وكالة أنباء أراكان | خاص
أبدى المجتمع الروهنجي في بنغلادش معارضته بشأن ما جرى الإعلان عنه مؤخراً فيما يتعلق بموافقة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) على مشاركة البيانات البيومترية للاجئين الروهينجا مع حكومة بنغلادش، كون تلك البيانات حساسة ولا يجوز مشاركتها إلا بموافقتهم.
وقال رئيس جمعية أراكان للسلام وحقوق الإنسان “محمد الزبير”، إن احترام قوانين بنغلادش أمر مفهوم، لكن حماية البيانات الشخصية حق أساسي، مشيراً إلى أن موافقة مفوضية اللاجئين على تزويد الحكومة البنغلادشية بالبيانات البيومترية للاجئين الروهينجا، يتطلب أولاً الحصول على موافقة من المجتمع الروهنجي.
وأضاف في تصريحات لـ”وكالة أنباء أراكان”، أن البيانات الشخصية خاصة المعلومات البيومترية حساسة للغاية ولا ينبغي مشاركتها دون موافقة واضحة من الأفراد المعنيين، كونها قد تحمل العديد من المخاطر.
وأوضح “الزبير”، أن تلك المخاطر قد تشمل الإعادة القسرية إلى ميانمار، وكذلك مراقبة وتتبع اللاجئين، إضافة إلى تقييد حرية التنقل والحقوق الأساسية، متابعاً: “إذا كانت بنغلادش تطلب هذه البيانات لأغراض أمنية أو إدارية، فيجب أن يكون هناك شفافية بشأن كيفية استخدامها وتخزينها وحمايتها من أي إساءة استغلال”.
ووصف الإقدام على هذا الإجراء دون موافقة الروهينجا بـ”غير الأخلاقي”، باعتبار أن دور المفوضية هو حماية حقوق اللاجئين وليس تعريضهم للخطر عبر نقل البيانات دون ضمانات، لافتاً إلى أن غياب التشاور مع الروهينجا ربما يؤدي إلى انعدام الثقة تجاه المفوضية وحكومة بنغلادش.
وأكد أن الكثير من اللاجئين يعارضون هذا القرار خوفاً من استخدام بياناتهم ضدهم سواء في بنغلادش أو ميانمار، خاصة وأنه في حالات سابقة أبدى اللاجئون مقاومة لجمع البيانات البيومترية بسبب مخاوف من الترحيل القسري وسوء الاستخدام.
وطالب “الزبير”، بضرورة رفع الوعي بشأن المخاطر المحتملة لمشاركة هذه البيانات من خلال المناقشات والاجتماعات وحملات التوعية، وضرورة تشاور المفوضية وحكومة بنغلادش مع ممثلي الروهينجا ومنظمات المجتمع المدني لضمان سماع أصواتهم.
وذكر أن هناك عدة طرق يمكن للروهينجا اللجوء إليها منها التعاون مع منظمات حقوق الإنسان والخبراء القانونيين والجهات الدولية للطعن على القرار والمطالبة بحقهم في الموافقة، وكذلك إثارة القضية في المحافل الدولية مثل الأمم المتحدة لضمان عدم إساءة استخدام بيانات الروهينجا.
ومؤخراً، وافقت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) على مشاركة البيانات البيومترية وقاعدة بيانات لاجئي الروهينجا، الذين أُجبروا على الفرار من ميانمار ولجأوا إلى بنغلادش، مع لجنة الانتخابات البنغلادشية (EC).
وتستضيف بنغلادش أكثر من مليون لاجئ من الروهينجا في مخيمات “كوكس بازار”، التي تُصنفها الأمم المتحدة كأكبر مخيم للاجئين في العالم، ويعيش اللاجئون هناك في ظروف إنسانية صعبة منذ فرارهم من ميانمار عام 2017، بسبب حملة “الإبادة الجماعية” التي شنها جيش ميانمار ضدهم، وتفاقمت أوضاعهم بعد تجدد القتال بين جيش ميانمار وجيش أراكان (الانفصالي) في نوفمبر 2023، ما أدى إلى حملات نزوح جديدة إلى بنغلادش.

