وكالة أنباء أراكان
قررت منظمة الهجرة الدولية وقف المساعدات المالية والرعاية الطبية المقدمة إلى لاجئي الروهينجا في مدينة “بيكانبارو” عاصمة إقليم “رياو” الإندونيسي.
وقالت المنظمة في بيان وزعته على لاجئي الروهينجا في مخيمات “بيكانبارو” إنها قررت وقف الدعم الأساسي الذي تقدمه إلى 925 لاجئاً روهنجياً، ويشمل الرعاية الصحية والمساعدات المالية وغيرها من أشكال الدعم الأساسي بدءًا من غد، الأربعاء.
وعزت المنظمة قرارها إلى نقص الموارد، إلا أنها أكدت في بيانها أنها تظل ملتزمة بالاستمرار في تقديم الدعم المالي والصحي إلى الأسر الأكثر حاجة، كما أكدت أنها ستتعاون مع قوة العمل المحلية المعنية باللاجئين لتقديم أفضل شكل ممكن من الخدمات للاجئي الروهينجا.
وكانت المنظمة الدولية للهجرة أقدمت خلال الشهور الماضية على تقليل المساعدات المالية المخصصة للروهينجا في إندونيسيا من مليون و250 ألف روبية إندونيسية (79 دولاراً) إلى مليون و50 ألف روبية فقط (66 دولاراً)، في حين رفعت المساعدات المالية المقدمة إلى لاجئي أفغانستان من مليون و250 ألف روبية إندونيسية (79 دولاراً) إلى مليون و550 روبية (98 دولاراً)، كما طالبت أعداد من الروهينجا بمغادرة ملاجئ تابعة لها في إندونيسيا.
وأفاد عدد من لاجئي الروهينجا أن خفض المساعدات المالية وحرمانهم من السكن الذي اعتادت المنظمة توفيره لهم أثر على حياتهم بشكل بالغ، وبات بمثابة حكم بالموت البطيء عليهم بعدما أصبحت مواردهم المالية لا تكفي السكن والغذاء والاحتياجات الأساسية.
كما لفت تقرير حديث إلى تدهور الأوضاع المعيشية للاجئي الروهينجا في مخيمات إندونيسيا في ظل تناقص التمويل الدولي، وخاصة في مخيمات “بيكانبارو” مقارنة بالأوضاع المعيشية للاجئي الروهينجا المستقرين منذ فترة في ملاجئ إقليم “آتشيه” الإندونيسي، وتنامي المشاعر السلبية الشعبية تجاههم، وتكرار حوادث منع قواربهم من الرسو بشواطئ البلاد.
وكانت السلطات المحلية في “بيكانبارو” اقترحت في يناير الماضي نقل لاجئي الروهينجا بالمدينة إلى مقاطعة “رومباي” الغربية بسبب الظروف المعيشية شديدة السوء التي يعيشها اللاجئون ووجودهم في منطقة غير مناسبة قريبة من تجمعات السكان، مضيفةً أنها أخطرت المنظمة الدولية للهجرة بالخطة بانتظار موافقتها.
وتُعد إندونيسيا من الوجهات الرئيسية للاجئي الروهينجا الفارين من العنف والاضطهاد في ميانمار، إذ يستمر وصول القوارب التي تحمل أعداد منهم، وشهد العام الجاري وصول قارب لسواحل إقليم “آتشيه” وعلى متنه قرابة 70 لاجئاً من الروهينجا، إضافةً إلى وصول 264 لاجئاً من الروهينجا على متن قاربين بعدما رفضت ماليزيا استقبالهما، ولا تعد إندونيسيا بين الدول الموقعة على اتفاقية الأمم المتحدة للاجئين وتقول إنه لا يمكن إرغامها على استقبال اللاجئين من ميانمار، وتدعو بدلاً من ذلك الدول المجاورة إلى تقاسم العبء وإعادة توطين الروهينجا الذين يصلون إلى شواطئها.
ويخوض لاجئو الروهينجا رحلات بحرية خطرة تودي بحياة عددٍ منهم، أملاً في الوصول إلى ماليزيا أو إندونيسيا باحثين عن الأمان، بعدما فروا من الاضطهاد والعنف في ميانمار، لا سيما بعد حملة “الإبادة الجماعية” عام 2017، و كذلك هرباً من الأحوال المعيشية الصعبة في مخيمات اللجوء ببنغلادش التي تستضيف قرابة مليون منهم.
