وكالة أنباء أراكان
تستعد مدينة برادفورد البريطانية لإنشاء أول نصب تذكاري دائم في المملكة المتحدة يعترف بالإبادة الجماعية ضد الروهينجا، وذلك بعد مبادرة قادها الناشط الروهنجي “حبيب الرحمن”، بالتعاون مع منظمة الروهينجا البورمية في المملكة المتحدة (BROUK) والمجتمع الروهنجي البريطاني (BRC)، بهدف رفع الوعي بمعاناة الروهينجا وتكريم صمودهم.
بدأت جهود “حبيب الرحمن”، عام 2023، ونجح في الحصول على موافقة مجلس مدينة برادفورد، لإنشاء النصب بعد جهود طويلة بمشاركة قادة المجتمع الروهنجي، وفي 11 فبراير الماضي، أُقيمت جلسة مشاورات عامة لمشاركة المجتمع في بلورة رؤية النصب التذكاري، واعتُبر هذا الحدث لحظة تاريخية.
وقال “حبيب الرحمن”، إن هذا النصب سيكون تذكيراً دائماً بأننا متحدون ضد الاضطهاد والإبادة الجماعية، وبمثابة نداء للعالم: “اعترفوا وتحركوا واحموا الكرامة الإنسانية”.
وحظيت المبادرة بدعم ومشاركة من المجتمع الروهنجي، حيث قال “تون خين” رئيس منظمة الروهينجا البورمية في المملكة المتحدة: “وجدنا في برادفورد الحرية والكرامة، هذا النصب يمثل شكراً عظيماً ونداءً للعدالة”، مضيفاً أن المنظمة تواصل مطالبة العدالة عبر قضايا قضائية دولية، مثل القضية المرفوعة في الأرجنتين للمطالبة بإصدار مذكرات توقيف لقادة جيش ميانمار.
وأوضح “نور هدى”، رئيس المجتمع الروهنجي البريطاني، أن هذا النصب ليس مجرد حجر، بل هو إعلان بأننا ننتمي وتاريخنا لن يُنسى.
واستكملت “جاسمين أكتور” مدربة رياضية ولاجئة سابقة: “وُلدت في مخيم كوكس بازار وقضيت أول سبع سنوات من حياتي بلا حقوق، لكن برادفورد منحتني الحب والفرصة”، متابعةً: “النصب يحمل رمزية خاصة كونه تكريماً للنساء الروهنجيات اللائي تعرضن للاغتصاب والتعذيب والقتل، إنه يخلّد ألمهن وقوتهن”.
وجاء اختيار برادفورد كمكان لإنشاء النصب التذكاري الأول للروهينجا في بريطانيا، كونها أول مدينة استقبلت لاجئين من الروهينجا وكان عددهم 100 روهنجي ضمن برنامج حماية اللاجئين بين عامي 2008 و2010، ومنذ ذلك الحين اندمجوا في نسيج المدينة المتعدد الثقافات مع الحفاظ على هويتهم الثقافية.
يشار إلى أن “حبيب الرحمن” أسس منظمة “روهينجا أكشن نورث إيست” عام 2017، وهي منظمة شعبية تحولت إلى جماعة ضغط سياسية نشطة تعمل على توفير دعم تعليمي للفتيات، وإرسال مساعدات خلال شهر رمضان وفي فصل الشتاء، وإنشاء عيادة للولادة في المخيمات، والاستجابة للكوارث مثل الفيضانات والصقيع.
وفرّ أكثر من مليون روهنجي إبان حملة “الإبادة الجماعية” التي ارتكبها جيش ميانمار عام 2017، ودفعت قرابة مليون منهم بعدما تعرضوا للعنف والاضطهاد للفرار نحو بنغلادش، فيما يعيشون هناك في ظروف إنسانية صعبة بمخيمات “كوكس بازار” التي تُصنفها الأمم المتحدة كأكبر مخيم للاجئين في العالم.