وكالة أنباء أراكان
قدم ناشط روهنجي شكوى إلى هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) يطلب فيها التحقيق مع شركة “ميتا” بشأن دورها في نشر العنف ضد الروهينجا والتصريحات الخاطئة التي قدمتها للمساهمين بشأن دورها في الإبادة الجماعية ضد الروهينجا في ميانمار عام 2017.
وتؤكد شكوى الشاب الروهنجي المقيم في أمريكا “ماونج سويد الله” فشل “ميتا” في الاستجابة لتحذيرات المجتمع المدني المتعددة بين عامي 2013 و2017 بشأن الدور المحتمل لفيسبوك في تأجيج العنف وإسهامها في “إبادة جماعية” وشيكة على غرار الدور الذي لعبته أجهزة الراديو في الإبادة الجماعية في رواندا.
وقال الناشط “رأيت الكثير من الأشياء الرهيبة على موقع فيسبوك واعتقدت أن الأشخاص الذين نشروا كانوا سيئين، ولم أدرك حينها أن فيسبوك هو المسؤول”، وأضاف قائلاً إنه أبلغ ذات مرة عن منشور به خطاب كراهية لكنه تلقى رداً يقول إنه لا يتعارض مع معايير المجتمع، وذلك حسبما ذكر موقع منظمة العفو الدولية، الخميس.
ورغم أن المستثمرين طلبوا من “ميتا” النظر في نتائج أنشطتها على حقوق الإنسان إلا أن الشركة لم تتسم بالشفافية الكاملة معهم، وأخبرت المستثمرين بين عامي 2015 و2017 أن خوارزميات “فيسبوك” لم تتسبب في استقطاب في ميانمار، كما اعترضت على مقترحات المساهمين في 2015 و 2016 لإجراء تقييم وإنشاء لجنة داخلية للإشراف على سياسات وممارسات الشركة فيما يتعلق بالقضايا العامة الدولية بما في ذلك حقوق الإنسان.
وتواجه الشركة اتهامات عدم تطبيق معايير مجتمع “فيسبوك” أو إزالة المحتوى المناهض للروهينجا بشكل كافي في الأشهر والسنوات التي سبقت الفظائع التي وقعت في ولاية أراكان غربي ميانمار عام 2017، كما ساهم قلة عدد مشرفي المحتوى ذوي المهارات اللغوية اللازمة في أوجه القصور التي تعاني منها “ميتا” ما يعكس فشلها في الاستثمار في تعديل المحتوى في عدة بلدان في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية.
وقالت رئيسة قسم التقاضي الاستراتيجي في منظمة العفو الدولية “ماندي موداريكوا” إن الطلب يقدم معلومات حول الدور المزعوم لشركة “ميتا” في الفظائع التي ارتكبت ضد الروهينجا، ويسلط الضوء على التصريحات الكاذبة التي قدمتها الشرطة للجنة الأوراق المالية والبورصات والمستثمرين العموميين، معربةً عن أملها في أن تنظر لجنة الأوراق المالية والبورصات في الطلب وتحقق مع شركة “ميتا” بشأن أي انتهاكات محتملة لقوانين الأوراق المالية الفيدرالية.
وأفاد تقرير صادر عن منظمة العدل الدولية في عام 2022 أن “ميتا” ساهمت في الفظائع التي ارتكبت ضد الروهينجا في ميانمار عبر استخدام موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” لخوارزميات تعمل على تضخيم المحتوى الضار لتعظيم مشاركة المستخدم من أجل زيادة عائداتها الإعلانية، وفي عام 2018 أجبر الضغط العام شركة “ميتا” على الاعتراف جزئياً وبشكل متأخر بدور “فيسبوك” في الفظائع التي ارتكبت بحق الروهينجا.
ويدرس الشاب الروهنجي الناشط “ماونج سويد الله” في الولايات المتحدة الأمريكية بعدما فر من ميانمار بسبب الإبادة إلى مخيمات بنغلادش حيث لم يحصل على فرصة لبدء الداسات العليا في الجامعات هناك.
وفي 25 أغسطس من عام 2017، شن جيش ميانمار حملة “إبادة جماعية” بحق أقلية الروهينجا المسلمة في ميانمار قتل خلالها ما لا يقل عن 10 آلاف شخص بينهم أطفال ونساء، فيما تم حرق قرى كاملة وتعرضت النساء لاعتداءات جنسية، وفق ناشطين ومنظمات حقوقية، وهو ما دفع الروهينجا للنزوح بأعداد كبيرة نحو بنغلادش المجاورة التي تستضيف حالياً ما يزيد على مليون منهم يعيشون في ظروف حياتية صعبة داخل مخيمات اللجوء.