وكالة أنباء أراكان
قال رئيس الحكومة المؤقتة في بنغلادش محمد يونس، الأربعاء، إن عدد لاجئي الروهينجا الوافدين إلى بلاده هرباً من الصراع بولاية أراكان غربي ميانمار منذ نوفمبر 2023 قد تجاوز 100 ألف شخص.
وأكد يونس، خلال تصريحات في حلقة نقاشية بشأن الروهينجا في قطر، أن الأوضاع في ولاية أراكان تشهد تغيرات جذرية وتطورات خطيرة، وأنه اعتباراً من فبراير الماضي، بلغ عدد النازحين داخلياً في الولاية جراء القتال 538 ألفاً و876 شخصاً، بينهم 152 ألفاً و71 من الروهينجا المحرومين من الجنسية يعيشون في 21 مخيماً وثلاث قرى.
وأشار إلى أن جيش أراكان يسيطر الآن على الحدود بين بنغلادش وميانمار، والتي يبلغ طولها 271 كيلومتراً، وعلى 14 بلدة من أصل 17 بلدة في ولاية أراكان”، وذلك حسبما نقلت وكالة أنباء بنغلادش (BSS).
وأضاف كبير المستشارين في بنغلادش أن الآونة الأخيرة شهدت أيضاً نزوح 386 ألفاً و805 أشخاص، معظمهم من الراخين، عبر 1219 موقعاً مختلفاً في المنطقة، ما أكد أنه يعكس حجم الأزمة الإنسانية المستمرة في ولاية أراكان.
وأوضح يونس إلى أن العام الجاري، وتحديداً منذ شهر فبراير الماضي، لجأ 909 من أفراد الأمن في ميانمار إلى بنغلادش بشكل طوعي إثر تعرضهم لهجمات من قبل جيش أراكان (الانفصالي) المسيطر على غالب أنحاء ولاية أراكان، مضيفاً أنه تم إعادة 875 منهم إلى ميانمار مرة أخرى، فيما سيُعاد 34 منهم قريباً،
وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أفادت في أغسطس الماضي أن تصاعد الصراع في ولاية أراكان في نوفمبر 2023 قد أدى إلى نزوح قرابة 327 ألف شخص في ولاية أراكان وبلدة “باليتوا” في ولاية “تشين”، ما رفع إجمالي النازحين داخلياً في ولاية أراكان إلى أكثر من نصف مليون شخص.
من جهة ثانية، أعرب يونس عن قلقه البالغ إزاء انخفاض التمويل الدولي للروهينجا، وأضاف أن بلاده ستنظم مؤتمراً رفيع المستوى حول وضع مسلمي الروهينجا والأقليات الأخرى في ميانمار برعاية الأمم المتحدة، وقد ينعقد في سبتمبر المقبل في نيويورك، لافتاً إلى أن بنغلادش تتوقع مشاركة سياسية رفيعة المستوى وتعاوناً من قطر في المؤتمر.
وشارك يونس، الثلاثاء، في فعاليات قمة “إرثنا” في العاصمة القطرية الدوحة، والتي دعا خلالها قطر لاستغلال تأثيرها لدعم عودة الروهينجا، والانخراط مع دول منظمة التعاون الإسلامي لجمع التمويل لدعم قضيتهم، كما أكد خلال مشاركته في القمة ضرورة ألا يتجاهل العالم أزمة الروهينجا وفلسطين، وأهمية تحقيق العدالة واحترام حقوق الإنسان.
وتشهد بنغلادش تدفقاً كبيراً للاجئي الروهينجا، إذ تستضيف أكثر من مليون منهم فروا إليها بعدما شن جيش ميانمار حملة “إبادة جماعية” ضدهم في عام 2017، كما فرت أعداد أخرى بعدما أطلق جيش أراكان حملة عسكرية في نوفمبر 2023 للسيطرة على الولاية، ويعتقد أن الأعداد الحقيقية لهم أكبر بكثير من المسجل لدى السلطات الرسمية في بنغلادش.