروعة شهدوا خلالها موت أحبائهم أمام أعينهم، واضطروا لبيع ممتلكاتهم والاستدانة لتغطية نفقات الرحلة الخطرة.
وقالت أورلا مرفي، ممثلة المنظمة في بنغلادش: إن “لاجئي الروهينجا يخشون طلب المساعدة خوفاً من الاستغلال أو التعرض للإجبار على العودة إلى ميانمار”.
كما أوضحت المنظمة نقلاً عن اللاجئين أنهم لا يستطيعون الحصول على مأوى أو مياه نظيفة، أو التمتع بالنظافة أو الحماية من الانتهاكات والاستغلال، خصوصاً الأطفال والنساء.
ووصل الآلاف من لاجئي الروهينجا إلى بنغلادش خلال الأشهر الأخيرة، فيما أُجبر آخرون على العودة قسراً إلى ميانمار أو تم احتجازهم أثناء محاولتهم الفرار من الأوضاع هناك، وكشف تقرير حقوقي حديث أن حرس الحدود في بنغلادش يعمل على إعادة لاجئي الروهينجا الفارين من ميانمار قسراً إلى هناك.
وأكدت المنظمة ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لتمكين اللاجئين الواصلين حديثاً من الحصول على الخدمات الأساسية مثل الغذاء والماء والمأوى والرعاية الصحية والتعليم والحماية.
وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، دعت منظمة “هيومن رايتس ووتش” بنغلادش لتوفير الحماية والمساعدة للاجئي الروهينجا، مشيرة إلى تسجيل حالات صد فيها حرس حدود بنغلادش آلاف الروهينجا منذ أغسطس 2024، وضبط العشرات وأعاد أعداداً أخرى منهم قسراً إلى ميانمار، وفق ما قالوا حينها إنه “أوامر من السلطات”.
وفرّت أعداد كبيرة من الروهينجا من ميانمار بسبب حملة العنف والإبادة الجماعية التي استهدفهم بها جيش ميانمار منذ عام 2017، فضلاً عن اضطهادهم وقتلهم من قبل الجماعات المسلحة المعارضة له في ولاية أراكان، ويعيش أكثر من مليون لاجئ من الروهينجا في مخيمات مكتظة بمنطقة “كوكس بازار” في بنغلادش، التي تصفها الأمم المتحدة بأنها تضم أكبر مخيم للاجئين في العالم.