وكالة أنباء أراكان
أعلنت السلطات الماليزية، الأربعاء، تكثيف دوريات الأمن البحري على سواحل البلاد بهدف منع وصول المزيد من قوارب لاجئي الروهينجا التي تحاول الاقتراب من السواحل، وذلك بالتعاون مع السلطات في تايلاند.
وقال المسؤول البارز بالشرطة البحرية في ماليزيا “ميركير عبد الرسول” إن ماليزيا تمكنت من عرقلة نزول لاجئي على شواطئ وجزر البلاد عبر الدوريات المشتركة وتبادل المعلومات الاستخبارية مع السلطات التايلاندية، مشيراً إلى أن ماليزيا تعد إحدى أبرز الوجهات التي تقصدها قوارب الروهينجا، والتي عادةً ما تمر بتايلاند قبل التوجه لشواطئ ماليزيا.
وأكد المسؤول أن الشرطة البحرية الماليزية في حالة تأهب قصوى وملتزمة بإبعاد أي قوارب قبل وصولها إلى اليابسة، وأضاف أن جهود بلاده الأمنية أدت إلى “صعوبة دخول لاجئي الروهينجا إلى ماليزيا، ما دفعهم إلى تحويل مسارهم ومحاولاتهم رسوهم إلى إندونيسيا”، وذلك حسبما أوردت صحيفة “نيو ستريتس تايمز” الماليزية.
وأوضح عبد الرسول أنه رغم انخفاض محاولات وصول قوارب الروهينجا لسواحل البلاد خلال الآونة الأخيرة “إلا أن التهديد لا يزال قائماً، ونظل متيقظين لاحتمال حدوث محاولات جديدة، ولهذا نستمر في مشاركة المعلومات الاستخبارية والتنسيق مع شركائنا في تايلاند”.
وتعد ماليزيا وإندونيسيا وتايلاند من أبرز الوجهات التي تقصدها قوارب الروهينجا الفارين من مخيمات بنغلادش بحثاً عن حياة أفضل خارج مخيمات اللجوء المكدسة التي يشح فيها العمل والرعاية الطبية والتعليم، ويعيش فيها اللاجئون في فقر مدقع مهددين بانعدام الأمن وحوادث الخطف والعنف.
كما تنطلق قوارب الروهينجا من ولاية أراكان غربي ميانمار -موطن الروهينجا- بالتعاون بين مهربي البشر وجيش أراكان (الانفصالي) المسيطر على الولاية، والذي يتقاضى مبالغ مالية من الروهينجا مقابل السماح لهم بالفرار وعبور الحدود نحو بنغلادش أو الانطلاق في قوارب متوجهة إلى ماليزيا ودول أخرى، حيث يسعى الروهينجا للفرار من الصراع في الولاية وانتهاكات جيش أراكان بحقهم.
وشهد يناير الماضي احتجاز السلطات في ماليزيا 196 لاجئاً من الروهينجا وصلوا سواحلها على متن قارب، قبل أن ترفض استقبال قاربين آخرين على متنهما 264 لاجئاً وتعيدهما إلى البحر مرة أخرى، ما اضطرهما إلى التوجه نحو إندونيسيا، وفي ظل استمرار محاولات قوارب الروهينجا الانطلاق نحو ماليزيا، أعلنت بنغلادش خلال أبريل الجاري احتجاز 214 روهنجياً قبل توجههم في قارب إلى ماليزيا.
ومنذ بداية العام الجاري استمرت قوارب الروهينجا في الوصول لمختلف الدول، حيث استقبلت تايلاند في يناير الماضي قارباً يحمل 42 لاجئاً من الروهينجا واحتجزت من كانوا على متنه، وفي نهاية ديسمبر الماضي، أعلنت سريلانكا احتجاز 115 لاجئاً من الروهينجا وصلوا على متن أحد القوارب، وأعلنت في يناير دراسة ترحيلهم لميانمار ما أثار موجة استهجان محلي واسعة.