وكالة أنباء أراكان
“دعت شبكة حقوق الإنسان البورمية (BHRN) الحكومات المانحة إلى التحرك العاجل لإنقاذ الروهينجا ومنع وقوع كارثة إنسانية كبرى، قبل التخفيضات المقررة في المساعدات الغذائية التي يقدمها برنامج الأغذية العالمي (WFP)، والتي من المنتظر أن تبدأ في الأول من أبريل 2025.”
ويستعد برنامج الأغذية العالمي لخفض المساعدات الغذائية لما يقرب من مليون لاجئ روهينجي في مخيمات “كوكس بازار” في بنغلادش، بسبب النقص الحاد في التمويل، ونتيجة لذلك، ستتراجع قيمة القسائم الغذائية الشهرية من 12.50 دولاراً إلى 6 دولارات فقط لكل شخص، مما سيؤدي إلى تفاقم أزمة الأمن الغذائي.
وقال كياو وين، المدير التنفيذي للشبكة: “إن المجتمع الدولي يتخلى عن لاجئي الروهينجا في الوقت الذي هم فيه بأمسّ الحاجة إلى الدعم، وهذه التخفيضات ستجعل العائلات تكافح من أجل البقاء بحصص غذائية غير كافية بشكل خطير، مما سيدفع الأطفال نحو سوء تغذية حاد، ويعرّض الآلاف لخطر الوفاة جوعاً”.
وحث الحكومات التي تدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان على اتخاذ إجراءات فورية، قائلاً: “لقد عانى الروهينجا من الإبادة الجماعية، والتهجير القسري، والحرمان المستمر. أقل ما يمكن أن يفعله المجتمع الدولي هو ضمان عدم تعرضهم للجوع”.
ودعت شبكة بورما لحقوق الإنسان الحكومات المانحة إلى الالتزام بإعادة الحصص الغذائية إلى مستواها الكامل، ووضع استراتيجية تمويل مستدامة لمنع مزيد من التخفيضات في المستقبل، مؤكدة أن نقص التمويل يؤثر على اللاجئين في جميع أنحاء العالم، لكن لا يجب أن يتحمل الروهينجا العبء الأكبر لهذه التخفيضات.
ومن المقرر أن يزور الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش” مخيمات “كوكس بازار” يوم الجمعة القادم، ودعت الشبكة “غوتيريش” إلى الدفع باتجاه التزامات طارئة بالتمويل، ووضع خطة طويلة الأمد لمنع تخفيض المساعدات مستقبلاً.
والاثنين، حذرت منظمة “اللاجئين الدولية” الحقوقية من أن خفض برنامج الأغذية العالمي المساعدات المقدمة للاجئي الروهينجا في بنغلادش سيكون له أثراً مدمراً على اللاجئين الذين يعانون من احتياج شديد بالفعل.
وفي 5 مارس الجاري، أعلن برنامج الأغذية العالمي خفض قيمة المساعدات الغذائية الشهرية المقدمة للاجئي الروهينجا في بنغلادش من 12.50 دولاراً إلى 6 دولارات فقط لكل شخص، بسبب نقص التمويل.
وكان برنامج الأغذية العالمي قد خفّض في يونيو 2023 قيمة المساعدات الغذائية الشهرية للاجئين الروهينجا من 12 دولاراً إلى 8 دولارات للشخص الواحد لما عزاه إلى عجز في التمويل، ما أدى إلى ارتفاع حاد في معدلات الجوع وسوء التغذية، وواجه 90% من سكان المخيمات صعوبة في تأمين الغذاء الكافي، بينما عانى أكثر من 15% من الأطفال من سوء تغذية حاد، وهو أعلى معدل سُجّل على الإطلاق، قبل أن يُعاد رفع المساعدات إلى 12.50 دولاراً في أغسطس 2024″.
وسبق أن صرّح مفوض إغاثة وإعادة اللاجئين في بنغلادش محمد ميزان الرحمن، في 27 فبراير الماضي، بأن قرار الولايات المتحدة الأمريكية تعليق المساعدات عالمياً أثّر بشكل بالغ على لاجئي الروهينجا في مخيمات بنغلادش وعلى الخدمات التي يتلقونها في قطاعات الصحة والتغذية وغيرها.
