نساء الروهينجا وحدهن في مواجهة حياة المخيمات الموحشة في بنغلادش  

عدد من لاجئات الروهينجا في مخيمات بنغلادش يروين قصصهن لوكالة أنباء أراكان (صورة: ANA)
عدد من لاجئات الروهينجا في مخيمات بنغلادش يروين قصصهن لوكالة أنباء أراكان (صورة: ANA)
شارك

وكالة أنباء أراكان | خاص 

تتعدد المصاعب التي يواجهها لاجئو الروهينجا الفارين من ولاية أراكان غربي ميانمار في مخيمات اللجوء في بنغلادش، لكنها تتضاعف أمام نساء الروهينجا ممن أجبرتهن الظروف على مواجهة مصاعب حياة اللاجئين بمفردهن.

وروت عدد من نساء الروهينجا في ميخمات بنغلادش لوكالة أنباء أراكان تفاصيل معاناتهن اليومية للبقاء على قيد الحياة بعدما بتن بمفردهن في مواجهة مصاعب حياة المخيمات وأصبحن المسؤول الوحيد عن إعالة أنفسهن وأطفالهن، وعاجزات أمام ما يحمله المستقبل لهن.

حياة صعبة

إحدى هؤلاء السيدات الروهنجيات هي “خوليجة” البالغة من العمر 59 عاماً والتي تدهورت حالتها العقلية والجسدية بشكل بالغ بعدما فقدت زوجها وكافة أبنائها واضطرت للفرار إلى بنغلادش.

لاجئات الروهينجا مضطرات للعمل لإعالة أسرهن بعدما بتن بمفردهن في مواجهة صعوبات الحياة في بنغلادش (صورة: ANA)
لاجئات الروهينجا مضطرات للعمل لإعالة أسرهن بعدما بتن بمفردهن في مواجهة صعوبات الحياة في بنغلادش (صورة: ANA)

ولدت “خوليجة” في قرية “هاسار بيل” في مدينة “مونغدو” وعاشت هناك حتى توفي عنها زوجها عام 2012 وتبعه أطفالها الخمسة الذين توفوا بشكل غامض ومأساوي، وفق قولها، ما سبب لها مشاكل صحية جسدية ونفسية بالغة ودفعها للعمل بأجر يومي لتتمكن من إعالة نفسها.

وقالت اللاجئة الروهنجية لوكالة أنباء أراكان إن قمع الجيش في ميانمار أجبرها على الفرار إلى بنغلادش بمفردها، حيث أصبحت بلا أسرة أو وطن ومضطرة للعمل في سنها الكبير كعاملة يومية في إطار برنامج المنظمة الدولية للهجرة في بنغلادش من أجل إعالة نفسها.

أكدت “خوليجة” أن المعاناة كبيرة وإنها كثيراً ما تفكر في كيف كانت لتصبح حياتها إذا كان لها ابن يعولها، لكنها مصرة أنها عليها الاستمرار في العمل طالما ظلت على قيد الحياة.

أما اللاجئة رفيقة (33 عاماً) فتروي لوكالة أنباء أراكان أن ظروفها اضطرتها لأن تواجه مع أطفالها مصاعب حياة المخيمات في بنغلادش بعدما تركها زوجها للزواج من أخريات ما تركها في ضائقة مالية ونفسية في الوقت ذاته.

ولدت رفيقة في “مونغدو” وتعيش حالياً مع أطفالها الأربعة في مخيمات بنغلادش منذ ثلاث سنوات حيث تكافح من أجل إطعاهم ودعمهم، وتقول إنه لم يكن أمامها خيار سوى أن تصبح عاملة بأجر يومي تحت إشراف منظمة الهجرة الدولية في بنغلادش، وأنها مستمرة في القيام بكل ما يلزم من أجل أطفالها.

العمل حتى الموت

العمل بأجر يومي هو الخيار الوحيد أمام لاجئات الروهينجا في بنغلادش لإعالة أسرهن (صورة: ANA)
العمل بأجر يومي هو الخيار الوحيد أمام لاجئات الروهينجا في بنغلادش لإعالة أسرهن (صورة: ANA)

ومن بين نساء “مونغدو” الأخريات في بنغلادش اللاجئة “هوتيزا” البالغة من العمر 60 عاماً، فقد ولدت أيضاً في “مونغدو” واضطرها الصراع للفرار إلى بنغلادش لكنها باتت بمواجهة الحياة بمفردها بعدما توفي زوجها قبل 15 عاماً، إلا أنها تمكنت من تزويج ابنتها الوحيدة رغم الصعوبات المادية الكبيرة.

وقالت لوكالة أنباء أراكان إنها كانت تمتلك بعض الأراضي في ميانمار وعملت في وظائف مختلفة لإعالة نفسها، ولكن بعد الفرار إلى بنغلادش هرباً من القمع واجهت صعوبات شديدة وعملت بلا كلل كعاملة يومية لدى منظمة الهجرة الدولية من أجل توفير المال لتزويج ابنتها.

تستمر “هوتيرزا” المسنة في العمل من أجل إعالة نفسها كما تحاول إرسال الأموال من حين إلى آخر لابنتها وتتعهد بالاستمرار في العمل لما تبقى من حياتها.

أما اللاجئة رشيدة (45 عاماً) فقد أعجز المرض زوجها عن العمل وتركها وحدها مسؤولة عن إعالة أسرة تضم ستة أطفال، وقلقة حول مدى قدرتها على حمل هذه المسؤولية الثقيلة بمفردها.

قالت رشيدة لوكالة أنباء أراكان إنها خسرت كل شيء تملكه في ميانمار بعدما فرت من أراكان، ما أعجزها عن إعالة أسرتها في مخيمات بنغلادش واضطرها للعمل كعاملة بأجر يومي تحت إشراف منظمة الهجرة الدولية.

الظروف الصعبة تجبر لاجئات الروهينجا على العمل لإعالة أسرهن وأنفسهن في مخيمات بنغلادش (صورة: ANA)
الظروف الصعبة تجبر لاجئات الروهينجا على العمل لإعالة أسرهن وأنفسهن في مخيمات بنغلادش (صورة: ANA)

تحمل رشيدة هموم المستقبل وأكبرها هو كيفية تدبير مصاريف زواج بناتها التي تتخطى إمكاناتها المالية الحالية، لكن يعزيها أنها تجني ما يكفي لإطعام أسرتها في الوقت الحالي وتؤكد أنها ستستمر في العمل من أجلهم.

تعكس هذه القصص الصعوبات الهائلة التي تواجهها نساء الروهينجا اللاجئات في بنغلادش بعدما فقدن المعيل المادي والدعم لأسرهن وتركن خلفهن الممتلكات والوطن، ورغم معاناتهن إلا أنهن يواصلن النضال من أجل البقاء ويظهرن قدرة كبيرة على الصمود في مواجهة الشدائد.

وكان عدد من لاجئي الروهينجا من رجال ونساء رووا لوكالة أنباء أراكان أهوال العيش في ولاية أراكان وجحيم الرحلة التي خاضوها للفرار منها وحتى الوصول إلى مخيمات اللجوء في بنغلادش.

ويعيش في بنغلادش أكثر من مليون من لاجئي الروهينجا الفارين من العنف والاضطهاد في ميانمار في خيام مكدسة وظروف معيشية صعبة بمنطقة “كوكس بازار” التي تصفها الأمم المتحدة بأنها أكبر مخيم للاجئين في العالم، فيما لا زالت الجهود الدولية مستمرة لوقف الصراع في أراكان وتحقيق عودة طوعية وآمنة وكريمة للروهينجا إلى وطنهم.

شارك

آخر الأخبار

القائمة البريدية

بالضغط على زر الاشتراك، فإنك تؤكد أنك قد قرأت سياسة الخصوصية الخاصة بنا.