الأمم المتحدة تدعو إلى حماية اللاجئين الروهينجا الفارين من الاضطهاد والعنف في ميانمار

لاجئون من الروهينجا فروا من حملة "الإبادة الجماعية" في ميانمار والبحث عن الحماية في بنغلادش، 25 أغسطس 2017، (المصدر: UNHCR)
شارك

وكالة أنباء أراكان | متابعات

دعت الأمم المتحدة، الثلاثاء، جميع أصحاب المصلحة والجهات الإقليمية الفاعلة إلى تعزيز جهود حماية اللاجئين الروهينجا الفارين من الاضطهاد والعنف في ميانمار، للمساعدة في حل الأزمة والسعي إلى المساءلة والعدالة للضحايا من أجل تحقيق سلام مستدام في ولاية أراكان وكل أنحاء البلاد.

جاء ذلك خلال جلسة إحاطة مختلطة، ترأستها أليساندرا فيلوتشي، مديرة دائرة الأمم المتحدة للإعلام في جنيف، وحضرها المتحدثون والممثلون عن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ومفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، ومنظمة الصحة العالمية، والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية.

وقالت فيلوتشي: “إنه بعد مرور ست سنوات على النزوح الجماعي القسري لشعب الروهينجا والمجتمعات الأخرى من ولاية أراكان في ميانمار، دعا الأمين العام جميع أصحاب المصلحة إلى مضاعفة الجهود لإيجاد حلول شاملة ودائمة يمكنها معالجة الأسباب الجذرية للتمييز والعنف المنهجي في ميانمار، والاستجابة لأزمة الحماية المتزايدة والاحتياجات الإنسانية مع تعزيز جهود حماية اللاجئين في المنطقة لأولئك الفارين من الاضطهاد والعنف”.

وأضافت: “تلتزم الأمم المتحدة بالعمل مع جميع أصحاب المصلحة، بما في ذلك الجهات الفاعلة الإقليمية، للمساعدة في حل الأزمة والسعي إلى المساءلة والعدالة للضحايا من أجل تحقيق سلام مستدام في ولاية أراكان وكل أنحاء ميانمار”.

بدوره، قال بابار بلوش، ممثل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: في الوقت الذي يحيي فيه العالم الذكرى السابعة للنزوح القسري واسع النطاق للاجئين الروهينجا، تدعو المفوضية مرة أخرى إلى التزام مستدام من الشركاء الدوليين بدعم وحماية ما يقرب من مليون من الروهينجا الذين تستضيفهم بنغلادش، والمساعدة في تأمين حلول لإنهاء محنتهم.

الأمم المتحدة تدعو إلى حماية اللاجئين الروهينجا الفارين من الاضطهاد والعنف في ميانمار
جلسة إحاطة ترأستها أليساندرا فيلوتشي، مديرة دائرة الأمم المتحدة للإعلام في جنيف، 27-8-2024 (المصدر: UN )

وذكر بلوش أنه “في 25 أغسطس/ آب 2017، أُجبر حوالي 700 ألف رجل وامرأة وطفل من الروهينجا على الفرار من ميانمار والسعي إلى الحماية في بنغلادش، وكان الدعم السخي من بنغلادش والمجتمع الدولي حاسماً في تلبية الاحتياجات الأساسية للاجئين وتوفير الحماية، لكن المخاوف الأمنية الجديدة وعدم اليقين بشأن التمويل قوض الآن كل شيء باستثناء المساعدات الأكثر أهمية وإنقاذاً للحياة”.

وفي ولاية أراكان غربي ميانمار، أدى تصاعد الصراع إلى تفاقم ظروف الروهينجا؛ حيث بلغ النزوح الداخلي أعلى مستوياته على الإطلاق، حيث نزح أكثر من 3.3 مليون شخص داخل البلاد، ومن بينهم ما لا يقل عن 128.800 شخص في شمال أراكان في بلدات بوثيداونج وراثيداونج ومونغدو، وسمع دوي المعارك من قبل المجتمعات البنغلاديشية التي تعيش بالقرب من الحدود، وظلت العودة الكريمة والطوعية والمستدامة إلى ميانمار هي الحل الأساسي لهذه الأزمة، وفق مفوضية الأمم المتحدة للاجئين.

ودعت المفوضية، المجتمع الدولي إلى إظهار الإرادة السياسية لجعل هذا ممكنا، ورحبت المفوضية بالالتزام المتجدد تجاه اللاجئين، الذي قدمه الدكتور محمد يونس، كبير مستشاري الحكومة المؤقتة في بنغلادش، في 18 أغسطس/آب، وتدعو إلى استمرار التضامن من المجتمع الدولي عبر توفير الدعم المالي الثابت، لتمكين اللاجئين الروهينجا من العودة إلى ميانمار في نهاية المطاف، متمتعين بالأمان والكرامة والحقوق الكاملة، وفق البيان الصادر عن ممثل المفوضية.

و أضاف بلوش: “وحتى حدوث ذلك، يحتاج اللاجئون إلى المساعدة الفورية والمعونة في بناء مستقبلهم، حيث أن 52 بالمائة من اللاجئين هم دون سن 18 عاماً، وكثيرون منهم ولدوا كلاجئين أو قضوا سنواتهم الأولى في مخيمات اللاجئين.

وأفاد بلوش أنه في عام 2024، ناشدت الوكالات الإنسانية توفير 852 مليون دولار أمريكي لمساعدة حوالي 1.35 مليون شخص، بما في ذلك لاجئو الروهينجا والبنغلاديشيون في المجتمعات المحيطة، لكن هذا النداء ظل غير ممول بشكل كاف، لافتاً إلى أن نقص التمويل أعاق، بشكلٍ كبير، الجهود الإنسانية الرامية لدعم اللاجئين ومضيفيهم في بنغلادش، وأنه كنتيجة لذلك، جرى خفض المخصصات الغذائية في النصف الأول من العام 2024؛ وتواجه المراكز الصحية نقصاً في الطواقم الطبية والمعدات التخصصية والأدوية؛ وتراجعت جودة المياه مما أدى إلى ارتفاع الإصابات بالكوليرا والتهاب الكبد الوبائي؛ وشحت فرص التدريب المهني وكسب الرزق.

وناشد ممثل مفوضية اللاجئين الجهات المانحة والجهات الفاعلة الخاصة لزيادة التمويل للاستجابة لأزمة اللاجئين الروهينجا في الوقت المناسب، مؤكداً أنه دون الدعم المالي المستدام، بما في ذلك تلبية احتياجات الواصلين الجدد، فقد تكون بانتظارنا أزمةٌ إنسانيةٌ أوسع نطاقاً، مضيفاً: “يستحق شعب الروهينجا دعمنا، كما يستحقه شعب بنغلادش الكريم”.

وتطرق في حديثه إلى تعرض بنغلادش للفيضانات، مؤكداً أن هناك حاجة إلى دعم عالمي أكثر منهجية واستدامة لدول مثل بنغلادش التي تعرضت لظروف الطقس القاسية والكوارث الطبيعية التي أصبحت أكثر تواتراً بسبب تغير المناخ.

وفي معرض إجابته على الأسئلة من الصحفيين، قال بلوش إنه من الصعب تحديد أعداد الروهينجا الذين عبروا من ميانمار إلى بنغلادش هذا العام، وأن مفوضية اللاجئين دعت السلطات البنغلاديشية إلى منع إعادة اللاجئين قسراً إلى ميانمار، مشيراً إلى أن العدد الإجمالي للأشخاص الذين غادروا ميانمار، ومعظمهم من الروهينجا، حوالي 1.3 مليون شخص.

ويعيش نحو مليون لاجئ من الروهينجا وسط ظروف صعبة بمخيمات في بنغلادش، وقد فرّ معظمهم من ولاية أراكان غربي ميانمار في عام 2017 بعد حملة عسكرية شنها جيش ميانمار، أصبحت موضوع تحقيق في الإبادة الجماعية من قبل محكمة تابعة للأمم المتحدة.

كما يتواصل فرار آلاف الروهينجا من ولاية أراكان باتجاه مخيمات بنغلادش، خاصة في الأشهر الأخيرة بسبب المعارك الدائرة بين جيش ميانمار وجيش أراكان الانفصالي، الذي يحاول السيطرة على ولاية أراكان، التي يعيش فيها نحو نصف مليون من الروهينجا، وقد وصل أكثر من ألفي لاجئ جديد  إلى بنغلادش، منذ سقوط حكومة الشيخة حسينة في 5 أغسطس/ آب الجاري، بحسب تصريحات لمسؤولين عن المخيمات.

 

 

 

 

شارك

القائمة البريدية

بالضغط على زر الاشتراك، فإنك تؤكد أنك قد قرأت سياسة الخصوصية الخاصة بنا.