وكالة أنباء أراكان
قدّمت السويد من خلال ثمانية شركاء في بنغلادش، مساعدات إنسانية بقيمة 12.7 مليون دولار، لدعم أكثر من مليون لاجئ من الروهينجا يعيشون في مخيمات كوكس بازار.
وقال السفير السويدي في بنغلادش نيكولاس ويكس، إن بلاده تقف بثبات إلى جانب بنغلادش في تلبية الاحتياجات الإنسانية، بما في ذلك احتياجات لاجئي الروهينجا، كما فعلت خلال السنوات السبع الماضية، وفقاً لما أعلنه موقع “دكا تريبيون”.
وأضاف: “هذا العام قمنا بزيادة مخصصاتنا الأولية مقارنة بالعام الماضي، نظراً لتزايد الحاجات الإنسانية، خصوصاً في أكبر مخيم للاجئين في العالم في كوكس بازار”.
وتُخصص أجزاء من الدعم للمجتمعات التي تعاني من انعدام حاد في الأمن الغذائي، وكذلك لتمكين المنظمات غير الحكومية المحلية من الاستجابة السريعة في حالات الطوارئ.
وتهدف هذه المساعدات إلى توفير الغذاء وتحسين التغذية، وتقديم خدمات الحماية بما يشمل العنف القائم على النوع وحماية الأطفال، ودعم الرعاية الصحية، والتعليم في حالات الطوارئ، وتوفير المياه والصرف الصحي.
كما تتعاون السويد مع صندوق “Start Fund Bangladesh” لدعم 26 منظمة محلية ووطنية لتعزيز قدرتها على الاستجابة السريعة في حالات الكوارث والطوارئ.
وتعد السويد واحدة من أكبر المانحين الإنسانيين في العالم، ومن بين أبرز الدول الداعمة للمساعدات الأساسية لجهات مثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وبرنامج الأغذية العالمي، واليونيسف، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، وصندوق الأمم المتحدة المركزي للاستجابة الطارئة.
وفي أواخر مارس الماضي، أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أنها ستقدم 73 مليون دولار كمساعدات مالية جديدة للاجئي الروهينجا عبر برنامج الأغذية العالمي.
وجاء هذا التمويل بعد إعلان إدارة ترامب، نهاية يناير الماضي، إجراء تخفيضات كبيرة في المساعدات الخارجية ضمن أجندة “أمريكا أولًا”، وسعيها لتقليص الإنفاق الفيدرالي وتفكيك بعض المؤسسات الحكومية ومنها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، وهي المختصة بالمساعدات الخارجية الأمريكية.
ونتيجة لهذا القرار، أعلن برنامج الأغذية العالمي (WFP)، التابع للأمم المتحدة، تخفيض قيمة المساعدات الغذائية الشهرية المقدمة للاجئي الروهينجا في بنغلادش من 12.50 دولاراً إلى 6 دولارات فقط للشخص الواحد، اعتباراً من أول أبريل، بسبب نقص التمويل.
وقوبل القرار بتحذير أممي من العواقب الوخيمة لنقص الدعم الدولي على اللاجئين، وهو ما قاله روهنجيون لـ”وكالة أنباء أراكان”، بأن خفض المساعدات يعني الموت جوعا لهم ولأطفالهم، كون المبلغ لا يكفي إطعام سوى فرد واحد ولمدة أسبوع فقط.
ومؤخراً أعلن برنامج الغذاء العالمي، وقف خطط خفض الحصص الغذائية لأكثر من مليون روهنجي في بنغلادش بعد نجاح حملة لجمع مزيد من المساعدات الدولية أطلقتها الأمم المتحدة بالتعاون مع 113 شريكاً دولياً لجمع 934.5 مليون دولار لدعم الروهينجا بهدف الوصول إلى 1.48 مليون شخص، بما ذلك اللاجئون الروهينجا والمجتمعات المضيفة.
وجاءت هذه التحركات في أعقاب زيارة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إلى مخيمات اللاجئين في كوكس بازار ببنغلادش، وتعهده بضمان تمويل المساعدات الإنسانية بعدما وصف تخفيضه بالجريمة.
وتستضيف بنغلادش أكثر من مليون لاجئ من الروهينجا في مخيمات “كوكس بازار”، التي تُصنفها الأمم المتحدة كأكبر مخيم للاجئين في العالم، ويعيش اللاجئون هناك في ظروف إنسانية صعبة منذ فرارهم من ميانمار عام 2017، بسبب حملة “الإبادة الجماعية” التي شنها جيش ميانمار ضدهم، وتفاقمت أوضاعهم بعد تجدد القتال بين جيش ميانمار وجيش أراكان الانفصالي في نوفمبر 2023، ما أدى إلى حملات نزوح جديدة إلى بنغلادش.