رحلتي كأول لاجئة روهنجية تصبح طالبة دولية في كندا

فرحانة روشان، ناشطة روهنجية وطالبة بجامعة كولومبيا البريطانية (UBC) في كندا (صورة: فرحانة روشان)
شارك

اسمي فرحانة روشان، وأنا لاجئة روهنجية من ميانمار، وُلدت في حياة مليئة بالتشريد، وواجهت تحديات لا يمكن تصورها وتغلبت على عقبات هائلة لمواصلة تعليمي والدفاع عن حقوق المجتمعات المهمشة.

قصة عائلتي هي قصة صمود وإصرار، فقد أجبرنا على الفرار من وطننا بسبب الصراع والاضطهاد، في عام 2012، تعرض والدي وأشقائي لتهديدات من قبل الشرطة، واضطروا إلى القيام برحلة محفوفة بالمخاطر إلى بنغلادش، وفي عام 2013، تعرضت والدتي أيضاً للتهديد، وقررت المخاطرة بعبور الحدود ليلاً على متن قارب صغير، كانت تلك التجربة مؤلمة للغاية، وما زلت أتذكر الخوف وعدم اليقين الذي أصاب عائلتنا أثناء اجتيازنا المياه الخطرة.

بعد قضاء بعض الوقت في بنغلادش، أدركنا أن اللاجئين هناك لا يمكنهم الوصول إلى التعليم، لذا، عبرت عائلتي الحدود مرة أخرى، هذه المرة من بنغلادش إلى الهند، بحثاً عن الأمان والاستقرار.

لطالما كنت شغوفة بخدمة مجتمعي وتحقيق العدالة، وكان حلمي أن أصبح ضابطة في الخدمة الشرطية الهندية (IPS)، لكن وضع اللاجئ الخاص بي جعل تحقيق هذا الحلم مستحيلاً، ومع ذلك، زاد هذا العائق من عزيمتي لإحداث فرق في حياة الآخرين.

كنت محظوظة بالحصول على فرصة للدراسة في مدرسة “سلامة السكنية الثانوية” في حيدر أباد، والتي وفرت لي كل التسهيلات اللازمة لمتابعة تعليمي، درست هناك حتى الصف العاشر، لكنني لم أتمكن من إجراء امتحان مجلس التعليم بسبب مشاكل وثائقية.

على الرغم من محاولاتي لحل المشكلة، لم أتمكن من تجاوز العقبات البيروقراطية، واضطررت إلى مغادرة المدرسة، وكانت هذه فترة صعبة بالنسبة لي، لكنني رفضت التخلي عن تعليمي، والتحقت لاحقاً بمدرسة “تيلانجانا سكولار”، حيث أكملت الصف العاشر، ثم انضممت إلى كلية “ديناميك سكسيس جونيور”، حيث أكملت المرحلتين الحادية عشرة والثانية عشرة.

ومع ذلك، استمر وضعي كلاجئة في التسبب في تحديات كبيرة، حيث واجهت صعوبات في الالتحاق بالتعليم العالي، تم رفضي من قبل العديد من الجامعات بسبب نقص الوثائق، وكدت أفقد ثقتي.، ولكن، وكأنه معجزة، حصلت على منحة “Duolingo”، التي غيرت مسار حياتي، وأتاحت لي المنحة فرصة تحقيق أهدافي وأحلامي، وبدأت في التقديم للجامعات في كندا والولايات المتحدة، بدعم من مستشاري، تمكنت من اجتياز عملية التقديم المعقدة وتم قبولي في أربع جامعات.

ومع ذلك، واجهت تحديات أخرى أثناء محاولة السفر للخارج والحصول على تصريح خروج، لكنني تلقيت دعماً من جامعتي، اخترت الالتحاق بجامعة كولومبيا البريطانية (UBC) في فانكوفر الكندية، حيث أتابع حالياً درجة البكالوريوس في الفنون مع تخصص في النوع الاجتماعي، العرق، الجنس، والعدالة الاجتماعية.

تُوجه دراستي الأكاديمية بشغف كبير للدفاع عن حقوق المجتمعات المهمشة، خاصة النساء والفتيات اللاجئات اللواتي غالباً ما يتم إسكاتهن وتهميشهن.

طوال رحلتي، كانت كلمات والدي مصدر إلهام لي: “الأبطال الحقيقيون هم الذين يساعدون المحتاجين بإخلاص، ويدافعون عن الحقوق، ويقفون بفخر من أجل مجتمعهم”.

لطالما كنت ملتزمة بالعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان، وأعتقد أن تجاربي كلاجئة منحتني منظوراً فريداً وفهماً عميقاً للتحديات التي تواجهها المجتمعات المهمشة.

إلى جانب دراستي الأكاديمية، كنت ناشطة في العديد من المنظمات، بما في ذلك المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، “يونيسف”، “أشوكا”، أنقذوا الأطفال، “Tale of Human Kind”، و”PRATYeK”، وعملت كقائدة شبابية وصانعة تغيير، وساهمت في تمكين مجتمعات اللاجئين والدفاع عن حقوقهم.

أنا فخورة بأنني ألهمت العديد من الأشخاص من خلال مساهماتي، كما أنني أول فتاة من حيدر أباد في الهند أكملت التعليم الثانوي وحصلت على هذه المنحة.

أطمح إلى أن يكون هناك المزيد من “فرحانات” في مجتمعي، حتى نتمكن معاً من تحقيق تغييرات إيجابية، ومنذ وصولي إلى كندا، واجهت تحديات جديدة، بما في ذلك التعقيدات المتعلقة بالنظام التعليمي والوصول إلى الموارد.

ومع ذلك، ثابرت وأستمتع الآن بدراستي، وأود أن أشجع الطلاب الآخرين على أن يكونوا أقوياء وقادرين على التكيف في مواجهة التحديات، وألا يتخلوا أبداً عن أحلامهم.

قصتي هي قصة صمود، إصرار، وأمل، على الرغم من العقبات التي واجهتها، ما زلت ملتزمة بأهدافي، وشغوفة بالدفاع عن حقوق المجتمعات المهمشة.

أؤمن بأن التعليم هو المفتاح لإطلاق إمكانيات الأفراد والمجتمعات، وأنا ممتنة للفرص التي أتيحت لي لتحقيق أهدافي الأكاديمية والمهنية.

 

(*الكاتبة: فرحانة روشان: ناشطة روهنجية وطالبة بكالوريوس في الفنون بجامعة كولومبيا البريطانية (UBC) في كندا، نشرت المقال في موقع “thepienews”، وترجمته وكالة أنباء أراكان)

شارك
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لوكالة أنباء أراكان

آخر الأخبار

القائمة البريدية

بالضغط على زر الاشتراك، فإنك تؤكد أنك قد قرأت سياسة الخصوصية الخاصة بنا.