وكالة أنباء أراكان | خاص
أفادت مصادر محلية في مدينة مونغدو بولاية أراكان غربي ميانمار، الخميس، بأن عناصر جيش أراكان يمارسون عمليات نهب يومية للبضائع من المتاجر المملوكة للروهينجا، ويجبرون الروهينجا على أعمال قسرية.
وأوضحت المصادر بأن عناصر جيش أراكان المتمركزين في نقاط التفتيش التابعة لقيادة “المنطقة السادسة” التي كانت تابعة للمجلس العسكري، يمارسون عمليات نهب يومية للبضائع من المتاجر المملوكة للروهينجا في قرية “بين فيو” القريبة.
وأضافت أن هؤلاء العناصر يقومون بسلب البضائع من المتاجر دون دفع أي مقابل، وأحياناً يتم الدفع لبعض البضائع، ولكن في حالات أخرى يتم أخذها بالقوة دون أي تعويض مالي، وعندما يطلب أصحاب المتاجر دفع مقابل للبضائع، يواجهون تهديدات من العناصر الذين يردون عليهم بشكل عدائي.
وأفاد بعض أصحاب المتاجر، لوكالة أنباء أراكان، بأنهم تعرضوا للإهانات اللفظية من العناصر، وأن جيش أراكان شكك في شرعية مطالبهم، لأنه يعتبر أن الروهينجا ليس لديهم أي سلطة للإبلاغ عن هذه الانتهاكات.
وفي حالات أخرى، أفاد أصحاب المتاجر، بأن عناصر جيش أراكان الذين يكونون تحت تأثير الكحول يدخلون إلى المتاجر ويأخذون ما يشاءون دون دفع أي مقابل، وفي حال اعتراض أصحاب المتاجر أو طلبهم الدفع، يواجهون الترهيب والتهديدات من عناصر جيش أراكان الذين يخبرونهم بأنه لا توجد سلطة يمكنهم اللجوء إليها، ما يرفع القلق بشأن تصاعد الانتهاكات في المنطقة.
العمل القسري
علاوة على ذلك، ومنذ أن سيطر جيش أراكان بشكل كامل على مدينة مونغدو، أُجبرت القرى الواقعة شمال المدينة، مثل “كياوك هلي كار” و”مينغلار جي” و”هلا باو زار” و”باونغ زار”، على تقديم أكثر من 50 رجلاً من الروهينجا من كل قرية للعمل القسري شهرياً لصالح جيش أراكان، وتم فرض هذا العمل القسري تحت تهديدات بالعنف والعقوبات على الأسر التي ترفض تلبية هذا الطلب.
وقال مراسل وكالة أنباء أراكان إنه منذ 8 فبراير 2025، ينقل جيش أراكان ما يقرب من 100 رجل من الروهينجا يومياً من قريتي “باونغ زار” و”مينغلار جي” إلى معسكرات جيش أراكان التي تقع بالقرب من السياج الحدودي على الجانب الغربي من هذه القرى، ويتم إجبار بعض هؤلاء الرجال على إزالة الأشجار في المناطق المحيطة بالمعسكرات، بينما يُجبر آخرون على حفر الخنادق أو إصلاح الطرق التي يستخدمها جيش أراكان.
وأضاف المراسل أن هذه الأعمال القسرية تركت القرويين، الذين يعتمدون بشكل أساسي على العمل اليومي لكسب قوتهم، بدون أي مصدر دخل، ومع انقطاع سبل العيش، تعيش الأسر في حالة من المعاناة الشديدة جراء نقص حاد في الغذاء والجوع، مما يهدد حياتهم اليومية.
وتثير هذه الانتهاكات المستمرة المخاوف بشأن تصاعد الأوضاع الإنسانية في ولاية أراكان وتؤكد على محنة الروهينجا المستمرة تحت وطأة بطش جيش أراكان (الانفصالي).
ويسيطر جيش أراكان على معظم أنحاء ولاية أراكان، كما يسيطر بشكل كامل على ثلاث مدن رئيسية للروهينجا هي “مونغدو” و”بوثيدونغ” و”راثيدونغ”، ويتعرض سكانها من الروهينجا للعديد من الانتهاكات من قبل جيش أراكان تشمل طرد الآلاف منهم من منازلهم وحرق أعداد أخرى، واستبعاد الروهينجا من عملية إعادة السكان النازحين إلى منازلهم في مدينة “مونغدو” بعد إتمام سيطرته في 8 من ديسمبر الماضي.
ومنذ سيطر جيش أراكان على مدينة “مونغدو”، شرع في فرض ضرائب باهظة على متاجر الروهينجا والماشية والدواجن، بالإضافة إلى مصادرة المحاصيل والاستيلاء على مركبات السكان وفرض رسوم عليها مقابل إعادتها، كما فرض قيوداً صارمة وعمليات حصر أمني باستخدام الصور العائلية، بالإضافة إلى محاولات التجنيد القسري للروهينجا في صفوفه، وإجبار قادة الروهينجا على التعاون الاستخباراتي معه.