منظمة حقوقية في بريطانيا تدين هجمات جيش أراكان المستمرة على الروهينجا

قرويون من الروهينجا يفرون من القتال بين جيش ميانمار وجيش أراكان بالقرب من الحدود بين بنغلادش وميانمار، 6 -2- 2024 (صورة: AP)
قرويون من الروهينجا يفرون من القتال بين جيش ميانمار وجيش أراكان بالقرب من الحدود بين بنغلادش وميانمار، 6 -2- 2024 (صورة: AP)
شارك

أصدرت منظمة الروهينجا البورمية في المملكة المتحدة (BROUK) بياناً، الخميس، أدانت فيه الهجمات المستمرة ضد الروهينجا في ولاية أراكان من قبل جيش أراكان (الانفصالي)، ودعا البيان المجتمع الدولي إلى التوقف عن تجاهل العنف والتدخل العاجل لوقفه.

وجاء في نص بيان المنظمة، التي تدافع عن حقوق الروهينجا: “ندين الاستهداف المستمر لمجتمعات الروهينجا في ولاية أراكان وإساءة معاملتهم من قبل جيش أراكان، بما في ذلك الهجمات العنيفة في 4 أكتوبر وفرض حظر التجول الصارم، وندعو إلى التدخل الدولي العاجل رداً على الفظائع المتصاعدة، ولا يمكن للمجتمع الدولي أن يستمر في تجاهل هذا العنف المستمر ضد المدنيين الروهينجا”.

وقال تون خين، رئيس المنظمة: “إذا كانت الأمم المتحدة والحكومات تتعاون مع قيادة جيش أراكان بشأن معاملتها للروهينجا، فإن هذا التعاون سيفشل”.

وأضاف خين: “يستخدم جيش أراكان قوته لإرهاب الروهينجا وتهجيرهم، وبدون اتخاذ إجراءات فورية، ستستمر هذه الفظائع دون هوادة، وعلى قيادة جيش أراكان التوقف عن ارتكاب هذه الانتهاكات، وإلا فإنها ستواجه عواقب، بما في ذلك العقوبات”.

وفي الرابع من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، نفذت قوات جيش أراكان مداهمات في الصباح الباكر على قرى الروهينجا “آه توين نغيت ذي” و”فون نيو ليك” في جنوب بلدة بوثيداونغ، وأفاد القرويون أن عناصر جيش أراكان هددوا واعتدوا على السكان، وقال أحد الشهود: “لقد جاءوا إلى قريتنا في الصباح وفتشوا كل منزل، وهددوا القرويين بطرق مختلفة، حتى أنهم ضربوا بعض القرويين بالبنادق والعصي”.

وفي قرية “فون نيو ليك”، طالب جيش أراكان بإزالة الأسوار المحيطة بمنازل الروهينجا تحت الترهيب، وقال قروي آخر: “كان جيش أراكان يخيفنا كثيراً ويطالبنا بإزالة الأسوار المحيطة بمنازلنا، ليس لدينا خيارات أخرى سوى الامتثال لأوامرهم، إذا لم نزيل الأسوار، فسنضطر إلى مواجهة عواقب لا يمكن تصورها”، بحسب البيان.

وزعم جيش أراكان أن المداهمات هذه جاءت “لوجود جماعات مسلحة من الروهينجا مختبئة في هذه القرى”، على الرغم من أن السكان ينكرون ذلك، وقال أحد السكان المحليين: “لا يوجد أعضاء أو مؤيدون للجماعات المسلحة من الروهينجا في هذه القرى، ولم نشهد تحركات لأي جماعات مسلحة باستثناء تحركات جيش أراكان في هذه المناطق، ويبدو أن هذا جزءاً من خطة لمواصلة أعمالهم الوحشية ضد مخيم النازحين الروهينجا، الذين سعوا إلى اللجوء إلى هنا بعد فرارهم من قراهم”.

وجاءت هذه المداهمات بعد فرض حظر تجول صارم في جميع أنحاء بلدة مونغدو في 2 أكتوبر الجاري، مما أدى إلى تقييد الحركة من الساعة 7 مساءً حتى الساعة 6 صباحاً، في قرى “كياوك هلي خا، وتايت أوك، وأو شاي كيا، ومينجلار جي”، وأُمر القرويون بالقيام بدوريات خلال ساعات حظر التجول، وواجهوا عواقب وخيمة إذا لم يمتثلوا للأوامر، وبحسب ما ورد، اختطف جيش أراكان ستة من الروهينجا من قريتي “كياوك هلي خا ومينجلار جي”، أثناء عودتهم إلى منازلهم بعد حظر التجول، بالإضافة إلى ذلك، اختفى صبيان من الروهينجا أثناء البحث عن الماشية، حيث يشتبه القرويون في أنهما ربما احتجزتهما قوات جيش أراكان المتمركزة في مكان قريب.

وقالت منظمة “بروك” إنها “تدين هذه الأفعال باعتبارها جزءاً من استراتيجية أكبر ينتهجها جيش أراكان لبث الخوف وفرض السيطرة على مجتمعات الروهينجا”، وقال تون خين: “هذه المداهمات وحظر التجول المفروض تشكل انتهاكات واضحة لحقوق الإنسان الأساسية، وتصعيداً مثيراً للقلق في نمط طويل الأمد من العنف والاضطهاد”.

وأضاف خين: “لا يريد الروهينجا سوى العيش في سلام مع الشعوب المتنوعة في ولاية أراكان وميانمار، وإذا لم تقبل قيادة جيش أراكان طواعية التنوع العرقي والديني في ولاية أراكان، فيجب الضغط عليها للقيام بذلك، والبديل هو الوقوف مكتوفي الأيدي مرة أخرى وعدم فعل أي شيء بينما يواجه الروهينجا انتهاكات للقانون الدولي”.

وأردف البيان: “يتعين على المجتمع الدولي أن يعترف بالطبيعة المتعمدة والمنهجية لهذه الانتهاكات، إن تصرفات جيش أراكان تكشف عن تجاهل صارخ لسلامة وحقوق سكان قرى الروهينجا، مما يؤدي إلى إدامة مناخ الخوف وتعميق الأزمة في ولاية أراكان”.

وتابع رئيس منظمة “بروك”، قائلاً: “إن أولئك الذين يدينون الروهينجا بسبب كشف انتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها جيش أراكان يلقون اللوم على الضحايا ويساعدون بشكل فعال في تمكين هذه الانتهاكات لحقوق الإنسان، وإن جيش أراكان هو المسؤول الوحيد عن أفعاله، ولا شيء يبرر هذه الأفعال”.

وفي أغسطس/آب الماضي، أعربت منظمة الروهينجا البورمية في المملكة المتحدة عن مخاوفها بشأن الهجوم الوحشي الذي وقع في الخامس من أغسطس، حيث قُتل ما يصل إلى 200 مدني من الروهينجا الفارين من العنف أثناء محاولتهم عبور نهر ناف إلى بنغلادش، وجاءت هذه المجزرة بعدب هجوم شنيع آخر في السابع عشر من مايو/أيار، عندما دمرت قوات جيش أراكان بلدة بوثيداونغ، وتؤكد هذه الحوادث مجتمعة على حملة الإرهاب المستمرة وغير المنضبطة التي يشنها جيش أراكان ضد الروهينجا، وفق البيان.

شارك

آخر الأخبار

القائمة البريدية

بالضغط على زر الاشتراك، فإنك تؤكد أنك قد قرأت سياسة الخصوصية الخاصة بنا.