يوجد حوالي 2000 لاجئ من الروهينجا في إندونيسيا حتى العام 2024، وخاصة في منطقة آتشيه، وصل العديد من هؤلاء اللاجئين بالقوارب بعد فرارهم من مخيمات اللاجئين في بنغلاديش، بعد أن أصبحت المخيمات، وخاصة في كوكس بازار، مكتظة وغير آمنة بسبب نقص الغذاء وظروف المعيشة السيئة والعنف المتزايد، مما أجبر الروهينجا على البحث عن الأمان في مكان آخر.
رحلات اللاجئين الروهينجا إلى إندونيسيا كانت محفوفة بالمخاطر، حيث يعبرون المياه الخطرة في خليج البنغال وبحر أندامان، يتم تنظيم العديد من هذه القوارب من قبل المهربين، وغالباً ما يقضي اللاجئون أسابيع في البحر مع محدودية الغذاء والماء.
وبدأ الروهينجا في الوصول إلى إندونيسيا بأعداد كبيرة بعد العام 2015، وجاء هذا الارتفاع في الحركة في أعقاب الخروج الجماعي للروهينجا من ميانمار بسبب تكثيف العنف والاضطهاد من قبل الجيش في عامي 2012 و2017، إذ فر الآلاف منهم إلى بنغلادش، وشق بعضهم طريقه لاحقًا إلى إندونيسيا، غالبًا عن طريق البحر، بحثًا عن ملجأ بعد تدهور الظروف في مخيمات اللاجئين في بنغلادش.
ولاتوجد إحصائية دقيقة لعدد المهاجرين الروهينجا الذين لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار إلى دول مثل إندونيسيا، لكن التقارير الواردة من منظمات مثل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تشير إلى أن الآلاف لقوا حتفهم على مر السنوات الماضية، وتحدث العديد من هذه الوفيات أثناء رحلات بحرية خطيرة، غالبًا بسبب القوارب المكتظة والجوع والجفاف والبحر الهائج.
وفي عام 2020 وحده، توفي مئات الروهينجا في البحر أثناء محاولتهم الوصول إلى دول مثل ماليزيا وإندونيسيا، إذ تقطعت السبل بالقوارب لأسابيع، وفقد العديد من اللاجئين، بما في ذلك النساء والأطفال، حياتهم قبل الوصول إلى بر الأمان.
وفي الفترة بين عامي 2014 و2021، تشير التقديرات إلى أن أكثر من 3000 من الروهينجا لقوا حتفهم في البحر أثناء محاولاتهم للهروب من الاضطهاد وظروف المعيشة غير الآمنة، وفقًا لما ذكره دبلوماسي.
ويعيش لاجئو الروهينجا ممن نجحوا في الوصول إلى إندونيسيا في ملاجئ مؤقتة، في المقام الأول في مقاطعة آتشيه، ويواجهون ظروفاً صعبة، مع محدودية الوصول إلى فرص العمل والتعليم والرعاية الصحية، في حين يتلقون الدعم الغذائي والطبي من السلطات المحلية والمنظمات الدولية مثل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن الاكتظاظ ونقص الموارد يجعلان الحياة صعبة.
في البداية رحب المواطنون الإندونيسيين في آتشيه بهم بسبب ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى التضامن الإسلامي والعادات المحلية لمساعدة القوارب المنكوبة، لكن الدعم المحلي تضاءل بمرور الوقت مع زيادة عدد اللاجئين، وتسمح الحكومة الإندونيسية بالإقامات المؤقتة ولكنها لا تقدم حلولاً طويلة الأجل، مما يترك العديد من الروهينجا في حالة من عدم اليقين.
في حين قدمت إندونيسيا منذ فترة طويلة مأوى مؤقتًا للروهينجا، تواجه الحكومة ضغوطًا متزايدة محليًا، وخاصة في آتشيه، حيث بدأت المجتمعات المحلية في الاحتجاج على استمرار وصول اللاجئين.
والحكومة الإندونيسية ليست من الدول الموقعة على اتفاقية اللاجئين لعام 1951، وبالتالي فهي ليست ملزمة بتوفير حلول إعادة التوطين الدائمة. ومع ذلك، فقد سمحت للروهينجا بالبقاء في البلاد مؤقتًا بينما حثت المجتمع الدولي على المزيد من المساعدة. بحسب دبلوماسي إندونيسي.
ولكن في العام الماضي 2023، كانت هناك علامات على الاستياء في آتشيه، حيث وصل عدة مئات من اللاجئين أحيانًا في يوم واحد، مما أثار الاحتجاجات حول استغلالهم للموارد المحلية وشكاوى أخرى، ودعا متظاهرون إلى إبعاد الروهينجا عن المنطقة، حتى أن بعض قوارب اللاجئين تم دفعها إلى البحر من قبل القرويين المحليين، وقالت وكالة “أسوشيتد برس” إن المشاعر السلبية تم تحريضها من خلال حملات خطاب الكراهية عبر الإنترنت المنسقة على ما يبدو والتي لا تزال أصولها غير واضحة.
وعلى الرغم من ذلك، تواصل إندونيسيا النظر في حلول طويلة الأجل، وأحد الخيارات هو إعادة فتح مخيم اللاجئين السابق في جزيرة جالانج، والذي كان يستخدم سابقًا لإيواء اللاجئين من الهند الصينية في السبعينيات. ومع ذلك، لا يزال التحدي كبيرًا، وبدون مزيد من الدعم الدولي، فإن قدرة إندونيسيا على إدارة أزمة اللاجئين محدودة، بحسب وسائل إعلام محلية.
ويواجه الروهينجا في إندونيسيا وضعًا معقدًا ومتطورًا، وبينما وجدوا مأوى مؤقتًا، فإن العدد المتزايد من الوافدين والقدرة المحدودة للبلاد تشكل تحديات لكل من اللاجئين والمجتمعات المحلية، وتسعى الحكومة الإندونيسية إلى التعاون الدولي لمعالجة الأزمة المستمرة، ولكن حتى أوائل عام 2024، لم يتم تنفيذ أي حلول دائمة.