وكالة أنباء أراكان | خاص
أفادت مصادر محلية في ولاية أراكان، غربي ميانمار، الاثنين، بأنه تم منع الروهينجا، بشكل خاص، من العودة إلى منازلهم في مدينة “مونغدو” بالولاية، رغم بدء عمليات إعادة السكان إلى المدينة بعد إكمال جيش أراكان (الانفصالي) سيطرته عليها.
وذكر مراسل وكالة أنباء أراكان أن أعداداً من السكان من الهندوس ومن عرق “راخين” سمح لهم بالعودة إلى منازلهم بالفعل في عدة مناطق في مدينة “مونغدو”، مضيفاً أنه لم يسمح لروهنجي واحد بالعودة إلى منزله في تلك المناطق.
وأوضح المراسل أن جيش أراكان سمح بعودة أعداد من السكان إلى منازلهم منذ بداية العام الجديد بشروط، وأن إذن العودة منح فقط لمن هم من غير الروهينجا، مضيفاً أن جيش أراكان أعلن أنه سيسمح للسكان من “راخين” والهندوس بالعودة أولاً وسينظر بعدها في موقف مجتمع الروهينجا.
وقال أحد السكان من “الراخين” لوسائل إعلام محلية إن بعض الفارين من المناطق الحضرية في “مونغدو” بدأوا العودة إلى منازلهم بعد الحصول على خطاب موافقة من جانب جيش أراكان، بعدما قدموا صورة من مستندات توثيق المنزل، مضيفاً أن عملية العودة تنطوي على تقديم معلومات مفصلة عن أفراد الأسرة والمنزل.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن من سمح لهم بالعودة إلى منازلهم في ولاية أراكان يعانون من نقص حاد في المياه والكهرباء والغذاء.
ويثير استبعاد الروهينجا من عمليات إعادة السكان إلى منازلهم في “مونغدو” مخاوف من التمييز المنهجي ضدهم أو أن يكون ذلك جزءاً من استراتيجية تهدف إلى تهميشهم واستئصالهم من ولاية أراكان، نظراً لتكرار ممارسات مماثلة بحقهم في أجزاء أخرى من الولاية، وفقاً لناشطين حقوقيين.
وأعرب شاب من الروهينجا عن إحباطه الشديد حيث صرخ باكياً وهو يقول: “هل سيتحرك العالم لمعالجة هذا القمع المنهجي أم سيظل الروهينجا يواجهون المحو الكامل من أراكان؟”.
وكانت مصادر محلية أفادت لوكالة أنباء أراكان بأن جيش أراكان أخبر عدداً من الروهينجا النازحين في الولاية أنهم لن يتمكنوا أبداً من العودة إلى قراهم، مشيراً إلى أن خياراتهم محصورة بين النزوح إلى “قرى مسلمة” أخرى أو مغادرة ميانمار.
ومنذ سيطر جيش أراكان على مدينة “مونغدو” في 8 من ديسمبر الماضي، بدأ سلسلة من الانتهاكات بحق الروهينجا شملت طرد الآلاف منهم من منازلهم في المدينة والاستيلاء عليها، كما أحرق أعداداً أخرى من منازل الروهينجا بعدما أجبر السكان على النزوح منها قسراً ومنعهم من العودة إلى قراهم، كما حاول المئات من الروهينجا الفرار من أراكان باتجاه بنغلادش منذ سيطرة جيش أراكان على المدينة.
وأطلق جيش أراكان حملة عسكرية في نوفمبر 2023 ضد جيش ميانمار للسيطرة على الولاية، وتمكن بالفعل من السيطرة على مساحات واسعة كنتيجة للصراع الذي طالت نيرانه الروهينجا حيث تعرضوا للعنف والتهجير القسري والاضطهاد والتجنيد القسري من كلا الجانبين.