توفي 3 منهم داخل “شاحنة”.. السلطات التايلاندية تعثر على مجموعة من الروهينجا ضحايا “الاتجار بالبشر”

الشرطة تطوق المنطقة التي تم فيها اكتشاف جثتين من المهاجرين الروهينجا في منطقة لانغ سوان، بإقليم تشومفون في تايلاند، 17 -10- 2024 (صورة: khaosod)
شارك

أعلنت السلطات التايلاندية، الخميس، وفاة 3 من مجموعة من المهاجرين الروهينجا اختناقاً داخل “شاحنة”، من ضحايا شبكة للاتجار بالبشر تعمل على تهريب لاجئين من ميانمار إلى ماليزيا عبر الأراضي التايلاندية، في حادثة جديدة تسلط الضوء على مأساة تهريب الروهينجا.

وبدأت الحادثة عندما تم العثور على 26 من المهاجرين الروهينجا في شاحنة صغيرة مخبأة داخل غابة في إقليم تشومفون جنوبي تايلاند، في 17 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، وكانوا في حالة ضعف شديد نتيجة نقص الأكسجين خلال رحلة طويلة في شاحنة مغلقة تفتقر للتهوية، بحسب وسائل إعلامية في تايلاند.

وذكرت السلطات التايلاندية أن اكتشاف هذه المجموعة جاء بعد بلاغ من رهبان في معبد “وات سيخارام”، الذين سمعوا أصوات صراخ طلباً للمساعدة، وعند وصول الشرطة، تم العثور على اثنين من الضحايا قد فارقا الحياة، بينما توفي الثالث في المستشفى نتيجة إصابته بالإجهاد الشديد، وكان ستة آخرون في غيبوبة، وتحسنت حالة أحدهم وخرج من الخطر، بينما كان الـ 16 الباقون بحالة صحية جيدة.

وتمكنت السلطات التايلاندية، في اليوم التالي، 18 أكتوبر، من تحديد المهربين المتورطين في العملية، بعد تعقب المركبات التي استخدمت في عملية التهريب، وجرى مصادرة شاحنتين، حيث استخدمت إحداهما في نقل الروهينجا، بينما كانت الأخرى سيارة إرشادية لتفادي نقاط التفتيش الأمنية، وجاءت هذه الاعتقالات بعد تحقيقات موسعة اعتمدت على كاميرات المراقبة وشهادات الناجين.

وقال العقيد شالارد بالاناكارن، رئيس مركز شرطة لانغ سوان في إقليم تشومفون: إن السلطات جمعت أدلة أدت إلى إصدار أوامر بالقبض على ثلاثة من المشتبه بهم المتورطين في عملية التهريب.

وأضاف بالاناكارن: “تم القبض على اثنين من المشتبه بهم في بيتشابوري، وصادر الضباط شاحنتين معدلتين كجزء من التحقيق، وتم جمع الأدلة الجنائية من المركبات، ويجري البحث عن المشتبه به الثالث”، مشيراً إلى أن التحقيق يتوسع لاستكشاف الروابط المحتملة مع عصابات الاتجار بالبشر.

توفي 3 منهم داخل "شاحنة".. السلطات التايلاندية تعثر على مجموعة من الروهينجا ضحايا "الاتجار بالبشر"

الشرطة صادرت شاحنتين استخدمهما المهربين لتهريب المهاجرين الروهينجا (صورة: khaosod)

وبحسب التحقيقات الأولية، فإن المهربين تخلوا عن الجثتين وثمانية آخرين من المجموعة، الذين كانوا منهكين، بعد نقلهم في شاحنة صغيرة من مدينة “ماي سوت” في تاك إلى “سونغكلا”، وهم في طريقهم إلى ماليزيا.

وأوضحت الشرطة أن المتهمين اللذين قُبض عليهما كانا جزءاً من شبكة تهريب أكبر تعمل عبر الحدود بين ميانمار وتايلاند، موضحة أن المهاجرين الروهينجا تم تهريبهم من ولاية أراكان في ميانمار، وأن عملية التهريب بدأت من مدينة “ماي سوت” التايلاندية، حيث تم استخدام عدة مركبات وتغييرها خلال الرحلة الطويلة لتفادي القبض عليهم.

وخلال التحقيقات، تبين أن المهاجرين الروهينجا يدفعون حوالي 10 ملايين كيات ميانماري لكل شخص، ما يعادل نحو 4500 دولار أمريكي، لتغطية تكلفة التهريب، ويتم دفع نصف المبلغ عند الوصول إلى الحدود التايلاندية-الماليزية، بينما يتم تسديد النصف الآخر من قبل أقارب الضحايا في ماليزيا، حيث أن الهدف النهائي لهؤلاء اللاجئين هو الوصول إلى ماليزيا للعمل وتحسين ظروف حياتهم، حيث يعيش العديد منهم في حالة من الفقر والصراع المستمر في ولاية راخين.

وتسلط هذه الحادثة الضوء على الأوضاع المأساوية التي يعيشها الروهينجا، إذ يُضطرون إلى اللجوء إلى المهربين في محاولات يائسة للهروب من العنف والاضطهاد في ميانمار، وعلى الرغم من المخاطر الكبيرة التي يواجهونها خلال هذه الرحلات الطويلة والمرهقة، لا يزال الكثير منهم يسعى لتحقيق حياة أفضل في دول مثل ماليزيا، حيث يأملون في العثور على عمل والعيش بكرامة بعيداً عن العنف والاضطهاد المستمرين.

شارك

آخر الأخبار

القائمة البريدية

بالضغط على زر الاشتراك، فإنك تؤكد أنك قد قرأت سياسة الخصوصية الخاصة بنا.