تقرير يكشف تدهور أوضاع لاجئي الروهينجا في إندونيسيا

أعداد من لاجئي الروهينجا في مخيم بإقليم "آتشيه" الإندونيسي (صورة: New Mandala)
أعداد من لاجئي الروهينجا في مخيم بإقليم "آتشيه" الإندونيسي (صورة: New Mandala)
شارك

وكالة أنباء أراكان

أشار تقرير حديث إلى تدهور الأوضاع المعيشية للاجئي الروهينجا في مخيمات إندونيسيا في ظل تناقص التمويل الدولي، وتنامي المشاعر السلبية الشعبية تجاههم، وتكرار حوادث منع قواربهم من الرسو بشواطئ البلاد.

وذكر موقع “نيو ماندالا” الأسترالي المعني بالشؤون الآسيوية إنه مع استمرار تدفق لاجئي الروهينجا لإندونيسيا على متن القوارب القادمة من ميانمار وبنغلادش، فإن أوضاعهم تستمر في التدهور.

وأوضح التقرير أن أوضاع الروهينجا تعد “انتكاسة واضحة” لكيفية التعامل مع اللاجئين في إندونيسيا في الماضي، مشيراً إلى أنه في حين يسمح لأطفال اللاجئين في بعض مدن البلاد بالالتحاق بالمدرسة والتدريب المهني، لا يسمح لأطفال الروهينجا بذلك.

كما صرح الناشط الروهنجي حميد الحق لوكالة أنباء أراكان أن منظمة الهجرة الدولية أقدمت مؤخراً على تقليل المساعدات المالية المخصصة للروهينجا في إندونيسيا من مليون و250 ألف روبية إندونيسية (79 دولاراً) إلى مليون و50 ألف روبية فقط (66 دولاراً)، في حين رفعت المساعدات المالية المقدمة إلى لاجئي أفغانستان من مليون و250 ألف روبية إندونيسية (79 دولاراً) إلى مليون و550 روبية (98 دولاراً).

وأكد الناشط المقيم في إندونيسيا أن لاجئي الروهينجا يتعرضون للتمييز ضدهم بصورة لا يعاني منها اللاجئون من بلدان أخرى.

وجهة جديدة بظروف أسوأ

ولفت التقرير إلى أن الأوضاع المعيشية لبعض الروهينجا الذين انتقلوا مؤخراً إلى مدينة “بيكانبارو” عاصمة إقليم “رياو” تعد شديدة السوء مقارنة بالأوضاع المعيشية للاجئي الروهينجا المستقرين منذ فترة في ملاجئ إقليم “آتشيه” الإندونيسي.

مخيم للاجئي الروهينجا في مدينة "بيكانبارو" في إندونيسيا (صورة: New Mandala)
مخيم للاجئي الروهينجا في مدينة “بيكانبارو” في إندونيسيا (صورة: New Mandala)

وتابع أن قرابة 600 لاجئ روهنجي في المخيمات الجديدة بإقليم “رياو” يعانون بشدة جراء الاكتظاظ وسوء خدمات النظافة، مشيراً إلى أنه من غير المحتمل أن توقف تلك الأوضاع السيئة تدفق اللاجئين الفارين سواء من الصراع المسلح في ولاية أراكان غربي ميانمار أو من تزايد العنف والاختطاف والتجنيد القسري في مخيمات “كوكس بازار” في بنغلادش.

وأوضح تقرير “نيو ماندالا” أنه مع افتقار إقليمي “آتشيه” و”رياو” للموارد اللازمة لتغطية تكاليف إعالة اللاجئين على المدى البعيد، فإن الحكومة المركزية تنتهج سياسة عدم التدخل وترك الرعاية بالكامل للمنظمة الدولية للهجرة والمفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

ومع انخفاض التمويل مؤخراً لهذه المنظمات الدولية، تستمر جودة الرعاية المقدمة للاجئي الروهينجا في التراجع ما يثير المخاوف بشأن استدامة نظام الحماية الحالي، فعلى سبيل المثال تلقت المفوضية العام الماضي 2.49 مليار دولار أميركي من الولايات المتحدة، وهو ما يعادل خمس الميزانية الإجمالية للوكالة، وهي أيضاً الأموال التي تم تعليقها وفق قرار الإدارة الأمريكية الجديدة للرئيس “دونالد ترامب” في إطار تعليق المساعدات عالمياً.

وتابع التقرير أن ضعف التمويل دفع المنطمة في يناير الماضي إلى وقف تمويل المساكن ونقل الروهينجا إلى موقع فارغ حيث أقاموا بأيديهم خياماً ومساكن تؤويهم، كما اضطرت المنظمة أيضاً إلى وقف الرعاية الطبية للروهينجا التي كانت تمولها بشكل رئيسي الولايات المتحدة مع الاتحاد الأوروبي.

خطاب الكراهية

وأشار التقرير إلى تنامي المشاعر السلبية في المجتمع الإندونيسي تجاه لاجئي الروهينجا مؤخراً، وهو ما يعد تغييراً للواقع الذي شهدته البلاد قبل سنوات.

أعداد من لاجئي الروهينجا في مخيم بإقليم "آتشيه" الإندونيسي (صورة: New Mandala)
أعداد من لاجئي الروهينجا في مخيم بإقليم “آتشيه” الإندونيسي (صورة: New Mandala)

وتابع التقرير أن خطاب الكراهية والاستفزازات التي انتشرت بشكل رئيسي على وسائل التواصل الاجتماعي منذ منتصف عام 2023 أججت العنصرية تجاه الروهينجا في بعض مناطق إندونيسيا، وهو ما ترجم على أرض الواقع في صورة احتجاجات طلابية في ديسمبر من العام نفسه قرب أحد مواقع احتجاز اللاجئين في “آتشيه”.

كما شهدت أواخر العام تحول “آتشيه” من مكان مرحب إلى حد ما بالروهينجا إلى مكان يرفض سكانه المحليون في أحيان كثيرة رسو قواربهم، ما تسبب في بقاء بعض القوارب قبالة الساحل لعدة أيام أو اقتيادها إلى مواقع أخرى حيث كان السكان المحليون أكثر ترحيباً بهم.

وأوضح التقرير أن الفترة ما بين 2023 و2025 شهدت وصول 26 قارباً تحمل نحو 3342 شخصاً من الروهينجا الفارين إما من بنغلادش أو ميانمار، وبينما واصل معظمهم رحلته إلى ماليزيا، ظل حوالي 1500 شخص في ملاجئ مؤقتة مختلفة في إندونيسيا تديرها المنظمات الدولية.

وشهد العام الجاري وصول قارب لسواحل إقليم “آتشيه” الإندونيسي وعلى متنه قاربة 70 لاجئاً من الروهينجا، إضافةً إلى وصول 264 لاجئاً من الروهينجا على متن قاربين بعدما رفضت ماليزيا استقبالهما، ولا تعد إندونيسيا بين الدول الموقعة على اتفاقية الأمم المتحدة للاجئين وتقول إنه لا يمكن إرغامها على استقبال اللاجئين من ميانمار، وتدعو بدلاً من ذلك الدول المجاورة إلى تقاسم العبء وإعادة توطين الروهينجا الذين يصلون إلى شواطئها.

ويخوض لاجئو الروهينجا رحلات بحرية خطرة تودي بحياة عددٍ منهم، أملاً في الوصول إلى ماليزيا أو إندونيسيا باحثين عن الأمان، بعدما فروا من الاضطهاد والعنف في ميانمار، لا سيما بعد حملة “الإبادة الجماعية” عام 2017، و كذلك هرباً من الأحوال المعيشية الصعبة في مخيمات اللجوء ببنغلادش.

شارك

آخر الأخبار

القائمة البريدية

بالضغط على زر الاشتراك، فإنك تؤكد أنك قد قرأت سياسة الخصوصية الخاصة بنا.