وكالة أنباء أراكان
ألقت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية الضوء على الظروف الصعبة التي يعيشها لاجئو الروهينجا في مخيمات بنغلادش بعد فرارهم من العنف في ميانمار، مؤكدة أن بنغلادش ملزمة بعدم إعادة لاجئي الروهينجا الفارين إليها قسراً.
وقالت المنظمة في تقرير حديث صدر الجمعة، إن قوات الأمن في بنغلادش صدت الآلاف من لاجئي الروهينجا الذين سعوا لطلب اللجوء في بنغلادش جراء تصاعد العنف في ميانمار، مشيرةً إلى أن اللاجئين غير المسجلين في بنغلادش يواجهون خطر الجوع ولا يسعون للحصول على الرعاية الصحية خوفاً من إعادتهم إلى ميانمار.
كما أكدت المنظمة الحقوقية أن بنغلادش ملزمة بحظر الإعادة القسرية بموجب القانون الدولي العرفي، وبموجب اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب والتي تقضي بعدم إعادة أي شخص قسراً إلى مكان قد يواجه فيه خطراً حقيقياً بالتعرض للاضطهاد أو التعذيب أو غيره من أشكال سوء المعاملة.
وتابعت “هيومن رايتس ووتش” أن لاجئي الروهينجا يواجهون ظروفاً معيشية خطرة في مخيمات بنغلادش من حرائق وأمطار موسمية، بالإضافة إلى عنف الجماعات المسلحة والعصابات وعدم وجود نظام عدالة جنائية أمام اللاجئين، وفشل قوات الأمن في معالجة ثقافة الإفلات من العقاب المحيطة بالعنف الجنسي الذي تقع النساء والفتيات ضحايا له.
ولفتت المنظمة إلى أن رئيس حكومة بنغلادش محمد يونس جدد دعمه في سبتمبر لمحاسبة المجلس العسكري في ميانمار على الانتهاكات التي ارتكبها ضد الروهينجا، مؤكداً ضرورة أن يساعد المجتمع الدولي في تهيئة الظروف لعودة الروهينجا بأمان إلى ميانمار، فيما صرحت سلطات بنغلادش مراراً وتكراراً بأن البلاد غير قادرة على قبول المزيد من اللاجئين.
وكان تحقيق أجرته منظمة “فورتيفاي رايتس” الحقوقية نهاية العام الماضي خلص إلى أن قوات حرس الحدود في بنغلادش تعمل بشكل منهجي على الإعادة القسرية للاجئي الروهينجا الفارين من ميانمار إلى بلادهم مرة أخرى بدلاً عن تقديم المساعدة لهم.
وفر نحو مليون شخص من الروهينجا باتجاه بنغلادش منذ شن جيش ميانمار حملة إبادة ضد الروهينجا في عام 2017، كما تجددت موجات النزوح منذ استئناف القتال بين جيش ميانمار وجيش أراكان (الانفصالي) الذي أطلق حملة للسيطرة على ولاية أراكان -موطن الروهينجا- في نوفمبر من عام 2023 وسيطر بالفعل على أجزاء واسعة منها.
وتقول بنغلادش إن تكدس اللاجئين الروهنجيين بات يمثل ضغطاً على اقتصادها وبنيتها التحتية ونسيجها الاجتماعي، وتؤكد أن الحل يكمن في تحقيق خطط العودة الطوعية الآمنة الكريمة للاجئي الروهينجا إلى بلدهم ميانمار، ويعيش لاجئو الروهينجا في مخيمات مكدسة في منطقة “كوكس بازار” التي تعد أكبر مخيم للاجئي حول العالم في ظل ظروف معيشية صعبة ونقص في كافة الخدمات الأساسية من غذاء ورعاية صحية وتعليم.