وكالة أنباء أراكان
أفاد شهود ومصادر محلية، بأن ميليشيات أراكان البوذية (جيش أراكان) تواصل اعتقال وتعذيب المدنيين الروهينجا في مدينة بوثيدونغ، مشيرين إلى أن المعتقلين يحتجزون دون حق الاستئناف أو الحصول على تمثيل قانوني أو التواصل مع العائلات.
وقال الشهود، حسبما أعلن موقع “روهينجا خبر”، إن الجيش يعتقل أي شخص يشتبه في معارضته لهم أو ارتباطه بجيش ميانمار، بغض النظر عن العمر، ويُسمح للمعتقلين بإحضار طقم ملابس واحد فقط، بينما تُترك جميع متعلقاتهم الأخرى عند بوابة السجن.
ووفقاً للشهود، فإن السجن مكتظ بشكل كبير ويعاني من سوء الصرف الصحي، ومحدودية المياه النظيفة، وغياب شبه كامل للرعاية الطبية، فيما يقدم للمعتقلين وجبة واحدة فقط يوميا، ما أدى إلى سوء التغذية والضعف وانتشار الأمراض مثل التهابات الجلد، والتورم، والإسهال، والقيء، وقد توفي عدة معتقلين دون علاج.
ويُسمح بالاستحمام مرة واحدة فقط كل 15 يوماً، ويضطر المعتقلون لارتداء نفس الملابس المبتلة بعد الاستحمام، فيما ذكر سجناء سابقون أنهم تعرضوا للضرب الوحشي داخل السجن، وقال أحدهم بعد الإفراج عنه: “حتى في الليل، كنا مجبرين على الاصطفاف كل ساعة والبقاء مستيقظين، إذا غفونا أو لم نستطع العمل، كنا نتعرض للضرب أو يُترك لنا الجوع”.
وقيل إن عناصر الميليشيات يدخلون السجن بشكل متكرر ويعتدون على النزلاء بالعصي المطاطية والقضبان المعدنية وركلات اليد، مستهدفين رؤوسهم ووجوههم، بينما يُعطى المرضى حبة باراسيتامول واحدة فقط ويقال لهم: “لا دواء للمجرمين”.
وأشار الشهود إلى أن العائلات ممنوعة من الزيارة أو التواصل مع المعتقلين، مما يتركها في حيرة بشأن ما إذا كان ذويهم أحياء أم أموات، مضيفين أن الجثث تُزال سراً في الليل حتى لا يراها السجناء الآخرون.
وتقدر مصادر محلية، أن أكثر من 1,500 سجين روهنجي محتجزون حالياً في السجن، يعيشون كل يوم تحت حرارة الشمس والأمطار مثل الحيوانات.
وأدان ناشطو حقوق الإنسان معاملة جيش أراكان للمعتقلين، واصفين السجن بأنه “معسكر على الطراز النازي”، وحثوا المجتمع الدولي على التحرك العاجل لإنقاذ الناجين ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم وفق القانون الدولي.

